يوضح قانون الجذب أن افكارنا الإيجابية تجذب تجارب إيجابية، والافكار السلبية تجذب تجارب إيجابية، وأن حياتنا الآن هي نتاج افكار الماضي، والمستقبل مرهون بافكارنا في الحاضر.
للافكار والمتعقدات والتصورات قوة وتأثير هائل على ما يحدث لنا، تشاؤم وتفكير سوداوي يقود لحياة مليئة بالقلق والتوتر، بينما تفاؤل وتفكير بناء يقود لمستقبل مشرق وناجح. بالتركيز على الإيجابيات في الحياة يجذب الشخص المزيد منها.. علاقات افضل وفرص افضل ونجاحات اكبر.
النبوءات المحققة لذاتها(Self-fulfilling Prophecy)
دعونا قبل الدخول في موضوع المقال نتطرق للنبوءات المحققة لذاتها (Self-fulfilling Prophecy). والنبوءة التي تحقق ذاتها هو ما يحدث عندما يؤثر اعتقاد ما أو توقع – بغض النظر عن مدى تفضيل ذلك الاعتقاد – على السلوكيات بطريقة تؤدي لتحقق هذا الاعتقاد.
أنت مثلاً تقابل شخصاً لأول مرة ولا تعرف عنه شيئاً ثم تسارع للحكم عليه بناءً على مظهره أو تصرف ما، يغذي حكمك عليه هذا الطريقة التي تتعامل بها معه، ثم تسيء معاملته فيكون رد فعل الشخص هو الرد على تصرفاتك السلبية تجاهه. ثم تخبر نفسك في النهاية أن توقعك كان صحيحاً. لكن هذا ليس صحيحاً فأنت قد تأثرت بحكمك عليه في البداية وانت الذي ساهمت في كون هذا الشخص أساء معاملتك.
قام” روبرت روزنثال” من جامعة هارفارد بتجربة مثيرة لإثبات النبوءة المحققة لذاتها، حيث قام بقياس نسبة الذكاء في فصلين من الفصول المدرسية، وكانت نسبة استيعاب الطلبة وذكائهم متساوية، ثم أخبر المدرس أن أحد الفصول افضل من الآخر، وبعد عام لوحظ تغير في صالح الفصل الذي تم إخبار المعلم أنه افضل وتدني في الفصل الآخر، نتيجة لمجرد توقع المدرس للفصل الأفضل. وكثير من الحروب والانهيارات الأقتصادية وتغير العلاقات بين البشر تتأثر بالنبوءات المحققة لذاتها.
كيف تحقق نتائج اسرع مع قانون الجذب
1- بالعرفان والامتنان والشكر تجذب كل ما تريد
العرفان وشكر الله على نعمه يمكن أن يغير حياتك والله يقول في القرآن (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا). الحياة مليئة بالاشياء الجميلة التي فقط تحتاج لتسليط الضوء عليها وملاحظتها، ومهما كانت صعوبة الحياة ففيها ما هو إيجابي ويستحق شكر الله عليه.
يمكن ممارسة الإمتنان بكتابة يوميات الشكر والامتنان وتدوين حتى ابسط الاشياء التي تشعر بالسعادة لوجودها في حياتك، يمكن ايضاً التفكير الانجازات التي حققتها، التطوع في الاعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين من اشكال الإمتنان. من الاشياء
2- حديثك عن أحلامك وأهدافك يجعلها تتحقق
كلماتك وأفكارك لها مفعول السحر، اللغة الإيجابية المتفائلة تخلق فيك الطاقة والحماس وتدفعك لتحقيق ما تريد. الاطفال خير مثال على ذلك، فعندما يرغب طفل في الحصول على شيء لا يتوقف ابدا عن الحديث عنه والإلحاح في طلبه حتى يحصل عليه. قدرته على تخيل نفسه وقد نال ما يريد وإصراره تجعله يحصل على ما يريد في النهاية. تخيل نفسك وقد حصلت على ما تريد وتعامل مع رغبتك على انها حقيقة.
