Site icon طور نفسك

كيف تحصل على السلام الداخلي

inner peace

غالبًا ما نتحدث عن الحاجة للشعور بالهدوء والسلام، والاستمتاع بالسكينة الداخلية، وقدرتنا على العيش بلا قلق. نحن نعتقد أن هذا الشعور متوفر فقط في أماكن محددة، ولكن الحقيقة هي أننا لا نحتاج إلى الذهاب إلى أي مكان لاكتشاف السلام الداخلي. إنه موجود بداخل كل واحد منا، فلدينا جوهرٌ داخلي يتطلع إلى العيش في سلامٍ دائم. وهذا الجوهر يتجلى في كياننا بأكمله، ولكنه مخفي في أعماق روحنا. كل ما علينا فعله هو إحضاره إلى السطح والسماح له بأن يرشدنا خلال تحديات الحياة. من خلال هذا السلام الداخلي، يمكننا أن نعيش تجارب حقيقية من السعادة والإنجاز.

والسلام الداخلي لا يعني الانعزال والابتعاد عن الآخرين بهدف تجنب المشاكل والتعقيدات التي قد تنشأ نتيجة التفاعل والتعامل مع الآخرين. قد يكون الانعزال وسط الضغوط والرغبة في الحصول على الهدوء هو خيار مؤقت، ولكنه لا يصلح لأن يكون الحل النهائي. بدلاً من ذلك، من الأفضل أن نبحث عن طرق للتعامل مع ضغوط الحياة والتغلب عليها، وتخفيف آثار التصادم مع الواقع.

لذا وقبل أن نفهم كيف نصل اليه ونجعل السلام الداخلي جزء من شخصيتنا، وصديقاً حقيقياً، ينير لنا الطريق في أوقات الظلام دعونا نطرح بعض الأسئلة. 

إن كانت إجابتك بنعم على هذه الأسئلة، فأعلم أنك تتمتع بأقل قدر من السلام الداخلي، وانك تعيش حالة من الصراع مع كل هذه الأشياء، وهذا ليس بالأمر الهين فكل ذلك يؤثر عليك سلباً، فتغيير العواطف صعوداً وهبوطاً داخل نفسك يوصلك إلى حالة من عدم الحسم داخلك، ويضيع وقتك فى التفكير فى الأشياء منعدمة القيمة، بل يهلك مشاعرك إلى أقصى حد، إذاً …

ما الذي يجب أن تفعله لتحصل على السلام الداخلي

1- تقبل حقيقة أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة

أن نقبل وندرك أننا سنواجه تحديات ومشاكل في حياتنا، وأن التعامل معها بشكل بناء هو الأفضل في سبيل الحصول على السلام الداخلي.

أن تكون قانعًا وراض يعني أن تمتلك رضاً عاطفياً وجسدياً وحتى مادياً. فالرغبة المستمرة في الأشياء المادية وتراكم الثروات المالية لن تجلب للفرد السلام الداخلي الحقيقي، وقد لا يساعد أيضا في تحسين الأوضاع المادية.

بدلاً من ذلك، ينبغي علينا تعلم كيفية التقدير لما لدينا والتمتع بلحظة الحاضر بغض النظر عن الظروف المحيطة. عندما نقبل ونكون راضين، نتحرر من ربط سعادتنا باشياء خارجية .

2- إطلب المساعدة من بداية كل صباح جديد.

نعم، فلحظات الصباح الأولى يمكنها أن تمنحك الكثير فقط لو حاولت، فالحالة التى تخلقها لنفسك أو تبدأ بها صباحاً هى التى تستمر معك إلى نهاية اليوم، لذا لابد أن تستخدمها جيداً.

لاتنسى أن تبتستم، لاتبدأ بالتفكير فى المشاكل الكبيرة أو المهام الصعبة التى ستواجهها، بل فكر فى الأشياء البسيطة أولاً واستدعي الأشياء المبهجة المحيطة بك، وكرر على نفسك أنك ستقضى يوماً رائعاً وستبعد كل مصادر القلق. وأنك ستسعى إلى تخطى كل مصادر الألم لتحقق داخلك التوازن المطلوب.

3- حاول أن تحافظ على معدل متوزان لإنفعالاتك.

