بثقة قد تصل إلى حد اليقين نستطيع القول أن ما من سيرة ذاتية تقدمها لعمل جديد الا وقد كتبت فيها هذه الجملة “القدرة على التعلم الذاتى”، فلنفترض حسن النوايا ونقول إنها صارت كصيغة لاغنى عنها فى أى سيرة ذاتية، ولكن ماذا إن طُلب منك فعلاً أن تؤكد ما كتبته، أن تُعلم نفسك بنفسك؟
فى البداية لابد أن تعرف أن العالم يسير بسرعة غير مفهومة وأن عليك أن تضيف لنفسك معرفة جديدة كل يوم، ولكن الأمر لن يتطلب الذهاب إلى الجامعة مرة أخرى أو تغير مسار مؤهلك لكن بعض الأمور البسيطة قد تنقذك فى المستقبل.
إليك مثلاً بعض الحجج التى ستقنع بها نفسك حتى لاتحاول فى هذا المسار:-
أولاً:- ستقول أن هناك أشياء لانستطيع أن نتعلمها بمفردنا وأن لابد من وجود من يقوم بتعليمنا إاياها.
ثانياً:- لن نستطيع أن نفهم أى شىء فى البداية لأنه صعب.
ثالثا:- لابد من حضور الدورات أو الفصول لكى نحصل على مهارة جديدةوهذه الدورات ذوات أسعار مرتفعة.
ولكن طريقك للتغلب على تلك الحجج هى أن تعرف أن هناك من يستطيع أن يفعل ذلك وبسرعة، فإما تفعلها او تعرف أن وظيفتك أو مشروعك الذى تهتم به أو حلمك الذى يروادك سيكون من نصيب فرد أخر يمتلك تلك المهارة.
وهذه بعض المبادىء التى ستكون دليلك للتأهل لكى تعلم نفسك،
أولاً:- النظرية شىء إختيارى.. أما الممارسة شىء الزامى.
يقول بيكاسو ” اتقن القواعد كمحترف حتى تكسرها كفنان” فالنظرية فى أى علم مهمة وعليك أن تعرفها لا أن تكون جاهل بها، لكن الأهم هو ممارسة الشىء فهو الذى سيهبك قدرة أكبر على التفهم والإدراك. عليك ان تفهم أن ممارستك لأى شىء ( اللغة – الموسيقى – الرسم – الكتابة – التصوير الخ..) هى وسيلتك للتطور والحصول على دعم .
ثانياً:- تدرك من انت؟ وماذا تحب؟ وماذا تكره؟
قبل أن تقرر خوض تجربة تعلم شىء ما لابد أن تفهم ذاتك أولاً وتعرف مالذى يثير شغفك، لأن ذلك هو الطريق لمنحك الإلهام والصبر على التعلم، ليس فقط أن تعرف ما تحبه بل معرفة مالا تطيقه وذلك يمنحك الفرصة لفلترة تجاربك ويسير بك للإتجاه المناسب، ابدأ بتحديد موهبتك، نقاط قوتك ونقاط ضعفك، مالشىء الذى يثيرك وما الشىء الذى لاتتخيل فعله، تلك هى الوسائل الفعالة لتجد نفسك تتقدم وتتطور فيما تحب.
ثالثاً:- توخى الحرص وتأكد من المصادر التى تتعلم من خلالها.
فى هذا العالم المفتوح صار من السهل لأى شخص أن ينشر معلومة غير صحيحة أو موثقة، وقد ينساق اليها الجميع، لذا التدقيق فى المصادر التى تعتمد عليها مهم، البحث عن جدية وصحة المعلومات سيوفر وقتك، هناك معلومات أكدتها الكثير من المصادر لذا فهى وسيلتك للثقة وللقياس، وتأكد أن أكبر مقياس هو عقلك.
رابعاً:- معظم المعلومات تكون خارج الفصول.
الدراسة الأكاديمية أو المعلومات عن طريق الإنترنت مهمة وقيمة، لكن السفر هو وسيلة جيدة للتعلم والخبرة الأسرع، دبر لنفسك وسيلة للسفر ووقتاً له وستحصل على تعلم ذاتى فائق القيمة.
خامساً:- الإتصال بالآخرين.
إن وجودك مع مجموعات لها نفس الإهتمام سيمنحك خبرات أكثر، افكار أعمق، تطورات كبيرة فى طريقة تفكيرك وتنمية ذاتك. فاحرص أن تتواجد وتتصل بأشخاص تريد أن تتعلم بذاتها هى الأخرى.
سادساً:- جرب كافة الوسائل.
الكتب، الوسائط التكنولجية، المقالات، المحاضرات والندوات، تسجيل افكارك وطرحها، المناقشات. كل تلك الوسائل مهمة ومفيدة ولاغنى عنها جربها جميعا ثم أبدأ فى حساب اى منها يحقق لك فائدة أعلى.
وحتى لايكون مافات مجرد استرسال مقالى لافائدة منه فإليك وسائل عملية عليك تجريبها.
أولا:- الإنترنت.
لكل شىء يوجد فيديوهات أو مقالات تدريبية، بمجرد أن تكتب ” أريد أن أتعلم كذا” ستجد الكثير من الوسائل التدريبية، مثلاً لو كتبت أريد أن أعرف كيف ابدأ تصميم على برنامج فوتوشوب، ستجد كل الأدوات المتاحة وبكل اللغات التى تمنحك الطريق من البداية إلى الإحتراف.
ثانياً:- إن وجدت نفسك فى مشكلة إستأجِر شخص لتتعلم منه.
هذه ليست بمزحة، ربما تصل لمرحلة لاتستطيع التعامل معها أو تحتاج شخص يساعدك على فهمها لذا اطلب من أحد ان يشرح لك ذلك فى مقابل ان تدفع له، ربما هناك اشخاص محترفة لاتعلن عن نفسها كمدريبن لذا إقصدهم، مثلاً إن إردت ان تعرف تقنية معينة فى برنامج الفوتوشوب وعجزت تماماً واقصد هنا انك استنفذت كل الوسائل، فاتجه إلى شخص محترف واعرض عليه أن يعلمك إياها بمقابل. أعتقد انه سيفعل، ابحث فى قائمة أصدقائك أولاً فهذا مجدى.
ثالثاً:- أوجد طريقة لتعمل لدى الشخص الذى تتعلم منه.
حدد شخص تريد أن تقوم بما يقوم به، مثلا تريد أن تصبح مصوراً فوتغرافياً محترفاً فأعثر على مصور محترف وأعرض عليه ان تقوم بالأمور التى تأخذ منه وقت وجهد بأقل التكلفة أو بلاتكلفة فى مقابل أن تتعلمها منه او تتعلم أكثر، بطريقة ما سيجد انه من الغباء أن يرفض عرضك.
هذا ليس كل شىء فمازال هناك الكثير من الخدمات التى تساعدك على الحصول على التعلم الذاتى، هنا قدمنا لك جزء منها، أما الباقى فسنجعله اختبار لك ولمدى قدرتك على المحاولة، ابحث عن طرقك المفضلة وجد وسيلة جديدة وابدأ أول خطوة فى طريق تعليم نفسك بنفسك.