3- أحط نفسك بما تريد
لن تستطيع أن تطارد شيء لا تعرفه ولا تعرف شعورك جيداً عندما تحصل عليه، لذا ضع نفسك بين الناس الذين يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بما تريده، ويفعلونه بالفعل، وجودك في تلك الأماكن يمدك بالطاقة، الشعور بأنك قد صرت في مكانك، وقد حققت حلمك أو هدفك، وتجربة شعورهم سيمنحك الحافز لفعل أي شيء لتصير واحد منهم، ويساعدك في عمل أساس قوي للوصول لما تريد أن تجذب، وسيتدفق الإبداع والإلهام لحياتك.
4- ثق بأنك تستحق ما تريد أن تجذبه
لتفعيل قانون الجذب، تخلص من الشعور بالريبة والشعور بأنك لا تستحق ذلك الشيء، وأنه كبير عليك لتحصل عليه،ومهما بدى مستحيلاً في الوقت الحالي. لا تستهن بذلك الشعور لأنه يخلق بداخلك جبال من العقبات، هذا الشعور هو السبب الأول لعدم حصول الناس على ما يرديون، وثق بأنك لن تصل لحلمك بدون حبك لذاتك، قل لنفسك ” أنا استحق هذا الشيء”
5- أعط ما تريد الحصول عليه
إذا رغبت في الحصول على المساعدة من الناس ساعد الناس، ساعد من هم دونك وسيساعدك من أكثر منك نجاحاً، هناك دائما تدفق من الخير في الكون، ويقول الرسول(صلى الله عليه وسلم) “ما نقصت صدقة من مال”، وكلما اعطيت من الحب ستحصل على المزيد، وستشعر بالسعادة كلما كنت سبب في سعادة غيرك، كلما اعطيت أي شيء ستذهل من جذبك للمزيد منه.
6- فكر بجدية فيما تريد أن تحقق
قضاء بعض الوقت في التفكير بجدية، وكتابة الأفكار، وعمل خطة، تضاعف من فرصتك في تحقيقك أحلامك وأهدافك، وتسرع ايضا من تحقيقها، امسك ورقة وقلك ودون ما تريد أن تكون عليه، بعد شهر وبعد شهرين وبعد سنة وبعد خمس سنوات، وجود الأفكار والأهداف مكتوبة يجعلها واضحة لعقلك وأفكارك،
7- الكون مليء بالخير ونجاحك لن يكون على حساب أحد
أكثر الاسئلة إزعاجاً التي تواجهك عند التفكير في وضع هدف كبير هو، ماذا سيحدث لو نجح الجميع؟ هل يوجد ما يكفي من المال للجميع ليكونوا اغنياء؟، أو كيف سيكون شغور أن تكون غنياً؟ والإجابة أن بالتطور والنجاح وصل الإنسان لما هو عليه الآن ونستطيع أن نرى فكرة مثل يوتيوب أو فيس بوك والتطور التكنولوجي بشكل عام ماذا وفر للناس من نجاح وأموال، وبالنجاح ايضا يتطور الطب وتقل الأمراض، وبالنجاح استطاع الإنسان استخراج البترول وكل ما يتربط به من نجاحات اخري وتسهيل لحركة الإنسان.
في النهاية فإنه بالرغم من أن قانون الجذب مفهوم غير علمي ويعتبره البعض علم حقيقي، إلا أن التفاؤل وتوقع الافضل له تأثير على صحة الإنسان الجسدية والعقلية وعلى رفاهيته وهذا أمر لا شك فيه. وبالايمان بالله وأنك بقوة الإرادة تستيطع فعل اي شيء تريده، والعالم من حولنا مليء بالقصص المهلمة لأولائك الذين نجحوا في تجاوز اصعب العقبات وحققوا اعظم النجاحات.