بعد الأحداث المؤلمة الصادمة أو الغير متوقعة قد يكون من الطبيعي الشعور بالخوف والقلق والحزن والرغبة في الوحدة مع تكرار تذكر الحدث. وجد الباحثون أن من يعانون من إضطراب ما بعد الصدمة أكثر عرضة بست مرات للأصابة بالإكتئاب وبخمس مرات للإصابة بالقلق وإضطربات أخرى.
الأسباب التي تؤدي لإضطراب ما بعد الصدمة “PTSD”
لا تقتصر الإصابة بإضطراب ما بعد الصدمة فقط على ما يعانون من حوادث العنف أو الإعتداء الجسدى، لكنه قد يحدث بعد أي أحداث مؤلمة نفسياً وعاطفياً، خاصة إذا كان الحدث مفاجئاً ولا يمكن التنبؤ به، ويمكن أن يصيب بالإضافة لمن يتعرضون للحدث من يشاهدونه.
أعراض إضطراب ما بعد الصدمة
بعد التجارب المؤلمة من الشائع الشعور بالخوف أو القلق وتكرار الكوابيس وتكرار تذكر الحدث والتفكير فيه، وتقل هذه الأعراض مع مرور الوقت لكن تستمر هذه الإعراض مع حدوث الإضطراب وقد تزيد مع مرور الوقت. أحيانا قد تختفي الأعراض لفترة تصل لسنوات حتى يتم تحفيزها بشي يذكر بالصدمة مثل كلمات معينة أو أصوات أو روائح. وتوجد 4 أعراض رئيسية لإضطراب ما بعد الصدمة
- تكرار تذكر الحدث. حتى اذا كنت لا ترغب في تذكرها فقد تداهمك في شكل كوابيس أو تذكرها مع تحفيز مشاعر مثل الشعور بالذنب أو الخوف أو القلق وقد يحدث استجابة جسدية مثل تسارع دقات القلب أو الصداع أو نوبات الفزع.
- التجنب والشعور بالخدر وفقدان الإهتمام والرغبة في العزلة والبعد عن أي شيء يذكرك بالحدث.
- تغيرات السلوك مثل سهولة الإستثارة للغضب والسلوك العدواني وإيذاء الذات ومشاكل في النوم.
- تغير المزاج والأفكار السلبية. الإكتئاب واليأس والشعور العميق بالخزي والذنب ولوم الذات وصعوبة التذكر والتركيز.
كيف تتعامل مع إضطراب ما بعد الصدمة باستخدام اساليب المساعدة الذاتية
التغلب على الشعور بالعجز
عملية التعافي من إضطراب ما بعد الصدمة تحدث بالتدريج وتحتاج لبعض الوقت، ولأن الصدمات لدى البشر ينتج عنها شعور بالعجز وقلة الحيلة فالتغلب على هذا الشعور هو كلمة السر للتعافي من آثار الصدمة، ويمكن التغلب على هذا الشعور بالأنشطة التطوعية وتنبي اتخاذ إجراءات إيجابية باستمرار في كل مواقف الحياة.
الحفاظ على نمط حياة صحي والنوم الجيد
يساعد الحصول على طعام صحي يحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم على الحفاظ على القوة في مواجهة الأوقات الصعبة، كما أن الحصول على عدد كاف من ساعات النوم بين 7 و9 ساعات يقلل من الشعور بالغضب وسرعة الإستثارة.
ثق في شخص ما وتحدث معه
قد يجد الشخص الذي يعاني من إضطراب ما بعد الصدمة صعوبة في الثفة والتحدث مع الآخرين، ليس عليك أن تتحدث عن الصدمة لكن للتعافي يجي أن تحصل على الدعم والرعاية من خلال التحدث لشخص لا يستخدم الحكم أو النقد مثل صديق أو أحد افراد الأسرة أو معالج متخصص.
كلما كان العلاج اسرع كلما كان أفضل وأسهل
اضطراب ما بعد الصدمة ليس علامة على ضعف الشخص أو إهماله في التعامل مع الحدث، الطريقة الوحيدة للتعافي تكون بتقبل الإنسان ما حدث كجزء من الماضي، بديلاً عن الإكتفاء بتجنب الذكريات المؤلمة والهرب منها لكن هذه الذكريات ستطفو سريعا على السطح بمجرد التعرض لضغط نفسي، ومساعدة طبيب أو متخصص يساعد في توجيه عملية التعافي نحو تقبل ما حدث بخبرة وإحترافية تساعد في سرعة العلاج والعودة للحياة الطبيعية والإستمتاع بالحياة.