” حدث ذلك فى كندا منذ بضع سنوات مضت، امرأة تقود سيارتها بجانب البحيرة ولم تستطع التحكم بها فإصدمت بمرسى السفن وسقطت فى البحيرة، ولما غرقت سيارتها إستطاعت تحطيم النافذة وخرجت من البحيرة وتم إنقاذها، ولما سألوها بعد ذلك لماذا كانت تقود فى هذا الإتجاه قالت انها فقط إتبعت جهاز الـ Gps الخاص بسيارتها”
هذه القصة لاتخص الحدث وحده ولا السيدة وحدها، فكل إنسان لديه الخريطة الذهنية الخاصة به والتى توجه مساره فى الحياة، هى التى تقوده الى ما يريد أو إلى ما يرتاح اليه، ولكن حتى لا يكون اعتمادنا على هذا التوجيه خاطىء لابد أن ندرك شيئاً مهماً ألا وهو ان الخريطة ليست هى الأرض الفعلية التى نسير عليها.
والخرائط الذهنية التى يمتلكها كل إنسان، تتمثل فيما يؤمن به من قواعد ومبادىء، وبما اختبره من تجارب وكل الأشياء التى يقتنع بها، كل تلك الاشياء هى التى صنعت له وجهة نظره وأسلوبه وهى التى توجهه فى الحياة، ولكن ماننساه عادة ان هذه الأشياء ليست الواقع الكامل لكنها تمثيل له، وعلى الرغم من ذلك نحن نتبعها كما هى، فهى التى تشكل علاقاتنا بالناس حولنا، وبإختيارنا لمجال العمل، والعديد من مجريات الأمور فى الحياة.
وتعتبر هذه الخرائط هى فرصة جيدة لتجعلنا نفعل ما يفترض ان نفعله، فهى تقودنا من نقطة إلى أخرى، ومثال على ذلك ” كيف تحصل على علاقة عاطفية بها الكثير من الراحة والقليل من التعقيدات، كيف تتحمل المسئولية فى تربية الأطفال، كيف تصبح مستقل مالياً، كيف تحقق النجاح فى إدارة العمل الذى تحبه، كيف تحافظ على صحتك، كيف تواجه الصدمات والإنعكاسات المحبطة ، إن كانت الخرائط الذهنية تفعل ذلك فهى تؤدى وظيفتها على أكمل وجه وتعمل فى صالحك.
ولكن متى تعمل الخرائط الذهنية على عكس وظيفتها ؟ويكون تأثيرها سلبياً عليك؟ او بمعنى أصح متى تعمل ضدنا و تصبح كجهاز الGPS فى القصة السابقة وتقودك للسقوط فى النهر ؟
فى البداية دعونا نقول أن خرائطك الذهنية ليست واضحة للغاية، وليست كاملة للنهايه، ببساطة لأن هناك أشياء لا تعرفها ولا انت خبرت كل شىء فى الحياة لتصبح كل المواقف واضحة، بل هناك أوقات ستتسائل فيها وتقول”ماهذا”، وهذه الأرض بمثابة الأرض الجديدة التى لم تعرفها من قبل. فى هذه الحالة وفى هذه الأرض الجديدة تعطيك خرائطك الذهنية إشارات خاطئة لتقود فى الإتجاه الغير صحيح.
ببساطة أنت لا تعرف ماهية الاشياء التى لاتعرفها – لم تختبرها من قبل- ، وفى هذه الحالة تعمل الخرائط الذهنية ضدك.
فالكثير من الناس لديهم خرائط ذهنية بسيطة ومتواضعة، وبالتالي تكون خياراتهم فى الحياة قليلة، ولايستطيعون إلا الحياة بالطريقة المتاحة أمامهم والتى يعتقدون أن لابديل عنها ولاسبيل الى تغييرها، حياتهم ضيقة ويسلكون دائماً الطرق التى تؤدى بهم الى عدم السعادة.
