Site icon طور نفسك

لاتخف من أحلام اليقظة فهى تجعلك مبدعاً.

فتاة تتخيل

 

نلجأ أحياناً إلى خلق واقع بديل، نهرب من غرفتنا نبنى مكاناً نضع فيه ملامحنا وكل الأشياء المحببة إلينا، نتعرف على اشخاص نحبهم، نعيش بطريقة نريدها، ننجح ننجز ننضج، نُسير الأمور حسب رغبتنا، لامكان فى مكاننا الجديد إلا لما نريد فعلاً، هذا عالم خالى من الألام والندم، لأنه ببساطة عالم خيالى يلجأ له عقلنا ويخلقه حتى يأخذ قسطاً من الراحة ثم يعود إلى واقعه مرة اخرى.

الكل يتسرع ويحكم ويطلب من الشخص الذى يرحل إلى عالم أحلام اليقظة الإستيقاظ والبعد عن هذه المساحة المذهلة، لكن الجديد الذى لابد أن تعرفه ان احلام اليقظة ليست تضيعاً للوقت وليس دون فائدة، لكنها فاصل ضرورى نحتاج اليه لكى نستطيع الإستمرار.

والحقيقة هى أننا نقضى حوالى ثلث أو نصف حياتنا فى احلام اليقظة، لذا فالأمر يستحق الإهتمام.

كيف يعمل العقل على خلق ذلك النوع من الأحلام؟

عالم النفس الأمريكى ويليام جيمس عام 1890  قال أنه عند إستيعابنا للإستجابات الداخليه والتى من شأنها جعلنا شاردين الذهن أو مشتتين فإن العقل يعمل فى ذلك الوقت على نقل اإهتمام من العالم الخارجى له إلى العالم الداخلى، لذا ركز فى دراسته محاولة فهم كيف يتأقلم العقل مع تلك العملية، وكيف تكون هيئة العقل فى هذه الحالة.

والآن خرج لنا العلماء بنتائج بحثية حول هذه الحالة، فنتائج الفحص الإشعاعى للمخ وهو يقوم بتلك العملية أثبتت ان المخ يستخدم العديد من العمليات العقلية ويعتمد على الذاكرة والإنتباه، فى البداية إكتشفوا الأساس العصبى لأحلام اليقظة فلاحظو ان خلايا المخ تصير أكثر نشاطاً فى تلك الحالة وبمجرد عودته للتركيز فى الأمور العادية تبدأ فى التوقف.

ومن خلال ذلك إستطاع العلماء الإشارة الى مايسمى بشبكة العمل داخل العقل، وهى التى تربط الأجزاء الأمامية للمخ بالعديد من المناطق الحسية داخله، هذه الشبكة تقوم بإنشاء مساحتها الخاصة وتبدأ فى العمل عليها، وتبدأ فى الربط بين البيئة الخارجية والعقل لتحفزه على خلق حلم اليقظة او الخيال الخاص به.

ولكن كيف تسيطرعلى أحلام يقظتك؟ حتى لاتتحول الى عائق يفصلك تماماً عن الواقع عليك إتباع الإتى.

 بمعنى أنك ان شعرت أنك فى حاجة لتلقى معلومة من العالم الخارجى عليك إغلاق كل قنوات شبكة العمل تلك، وان سمعت أصواتك الداخلية تعلوا إعمل على الهروب منها بهدوء حتى تتواصل مع العالم الخارجى.

نعم فأصحاب الخيال الحى وذلك النوع من الأحلام لديهم قدرة على الإبداع فى كل نواحى حياتهم، ولكن قبل أن تذهب فى تلك الرحلة تأكد ان لديك المعلومات الواضحة عن العالم الواقعى وانك احسنت التعامل معه حتى لاتتحول تلك النعمة الى حالة من الهروب.

إذاً دعونا نتعرف على الفوائد التى تمنحنا إياها أحلام اليقظة:-

أولاً:- تكسبك قدراً أكبر من التعاطف.

فالأبحاث وجدت أن هناك ترابطاً كبيراً بين إستخدامنا للخيال والذاكرة وزيادة قدرتنا على التعاطف،فقدرتنا على تخيل وتذكر أحداث قد يكون الأشخاص الذين أمامنا قد مروا بها يعطينا صورة مكبرة عنهم ويكسبنا قدرة على التعاطف معهم بشكل أكبر.

ثانياً:- تساعد على تحسين الذاكرة.

ووفقاً لرابطة علم النفس الأمريكية، فإن ارتباط الخيال من منظور شخصى لبعض الأشياء يساعد فى تذكرها، أو بمعنى أصح استدعاء المعلومات وقت الحاجاة اليها، وهى طريقة فى تأهيل الذين يعانون من ضعف عقلى بسبب إصابة فى المخ.

ثالثاً:-إكتشاف الذات.

توصل العلماء ان الأفراد الذين أدركوا أهدافهم يقومون بهذا الأمر، من خلال تخيلهم لأمكانيتهم وقدراتهم فى البداية، وتقول دكتور سيرينى بيل ان الخيال يستطيع ان يحفز مناطق المخ التى ترسم خريطة الطرق المؤدية للنجاح.

رابعاً:- ترفع من معنوياتك وتمنحك الأبداع.

فتفكيرك فى احلامك بشكل غير مباشر يمنحك طاقة غير ملموسة على السير وراء أهدافك وترتيبها والأبداع فيها، كما ان النتائج الجيدة التى تحققها من خلال حلم اليقظة تهدىء من توترك وتمنحك احساساً ممتعاً بالسعادة ويؤدى ذلك إلى رفع معنوياتك.

خامساً:- تمكنك من تحقيق أهدافك.

فما بين نشاط الذاكرة وتقوية المهارات، وارتفاع الروح المعنوية والتقليل من الضغط العصبى وكل ذلك تحققه أحلام اليقظة، فإن هذا المناخ يمنحك القدرة على تكوين صورة صحيحة للشىء الذى تريد تحقيقه وتصل اليه. والأبحاث تؤكد ان اللحظة التى تمنح فيها عقلك الحرية للبقاء فى عالم الحلم فأن الشبكة العاملة داخله تنشط أكثر من ضغطك عليه بالأمور الروتينية، لذا فالقسط البسيط من الحلم يهدىء من روعك وضغطك ويعطى لعقلك الفرصة الجيدة التتى تمكنه من حل المشكلات المعضلة أمامه كما يمنحه جواً هادئاً للتفكير والتخطيط.

مما فات فإن أرض أحلام اليقظة واسعة وبها العديد من الفرص لإستثمارها، فقط ان أدركت كيف تستخدمها وتستفيد من مواطن القوة فيها.

 

Exit mobile version