أن تتعلق بحلم أو بفكرة شىء وارد لدى كل البشر، كل منا له أحلامه الخاصة، لكنأ يصل بك ذلك التعلق الى الشغف فهذا شىء لم يختبره إلا القليل،أن تندمج فيما تحب حتى تصير جزءاً منه، أن لاتكترث بما يلحق بك من الألم وأنت متجه اليه، أن تتمحور كل حياتك حوله، فهذا هو الشغف، انه أشبه بشخص قرر أن يرقص فوق حبل رفيع تشتعل أسفله النيران، هو لايأبه للخطر لكنه يستمتع بالرقص ولايهتم بغير ذلك.
اذاً دعنا نُقرب لك الأمر ونشرح لك ماهى علامات الشغف، كيف تعرف انه لديك، وكيف تصل اليه.
فى البداية لابد ان تعرف اشياء مهمة عنه،
أولاً:- الشغف مختلف عن الهواية أو الحلم.
يقول اينشتين ” لم يكن لدى موهبة محددة، لكن كان لدى نوع من الشغف الفضولى”.
قد تكون ممارستك للهواية أو الاشياء التى تحبها متكررة بمعدل ما، مثلاً تمارس الرياضة مرتين فى الإسبوع، تقرأ عشر صفحات يومياً،تداوم على فعل شىء بشكل منتظم، وذلك مايسمى هواية لكنه ليس شغف.
إنما الشغف أن تجد نفسك على شفا خط بسيط وولع هائل بما تريد وبما تحلم، أن تقرأ فوق المعتاد، تكتب فوق المعتاد، تغنى ترقص تتعلم شيئاً، فان كان فعلك للشىء يتخطى الحدود التى يقوم بها كل الهواة فانت حُزت بالشغف.
ثانياً :- الشغف لايمكن أن تراه.
“الشغف هو طاقة من النور تشتعل داخلك بمجرد أن تمارس الشىء الذى يثيره داخلك” اوبرا وينفرى.”
لايمكن أن يتجسد الشغف فى شىء مادى أو ملموس، لكنه شىء معنوى يتفجر داخل صاحبه لايمنحه فقط الطاقة والإلهام لكنه قد يمنحه القدرة على تغيير حياة الاخيرين، وقد حدث ذلك مع الذين يعملون فى مجالات رعاية المرضى أو المساعدة الأجتماعية او رعاية الأيتام، الطاقة التى يمنحوها لعملهم الشغوفين به انتقلت إلى المرضى وإلى كل من يشعر بضعف وجعلت قدرتهم على المقاومة تتضاعف.
ثالثاً :- أنك تستمتع بالألم الذي بالعمل على شغفك
لاتتصور أن الشغف يصيبك بالسعادة فقط، فالحياة متناقضة إلى حد كبير والوردة البيضاء تزرعها يد خشنة، فلن تتأكد أنك مُنحت هبة الشغف إلا إذا تحملت الألم الذى يتبعه، إن عزفك للكمان لوقت طويل قد يؤلم أصابعك، رقص الباليه يجعل شكل أصابع القدم قبيحة، أن تتعلم شىء يحتاج ساعات من العمل المرهق قد يضعف فيها نظرك، كل خطوة نحو الشغف تمنحها دمك ولن تتردد فى فعل ذلك.
رابعاً:- الشغف حب يبدأ منذ الطفولة.
الطفولة مليئة بالتفاصيل الصغيرة، الورق والألوان وكيف تشكل عليهم الأشياء، اللعب بالقطع الخشبية وتشكيلها، محاولات الغناء، كرة القدم. كل تلك الأشياء تحركها العاطفة الداخلية للطفل وتدفعه لممارستها بشكل شغوف وهذه لاتنهى بالبلوغ والكبر لكنها تظل معه وتتحول إلى واقع يريد التعامل معه والدخول فيه.
خامساً:- لاتبالى إن جعلك مهووس.
لكنه ليس الهوس المرضى هو الهوس الإبداعى، فهو يبدأ كهواية ثم تجد نفسك تتعمق به أكثر ويصير مصدر سعادتك، ثم تبذل له ساعات من العمل الدئوب، وأحياناً تبدأ أعمال بلامقابل مادى لمجرد أنها تمنحك شغفك، ثم تتسع دائرتك حتى تجد أن هناك من يتابع إنتاجك وان لك دائرة واسعة من المعجبين، فتبدأ بالرغبة فى ان تعرف أكثر وأكثر وأن تعطى ساعات أطول للتعلم والوصول إلى الجديدة و تطوير ذاتك وربما لاتبالى بأى شىء أخر سوى ماتريد.
سادساً:- لايتوقف ويحتاج الى الحماس والطموح.
أى أنك لاتستطيع ان تتوقف وتكتفى بما نلته، مثلاً ربما ترسم لوحة او تكتب رواية أو تصنع شيئاً أو تعمل على مشروع علمى، بمجرد انتهائك من تلك الخطوة فلاتتوقع انك ستقول لقد قمت بما علىَّ وتذهب الى النوم، بل الأكيد انك ستبحث عن الخطة التالية، الفكرة الجديدة واللوحة الثانية والقصة الأعظم والمشورع العلمى الأحدث، هذا قدرك وانت الذى اخترت ذلك.
لذلك ليس هناك شغف دون حماس وطموح، وحدهم القادرون على قيادة روحك وبث الطاقة بها للإستمرار دون كلل وللانجاز دون توقف.
هذه العلامات جزء من كثير يؤكد أن بذور الشغف موجوده داخلك وأن عليك رعايتها، وهنا ياتى السؤال
كيف تكتشف الشغف وتحركه الى طريقه الصحيح؟
أولاً :- تمهل.
عليك أن تبطىء سرعتك وانقيادك إلى الحياة وتتمهل قليلاً لتنظر إلى نفسك وتتسائل ” مالذى تريده؟ “، فالعالم حولك مزعج والآف الأصوات تتكلم معك، لذا فلتهدأ وتسمع صوت ذاتك فقط، دعها تقودك الى اجابة سؤالك، ممارسة اليوجا والمشى والتفكير افضل مساعدين لك على أن تنجز ذلك.
ثانياً:- اصنع قصتك الخاصة وكن متفرداً.
إن جاء وقت تشعر فيه بعدم الرضا وانك لاتقوم بما لاتريد، فغير الدفة واعرف ان لكل انسان قصته الملهمة، حددها واعرف مالذى يمنحك السعادة وكيف تذهب اليه وامتلك الشجاعة لتفعل ذلك، وعليك ان تبحث مالذى يمنح موهبتك الندرة ، ماذا فى عملك سواء كان مادياً أو معنوياً مايمنحه القيمة الحقيقة ويجعل الاخرين فى حاجة اليه.
ثالثاً:- أكتب افكارك.
حول ماتفكر به الى افكر على الورق بطلاقة وانسيابية ودون حدود، هذا ماسيساعدك على التركيز ويمنع ازعاج العالم من ان يصل اليك.
“وحده الشغف هو الذى يستطيع ان يقود روحك الى أشياء عظيمة” دينيس ديروت.
هذه حقيقة من الصعب انكارها فلم يأتى عالم أو كاتب أو مفكر أو فنان فى هذا العالم وأثر فيه الى حد كبير الا وكان شغفه هو الذى يقوده، لذا فلابد أن تعرف أن الحياة درجات.
واحده تمنحك الموهبة، أخرى تمنحك الحلم ، والأخيرة تمنحك الشغف ففى أيهم انت تقف؟ تمهل ثم قم بالإجابة.