لا شك أن الاختلاف في الآراء هو امر طييعي لاختلاف الشخصيات والميول والاذواق، وخوض النقاشات لا مفر منه لأنه جزء من التواصل الإجتماعي لأننا مخلوقات اجتماعية. بكن بعض هذه النقاشات تكون هادئة وبعضها يحتد عندما يرغب كل طرف في إثبات صحة رأيه وأحيانا فرضه على الطرف الآخر.
يظن كثير من الناس أن اقتناعهم برأي شخص آخر هو نوع من الضعف أو الاستسلام، لأن ارائهم بالنسبة لهم هي جزء من هويتهم، لذا تجد بعض الاشخاص عنيدون وسوف يظهرون عدم الاقتناع بكلامك حتى ولو كانوا قد اقتنعوا به.
1- اتركه يعرض قضيته
عندما يبدأ الطرف الآخر في الحديث إياك أن تقاطعه فتذكر أن للإنصات سحر خاص، فإذا قمت بمقاطعة حديثه تعمل على جرح ذاته، فاعلم أن الإنسان عندما يبدأ في الحديث يوجه كل تفكيره وأعضاء صدره للتحدث فقط، وأن عقله لا يمكن أن يسمع حديثك عند مقاطعته فجأة، فإذا أدرت كسب المناقشة عليك أن تنصت للطرف الآخر باهتمام.
2- توقف القليل من الوقت قبل أن تجيب
تعلم التفكير جيداً في السؤال الذي يطرحه الطرف الآخر عليك أثناء المناقشة وهذا يحتاج الوقوف قليل من الوقت، فهذه القاعدة أساسية لكسب المناقشة فيبدو للطرف الآخر أهمية السؤال بالنسبة لك وأنك تفكر فيما يقوله وأيضاً يوضح له أن المناقشة لا تحتوي على خلافات.
وتجنب التفكير لفترة طويلة قبل الإجابة فهذا يدل للطرف الآخر على ضعفك أو ارتباكك أو أنك لا تستطيع الإجابة على سؤاله، فعند معارضة الطرف الآخر فيما يقوله لابد من التوقف لوقت قصير قبل النطق بكلمة (لا) لكي يشعر بأهمية المناقشة بالنسبة لك.
3- لا تصمم على فوزك بنسبة 100%
في الطبيعة الإنسانية أن الشخص عندما يشعر أن الطرف الآخر يحاول بكل جهده أن يثبت صحة كلامه بنسبة 100% لا يهتم باستقبال أفكاره فيما بعد، فالمهارة هنا أن تمتلك القدرة على الإقناع دون أن يشعر الطرف الآخر بأنك تريد أن تثبت صحة كلامك.
4- استخدم الحقائق لعرض قضيتك
أحياناً يصل البعض إلى طريقة مبالغ فيها في المناقشة عندما يريد أن يكسب المناقشة، ولكن عليك أن تعلم أن الدراسات العلمية أثبتت أن التحدث بدقة في التفاصيل وبهدوء يجذب انتباه الطرف الآخر ويكون أشد أثر على عقله الباطن.
فاعلم أن الطريقة الصحيحة لكسب المناقشة والإقناع هي أن تعرض قضيتك بكل دقة وهدوء، وبعد أن تنتهي من شرح القضية تقول (ربما يكون رأيي مخطئ والله أعلم) فهذه الجملة تجعل الطرف الآخر يوجهه رأيه على نفس رأيك ويوافقك فيما تعرضه وينتبه وينصت إليك.
5- تحدث عن طريق طرف ثالث
لاحظ معي المحامي عندما يدافع عن قضية تراه يبحث عن شهود للقضية قبل الجلوس أمام القاضي، فهو يرى أن كسب النقاش يحتاج لتدخل طرف ثالث لسهولة إقناع القاضي، فالطرف الثالث لا يقع عليه أي ضرر غير أنه يقول ما حدث وما شاهد، وهذا يكون أفضل من حكي القاضي بنفسه.
كما تجد رجال المبيعات يقدمون للعملاء الجدد شهادة مستخدمين البضاعة، فسألت نفسك ولو لمرة عن سبب ذلك، فلو فكرت لحظة في السبب فتجد أن رجال المبيعات يريدون كسب ثقة ونقاش العملاء الجدد لهذا يقدمون شهادة طرف ثالث عن رأيه في البضاعة.
6- اسمح للشخص الآخر بالحفاظ على رأيه
كثيراً ما ترى أشخاص يعتقدون أنهم إذا وافقوا على رأي الطرف الآخر فهذا يقلل من شأنهم ويدل على خطأ فكرهم، فإذا كنت في نقاش مع شخص ما ورأيت أنه لا يريد تغيير موقفه ويتعامل بقوة ويعارض تماماً أن يتفق مع رأيك عليك أن تتركه على رأيه حتى وإن تعارض معك.
فالشخص الماهر على إقناع الآخرين هو من يترك النقاش مفتوح، حتى يستطيع الطرف الآخر أن يفكر ويجد فتحة يدخل منها مرة أخرى حينما يريد أن يغير رأيه، وإذا نجحت في إقناع الآخرين برأيك هذا لا يكفي لكسب المناقشات بل عليك أن تتعلم منطق تنفيذه من خلال الطريقتين التاليتين:
الطريقة الأولى:
أن تبحث عن مبررات لخطأ رأي الطرف الآخر، فهو لا يتمتع بحقيقة صواب رأيك إلا إذا وضحت له مبررات خطأ رأيه.
الطريقة الثانية:
أن تسمح للطرف الآخر بالتأكيد على خطأ رأيه في ضوء ما قدمته من مبررات، ليقتنع تماماً بنفسه أنك على صواب وأنه على خطأ، كما يجب عليك تقبل عذر خطأه حتى لا تجرح ذاته.
7- تذكر أن بعض النقاشات فوزك بها بعدم دخولها من الأساس
بعض النقاشات تتكرر بصورة عبثية من وقت لآخر، وبعضها اتفه من أن تضيع وقتك فيها. مثل النقاشات حول مباريات كرة القدم بعد كل مباراة والنقاشات بشأن لاعبك المفضل أو مطربك أو ممثلك. مثل هذه النقاشات تجد نفسك تتورط فيها بلا أي هدف سوى استفزاز الطرف الآخر لك. كما أن بعض الأشخاص لا يعترفون بوجود أي وجهة نظر لغيرهم، هؤلاء أيضا انت تفوز عليهم بعدم نقاشهم من الأساس