crossorigin="anonymous">

هل انت شخصية تابعة أم شخصية مستقلة؟

فى حياتنا  نمر بالكثير من الأشخاص نتعامل معهم سواء على المستوى الإنساني والعاطفي أو على المستوى العملي والمادي، وخلال التعامل نبدأ فى تحديد هوية هؤلاء وهوية شخصياتهم، فهناك شخصيات مذهلة تستطيع أن تؤثر عليك وتمنحك الراحة فى التعامل معها، وأشخاص أخرى تستشعر صعوبة التعامل معهم وتستبعد تحقيق أى إنجاز إنسانى بينكم.. ومن الشخصيات التى تمر بنا دائماً الشخصية الإعتمادية التى لاتستطيع فعل أي شيء دون مساعدة من الآخرين، وهى شخصية غير محببة للجميع فى كل الاحوال، وعل عكسها توجد الشخصية المستقلة وهذه الشخصية بها الكثير من عوامل جذب الأخرين، وسنحاول هنا عرض الشخصيتان بملامحهم ومن خلال ذلك العرض عليك أن تجيب على السؤال إلى أي الشخصيتان تنتمى أنت ؟

أولاً الشخصية الإعتمادية

وهى شخصية مصابة بنوع من الإضطراب يسمى فى علم النفس بإضطراب الشخصية الإعتمادية أو إضطراب الشخصية الوهنة، وفيها يُبدي الشخص إعتماد مفرط على الأشخاص من حوله  لإشباع احتياجاته المعنوية والمادية ،ويتجنب أخذ القرارات المهمة فى حياته، وهو يصيب الأشخاص بنسبة 6.% من عموم السكان ونسبة الإصابة فى الفتيات أكبر، وتعتمد أكثر الأسباب التى تؤدي إلى حدوثة على طريقة التربية التى يتعرض لها الفرد، فمثلاً القلق المفرط من الوالدين أو تجنيبهم لأطفالهم الإعتماد على أنفسهم قد يؤدي الى تكوين تلك الشخصية داخلهم، وربما التعنيف الدائم سبب اخر لتلك الحالة، ولكن ما هي الصفات التى تتسم بها الشخصية الإعتمادية والتي تستطيع ان تلاحظها بسهول؟

1- انعدام الثقة بالنفس والسلبية.

فالشخص الإعتمادى لايثق أبدأ فى أفعاله، لانه لم يتعود على تحمل مسؤلية قرارته ودائماً يعتقد ان اى قرار يتخذه غير صائب وبالتالى يلجأ للأخرين دائماً لاتخاذ القرار عنه، وبالنسبة اليه يكون هذا الوضع الأمن الذى لاخطر فيه، هو يرى نفسه غير جدير باختياراته وبالتالى تحميل الأخرين مسئولية فشلها او نجاحها مريح بالنسبة اليه، لذا هو لايتخذ أبدا اى فعل إستباقى بل هو تابع لمن حوله، لاتجده فى المبتدأ ولايحاول اخذ خطوة وحده او الوجود فى المقدمة.

2-  عدم معارضة الأخرين.

انه فى حالة خوف دائمة من فقد مصدر الدعم له الا وهو وجود أشخاص يعتمد عليها، لذا فهو يحتاج دائماً لرضاء الأخرين عنه فيتجنب إغضابهم ويوافقهم على أى شىء حتى ان كان هذا الشىء سيأتى على حساب شكله الإجتماعى او كرامته، لكن كل شىء متاح الإ ان يتركه الأخرون.

3-  يخاف الوحدة.

عادة يشعر بالعجز حين يكون وحيداً وخاصة اذا تطلب منه الأمر اتخاذ قرار حاسم، وهو لايحاول ان يكون فى اى مكان عام بمفرده او انجاز اى شىء بنفسه، لذا عند شعوره انه على وشك ان يفقد احدهم يلجأ فوراً الى البحث عن بدائل، عن اخرين يعتمد عليهم، حتى فى علاقاته العاطفية فهو ان فقد شريك يبدأ مباشرة فى البحث عن شريك يعوض له مافاته لذا فان علاقاته تتسم بالسرعة وقصر المدة لانه لايستطيع الاحتفاظ بشركائه لوقت طويل وليس لديه القدرة على الدفاع عن وجودهم فى حياته.

ثانياً : الشخصية الإستقلالية

هى بالتأكيد على العكس تماماً من الشخصية التبعية، فهى بالرغم من انفتاحها وحبها للأخرين الا ان ذاتها هى مصدر القوة لها، وهى صاحب النصيب الأكبر فى تحريك دفة حياتها.

1- الإنفتاحية على العالم.

لانهم يشعرون انهم جزء من مجريات الوجود، لذلك لاتقتصر علاقاتهم الاجتماعية على الأسرة والأقارب والأصدقاء المقربون، بل يوسعون من تلك الدائرة حتى تشمل العديد من الناس الذين يشتركون معهم فى المواهب او الإهتمامات أو الأفكار المشتركة.

2- يحبذون المنافسة:-

عند تعرضهم لمنافسة على شىء ما فانهم يفضلون ان يكون منافسهم على قدر كبير من القوة، حتى يشعروا بقيمة الفوز الذى يسعون اليه، وفى كل الاحوال هم يعتبرون أنفسهم فى مكانة عالية ولاميل لديهم للتقليل من شان أنفسهم لأنهم يقدرونها حق تقدير.

3- محبون لأنفسهم.

فلا ميل لديهم للتهميش او انكار الذات، يرغبون دائماً فى اسعاد انفسهم والأخرين، لديهم العديد من المشاكل ككل البشر، لكنهم لايحاولون ابداً القاء اللوم على الحظ او الناس، يفضلون البحث والتدقيق فى اسباب المشكلة وعلاجها، لذا تقل لديهم النزعة الى الإكتئاب أو الإنطواء او التعرض للمشاكل النفسية، لأن لديهم رضا عن ذواتهم ويسعون جاديين لتطوير أنفسهم.

كيف تساعد الأشخاص الإعتمادية على التخلص من مرضهم؟

وبإتضاح الفرق بين الشخصيتين لايمكن إنكار أن الشخصيات الإعتمادية تحتاج الى التعاون لكى تتخلص من ذلك الشبح الذى يسيطر على حياتهم، وعلاج هذا النوع من الإضطراب ليس بالمستحيل ويحتاج الى بعض الخطوات منها مثلاً:-

القيام بتحفيزه على الإعتماد على نفسه بخطوات متصاعده، بحيث تعطى له مهام بسيطة فى البداية ومن ثم تبدا فى تزويدها شيئاً فشيئاً، ثم اعطائه معلومات وبعض الكتب التى تخص حقيقة مرضه واقناعه بضرورة التغلب على ذلك ومن ثم عرض نفسه على المختصين ليساعدوه بشكل جيد.

 

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->