من اللحظة التى تستيقظ فيها إلى اللحظة التى تخلد فيها إلى النوم حاول أن تبقى مشاعرك متوازنة، بمعنى أن لاتجعلها تذهب إلى معدل متطرف تجاه أى شىء، تجاه الحزن أو الغضب أو الإنفعال، وليس معنى هذا أن تصبح غير مكثرت، وغير مهتم، بما يحدث حولك، أو أنه من الممكن أن تضع تلك العواطف فى الثلج، لكن المقصود هو أن لا تتخذ موقفاً سريعاً تجاه المواقف، إهدأ أولاً ثم فكر ثم قرر أى الإتجاه ستذهب ناحيته، بالطبع هذا ليس سهلاً لكن الكثير من الصبر والمثابرة سيمكنك من ذلك، حصولك على السلام الدخلي يتطلب بعض المجهود في البداية. خذ نفس عميق قبل التصرف تجاه المواقف المختلفة التى تحتك بك، بعدها سيكون قرارك هادىء ومتزن.

4- حول غضبك من الأخرين بتغيير موقفك من الحدث.

ماذا إن أخبرك أحدهم بشىء لاتحبه وغير مقتنع به، بالتأكيد ستظهر غضبك وإنفعالك تجاهه لتوضح له رفضك لما يقول، لكن هذا لن يمنحك السلام الداخلي، وبالتأكيد صمتك ومحاولتك كتم مشاعرك لن يمنحك السلام الداخلي أيضاً، لكن كل ماهو مطلوب منك هو أن تحول هذا الغضب داخلك، وتبدأ فى التفكير فى الآتى:-

* هل مايقوله هام فعلاً ويستحق الرد؟

* لماذا أثرت فيك كلماته إلى حد كبير؟

* ربما مايقوله لك حقيقى، فماداعى الغضب؟ لماذا لاتعيد التفكير وتسمع صوت الحكمة وتنظر للجانب الآخر.

بعد هذا سيقل الغضب داخلك وسيتحول إلى طاقة تمنحك بديلاً هادئاً عن الصراع والصراخ.

5- إعلم أن هناك دائماً وسيلة للخروج.

الحياة لاتمر علينا سهلة أبداً، وليس هناك مفر من مقابلة المشاكل والإخفاقات، ومن يتصور أن الحياة ستمضى دون أن يواجه الألم ، الفشل، فقد من يحب، عدم الوصول لمبتغاه، الصدمات فى الأخرين، فليضع نفسه إذاً فى علبة زجاجية ولا يتواصل مع الحياة.

لكن السبيل للتغلب على كل تلك العقبات هو معرفتنا أن هناك دائماً حل وهناك طريق، فبينما انت تسلك طريقاً منحدراً وعراً لابد أن يكون لديك اليقين بأنك ستجد الطريق الممهد بعد هذا السير الطويل.

أعد النظر فيما يحدث حولك وتذكر ان هناك دائماً وسيلة للخروج.

6 – تخلص من مسببات الضغط والتوتر التي يمكنك ازالتها

هل لاحظت كيف يزداد التوتر لديك عندما ترى غرفة ملابس مشتتة وغير منظمة؟ هذا هو السبب في أنه يمكن أن يكون الترتيب والتنظيم مفتاحًا لتهدئة العقل. وتعمل الفوضى على زيادة مستويات القلق والتوتر.

بالاهتمام بالتفاصيل الصغيرة وإنشاء نظام وتنظيم في حياتك، ستشعر بتحسن كبير في راحتك النفسية وتركيزك. لذا، لا تتردد في البدء بتنظيم حياتك لتجربة الهدوء والسلام الداخلي، والتخلص من كل مسببات التوتر التي يمكنك التخلص منها.

7- إستخدم العوامل المساعدة.

هناك أشياء من شأنها مساعدتك على الوصول إلى حالة من السلام الداخلى، مثل تمارين التأمل واليوجا، وتمارين التركيز، فضلاً عن بعض أنواع الموسيقى والأفلام الإنسانية والروحانيات، كل تلك الأشياء من شأنها أن تجعل عقلك فى حالة يقظة لما يحدث حوله وتمكنه من التواصل مع العالم دون الخلل بتوازنه وسلامه.

 

 

Exit mobile version