فى إجتماعات العمل والمقابلات يلاحظ أن الأشخاص يفضلون مقاعد معينة كل مرة ويتخذون مواقع ثابتة لا تتغير، والأمر لا يبدو عشوائياً فإن لكل موقع معنى وميزة وهدف كما سنرى فى المقال الآتى:-
أولاً:- أماكن الجلوس تكشف الكثير.
عندما نختار أماكن جلوسنا فى الإجتماعات فإننا نبعث للأخرين رسائل عن أنفسنا، ويتضح أن الأمر ليس عشوائياً، وأحياناً يكون موقعك دليل على مدى قربك من مركز النفوذ والقوة.
إن مراقبة خيار جلوس الشخص مثل مراقبة لغة جسده، يمكن أن تخبرنا عن مدى قرب ذلك الشخص من الأعضاء الآخرين في المجموعة. ويمكن أيضا الكشف عن دوافع الشخص من خلال إختياره لمكان الجلوس، وعندما نفهم هذه المبادئ الأساسية، يمكننا أن نستخدم هذه المعرفة جيداً لتحقيق أهدافنا الخاصة.
ثانياً:- عندما يتعلق الأمر بالعمل فإن الإمور تكون أكثر صعوبة.
بالنسبة للعلاقات الإجتماعية نحن لا نفكر في المكان الذي نجلس فيه كثيراً، مثلاً معظم الأزواج يفضلون الجلوس جنباً إلى جنب لأنه يعكس عقلية المساواة وتشجيع التعاون، وأحياناً يمكن أن يجلسوا فى مواجهة بعضها البعض مما يجعل الأمر وكأنهم فى حالة تنافسية أو دفاعية.
لكن عندما يتعلق الأمر بالعمل، يمكن أن تكون الأمور أكثر صعوبة. عادة نحن لسنا أقرب إلى زملاء العمل لدينا كقربنا لشركائنا. أنت لا تريد أن تبدو بعيداً جداً ولكنك أيضا لا تريد التعدي على مساحة شخص ما. قد يكون من الصعب تحقيق التوازن، ولكننا سنحاول توضيح بعض أفضل الممارسات لك عند اختيار مقعدك في العمل.
لا تختار مكان الجلوس بعشوائية، ضع هدفاً ما فى الإعتبار.
لابد أن تحدد الهدف الخاص بك قبل إختيارك لمكان الجلوس، فمثلاً إن كنت مقدماً على تقديم محاضرة أو ابراز فكرة جديدة سيكون عليك العمل عليها والإعداد لها وإختيار المكان المناسب لكى تلقى كلمتك للجميع من خلالها. قد ينسى الكثيرون ماذا يريدون من اجتماعات العمل فيأتون متأخرين، ويختاروا مكان جلوسهم عشوائياً لكن أن وضعت أهدافاً ورؤية محددة لما تريده من إجتماع العمل فإختيار بقعة جلوسك سيساعدك على الوصول إلى ماتريد. قد تتمثل هذه الأهداف مثلاً فى الغربة فى بناء ثقة لدى الاخرين، او ابراز دور القيادة دعنا اذا نوضح كيف يتم ذلك.
أولاً:- البقعة الأفضل لبناء الثقة.
إذا كنت ترغب في كسب ثقة شخص ليس قريباً منك، سيكون من الأفضل اختيار ترتيب الجلوس الذي يشجع التعاون بدلاً من الجلوس فى وضع معاكس والذى يعطى إنطباعا بحالة المواجهة والدفاعية. وتشمل الحالات التي قد ترغب في بناء الثقة فيها بيع شيء أو تدريب شخص آخر أو المشاركة في مقابلة عمل حيث تريد إظهار قدرتك على العمل مع الآخرين.
وهذه هى الاشارات التى تبرزها كل زاوية تجس فيها:-
الجلوس فى زاوية الطالولة:- يعطى انبطاعاً بالثقة، كأنك تريد أن تقول للشخص الذى يجلس أنا هنا بجانبك.
الجلوس فى المواجهه:- يعطى انطباعاً تنافسياً ودفاعياً.
اختيار الجانب الأيمن:- هو أقل تهديدا من الجلوس على اليسار. وقد يرتبط ذلك بحقيقة أن معظم الناس على حق. ومن غير المرجح أن يلحق أي شخص يمين إلى جانبك أي ضرر باليد اليسرى غير المهيمنة التي ستكون أقرب إليك في هذه الحالة.
اجعل الشخص الأخر يعطى يجلس وظهره الى الحائط وليس الى الباب، فإن ذلك سيجعله يشعر أنه آمن وغير معرض للتهديد من قبل أى شخص يدخل من الخارج.
ثانياً:- البقعة التى تقول انك زعيم يمكنك الإعتماد عليه.
سواء كنت بالفعل في منصب قيادي، أو كنت تسعى للترقية، عليك أن تختار مقعدا ينقل القوة والكفاءة.
الجلوس على رأس الطاولة:- هو وسيلتك لزرع فكرة انك قادر على القيادة فى رؤوس الحاضرين.
الإبتعاد عن الجلوس قرب الباب:- ان القوة التي تستمدها من الجلوس على رأس الطاولة تختفى بسهولة إذا كنت تجلس و ظهرك إلى الباب. فهى لاتوفر لك فرصة القيادة لان سيكون من سهل دخول وخروج الناس من وراء ظهرك.
إذا لم يكن من المتاح لك الجلوس على رأس الطاولة فإختار مقعداً متوسطاً.
الموقف الأوسط هو بقعة ممتازة لأنه يسمح لك أن تكون الوسيط. يمكن للغة جسدك من المقعد الأوسط أن تبين للناس أنك على استعداد لربط الأفكار ورسم الأشخاص معا
كيف يمكن للقائمين على تنظيم الإجتماعات جعل الجميع فى حالة مشاركة؟
ممكن للقائمين على التنظمين أن يعملوا على التهيئة النفسية للمشاركين فى الإجتماعات عن طريق تنظيم اماكن الجلوس، وذلك سواء كان التنظيم من اجل عقد حملة أو محاضرة أو تدريب لمجموعة من الأشخاص، فهناك عدد قليل من خيارات الجلوس التي يمكنهم اعتمادها لتحسين النتائج الخاصة بالحضور.
- استخدام طاولة مستديرة بدلاً من المربعة أو المستطيلة
- تجنب وضع الأشخاص في الصفوف:- لان هذا سيجعل هناك تسلسل هرمى فى الجلوس، وسيجعل الذين يجلسون فى الصفوف الاخيرة يبدون وكانهم منفصلين عن الاخرين.
- إذا كنت ترغب في مشاركة الجميع، قم بتقسيمهم إلى مجموعات صغيرة على طاولات مستديرة. مع هذا الترتيب، والتركيز على أعضاء المجموعة الأخرى بدلا من شخص واحد في الجزء الأمامي من الغرفة. في مجموعات صغيرة، سيمنح لكل شخص المزيد من الفرص للاتصال، ولا يجعله احد غير ظاهر ومختبئاً فى الجزء الخلفى.