Site icon طور نفسك

ماذا تعرف عن حرب الكوكاكولا؟

على مدى أعوام طويلة والمياه الغازية جزء أساسى من المشروبات التى نتناولها، وقد يصل الأمر عند بعض الأشخاص إلى جعلها مادة غذائية أساسية تصاحب وجبته.

وعلى مدى أعوام طويلة ننتظر إعلانات كل شركات المياه الغازية المتنافسة خاصة الشركتين الأكبر فى السوق، شركة كوكاكولا وشركة بيبسى.

وبالرغم من أن القيمة السوقية للشركتين تصل إلى مليارات الدولارات وبالرغم من أن انتشارهم لم يترك مكان فى العالم لم يصل إليه إلا أن إلى الآن مازالت الشركتان تنفق الملايين على الحملات الإعلانية.

لذا ووسط حرب الإعلانات والسوق قررنا نسرد لك بداية الحكاية، أو بداية الإختراع وسر تحوله من مشروب إلى تجارة عالمية لا سقف لطموحها.

بداية المشروبات الغازية

فى اتلانتا بولاية جورجيا بجنوب الولايات المتحدة الأمريكية عام 1986 تمكن الصيدلى جون بمبرتون من إختراع مركب بديل للكحول، يعتمد المركب على إضافة الماء إلى ثانى أكسيد الكربون وإضافة مادة الكوك المستخرجة من نبات الكوكايين اليه، كان الشراب يباع في سنته الأولى في الصيدلية تحت اسم “نافورة شراب الصودا” بأعتباره نوع من الدواء الذي يقوي الأعصاب ويخفف من آلام الرأس كما يساعد على عملية الهضم حيث كان هناك اعتقاداً شائعاً في تلك الفترة في الولايات المتحدة أن المياه الفوارة مفيدة للصحة، إضافة إلى اعتباره مشروباً منعشاً ولذيذاً.

ولكن ماذا بعد ذلك؟!

بعد وفاة بمبرتون بعاميين بيع مشروب الكوكاكولا فى المتاجر والمقاهى بعد انتشار ماكينة صنع الصودا وقد لقى وقتها رواجاً كبيراً.

وفى أوائل القرن العشرين قرر المدير التنفيذى لشركة كوكاكولا “روبرت ودروف” عمل أول نقطة تحول فى تاريخ الشركة حيث تمكن تعبئتها فى زجاجات وصارت مشروباً يقدم للشعب الأمريكى.

وقد حرصت الشركة فى إعلانتها على أن تقدم نفسها على أنها مشروب الطبقة الأرستقراطية التى تشاركهم اللحظات السعيدة.

كوكاكولا والحرب العالمية الثانية:-

ومع دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية قررت شركة كوكاكولا أن تمثل نفسها كعامل دعم للجنود وصرح مدير الشركة أن كوكاكولا ستصل إلى كل جندى فى كل مكان، وبالفعل تم إنشاء خطوط تعبئة فى كل المعسكرات وقد إنتشرت وقتها مقولة مفادها “سنحارب من أجل زجاجة كوكاكولا وشطيرة هامبرجر”.

بداية حرب كوكاولا وبيبسى:-

فى بداية القرن العشرين لم تمثل بيبسى أى تهديد لشركة كوكاكولا التى كانت تملك خمس أضعاف حصة بيبسى فى السوق، لكن المنافسة الحقيقية بدأت فى الثلاثينيات حين بدأت شركة بيبسى طرح زجاجات ضعف حجم زجاجة الكوكاولا وبنصف ثمنها وقدمت نفسها فى السوق على انها مشروب البسطاء من البيض والسود وقد لقى عرضها رواجاً كبيراً، جدير بالذكر أن فى عام 1906 نجحت بيبسى فى تمرير قانون الأغذية والعقاقير الذى يقضى بمنع استخدام المواد الخطرة فى المواد الغذايئة وبذلك تم سحب مادة الكوك من شراب الكوكاولا، وقد بدأت بيبسى فى نشر إعلانات لأطفال يشربون البيبسى كدليل على خلوها من المواد الخطرة.

احتدام المنافسة بين الشركتين:-

فى الخمسينيات تولى “آل ستيل” المدير التنفيذى لكوكاكولا إدارة أكبر الشركات المنافسة لها الا وهى بيسبسى، واعلن وقتها انه حان الوقت لكى تخرج بيبسى من المطبخ، وهو بذلك يشير إلى ان الناس كانت تشترى بيبسى لرخص سعرها لكنهم كانوا يقوموا فى المطابخ بتفريغها فى زجاجات الكوكاولا حتى تقدم للناس على انها المشروب الأكثر قيمة.

وبدأ آل ستيل حملة إعلانية قوية حملت شعارات ملهمة لجيل الشباب مثل”إستمتع بالحياة فأنت من جيل البيسبى” .. وبدأ الحديث يدور وسط المجتمع الأمريكى حول جيل البيبسى وانتشر الشعار كالنار فى الهشيم.

وفى اوائل الستينيات بدأت كوكاكولا جملة إعلانية تحت عنوان “الأشياء تصبح أفضل مع كوكاكولا” لكن الغريب فى الأمر أن فى ذلك الوقت فى الولايات المتحدة لم يكن الوضع السياسى يسير إلى الافضل أبداً حيث حرب فيتنام واغتيال الرئيس كنيدى، لذا لم تؤتى هذه الحملة ثمارها.

لكن أتت السبيعنات من القرن العشرين لتطرح كوكاكولا أغنية عن السلام والشباب وكيف أن الشركة تدعم فكرة تقارب البشر وتحاول نشر فكرة السلام بينهم، ووجدت هذه الحملة رواجاً هائلاَ.

ثم أتت بيبسى فى اوائل الثمانينات لتوجه ضربة قوية لشركة كوكاكولا وذلك من خلال “تحدى البيبسى” وهو يقوم على فكرة التحدى الأعمى، حيث يقدم المشروبين إلى أشخاص يتم إختيارهم بعشوائية ويقوموا بتذوق المشروبين دون معرفة إسم أى منهما وبعد ذلك يحكم أى منهما له الطعم الأفضل، وللمفارقة حصدت بيبسى القدر الأكبر من إعجاب الجماهير.

بعد ذلك حاولت كوكاكولا ان تطرح منتجاً معدلاً حتى تخرج من ازمتها بعد تحدى البيبسى لكن الأمر صار الى الاسوأ حيث لم يجد هذا المنتج أى إعجاب وتم سحبه من الأسواق خلال 3 شهور.

التحالف الغير متوقع لبيبسي وكوكا كولا

وبالرغم من العداء الا ان الشركتين قد وجدوا طريقاً مشتركاً يجبرهما على التحالف ولو لوقت قصير، وذلك فى عام 2010 حيث بدأت حملة مجتمعية برعاية ميشيل اوباما للقضاء على السمنة فى الولايات المتحدة، وكانت هناك اصوات تنادى بتحجيم توزيع منتجات المياه الغازية داخل الولايات وهنا كان تحالف بيبسى وكوكاكولا قوياً للرد على تلك الحملات.

تلك قصة لمنتج يبدو بسيطاً فى فكرته لكن نجاحه وانتشاره على مدار كل تلك السنوات لم يكن وراءه أفكار بسيطة، بل كان وراءه حملات ترويجية وادراة تسويقية تعتبر من افضل وانجح الادرات فى تاريخ الشركات فى العالم.

Exit mobile version