ذوات الخرائط الذهنية الضيقة يقبلون الوظيفة المفروضة عليهم التى يعملون بها للأبد لايحاولون تغييرها لأنهم يعتقدون أنه لايوجد طريق أخر يسلكونه غيرها، يرفضون تجربة أى شىء جديد لأنه لديهم خوف من الخروج من منطقة الأمان التى اعتادوها، وبالتالى يظلوا يكرروا مشاهد حياتهم مشهداً تلو الاخر الى أن تتحول حياتهم إلى مأساة.
لذا عليك ان تتدرك أن الخرائط الذهنية تستطيع ان تعطيك تصور عن وضعك الحالى فى الحياة، ولكن هل ستكون كافية لتنبى مستقبلك بعد عشر سنوات أو اكثر.
لذا ولكى تعمل الخرائط الذهنية فى صالحك عليك أن تقوم على تطويرها، أو بمعنى أصح هى تستطيع أن تصف لك وضعك الحالى، لكن مسئولية مدها برغباتك
أنت فى المستقبل يعتمد عليك، فانت قائد سفينتك وبدون المخاطرة فى الطرق الغير معتادة فأنت لن تكسب شيئاً جديداً.
إفإن كنت على وشك بداية خطوة جديدة،أو خوض تحدي جديد في حياتك، بإعادة تغيير مفاهيمك وتصوراتك ولديك الميل لتطوير خرائط ذهنك ومدها بمصادر جديدة للحياة حتى تقلل مساحة مالا تعلمه وتستطيع التعامل معه حاول إتباع الخطوات الآتية.
أولاً:- بناء رؤية مقنعة للمستقبل.
الرؤية تساوى القوة، وبالتالى ان لم تتضح لك الرؤية كاملة فبإمكانك مغادرة المكان الذى لاتحبه، لذا إستثمار الوقت فى توصيل كل اهدفك برؤية اكبر واوسع للواقع هو اهم شىء، أن تقوم بتحديد رؤيتك وحلمك وماتريد ان تكونه بعد خمس سنوات، حدد ماتريد فعله، ومع من، ومالقيمة التى ستضيفها، مشاعرك وتخيلك على ماتريد ان يقوله الناس عنك بعد خمس سنوات من الآن.
ثانياً:- أعد كتابة قصتك.
القصة التى تقولها لنفسك عن ماتريد ومالاتريد، عن الذى تستطيع فعله ولاتستطيع، عن العالم الذى تريد أن تنضم اليه، تملا روحك وعواطفك وتمدك بالقدرة على تحقيق مستقبلك. لكنها تستطيع أيضاً أن تسحبك للخلف لو ملأت نفسك بالخوف والشك واليأس، إذا أنت ملك قصتك فحدد اى بطل فيها تريد ان تكون، وتذكر دائماً أن فصل واحد سيء لا يعني أن قصتك انتهت”
ثالثاً:- حدد واجباتك.
فى نهاية الحياة يندم بعض الناس على أنهم لم يعيشوا الحياة التى أرادوا أن يحيوها، لكن الحياة التى إعتقد الأخرين أن عليهم أن يعيشوها، الاخرين هم الذي حددوا لهم الواجبات التى عليهم فعلها، بالتأكيد كل إنسان لابد ان تكون له قائمة من الواجبات، يجب عليه السعى يجب عليه العمل وتحمل المسئولية، لكننا ننسى أن هناك فرق بين مايجب علينا فعله وماقيمته بالنسبة الينا وبين مايعتقده ويؤمن به الناس حولنا، لذا انت الوحيد الذى عليه الحكم ماذا يجب عليه أن يفعله والذى يجب ان يوقفه.
رابعاً:- أخرج من دائرة الأمان او منطقة راحتك.
الخوف شىء طبيعى فى تكويننا الإنسانى، فهو يبقينا فى منطقة الأمان ويجعلنا فى الممر البعيد عن التهديد والمخاطرة، ولكنه يمنعنا عن أخذ الفرصة التى تبنى الحياة الجيدة، يجلعنا نبالغ فى تقدير الخسائر عندما نجرب شيئاً جديداً ويقلل من قدرتنا على التعامل معه. ولكن الأكيد أن خسائرنا عند المخاطرة ستكون أقل بكثير لو فضلنا البقاء فى مكاننا وممرنا الآمن.
ترجمة عن:-
http://www.success.com/videos/youtube/4-ways-to-get-the-life-you-want