ألم الفشل هو تجربة إنسانية عميقة يختبرها كل إنسان في مرحلة ما حياته. وبلا شك لتجارب الفشل وقعها على احترام الشخص لذاته وثقته بنفسه وقدراته مع مشاعر خيبة الأمل والإحباط والشعور بالضعف.
يظل تعريف الفشل الافضل هو عدم حصول المرء على النتائج التي كان يتوقعها في تجربتها. يبقى الفشل وارداً ومتوقعاً بالرغم من أن الشخص يفعل كل ما بوسعه لإنجاح تجربته لأسباب عدة مثل مواجهة ظروف خارجة عن السيطرة، أو اساءة تقدير بعض العوامل، أو حتى عدم الاستعداد الجيد.
البعض يرى الفشل نهاية العالم وعلامة تحذره من عدم العودة مرة أخرى، والبعض يرى فيه فرصة للتعلم واكتساب الخبرات وصقلها، بمفهوم أن الضربة التي لا تقتلك تقويك. تبقى الطريقة التي ترى بها الفشل هي التي تحدد ماذا ستفعل بعد كل محاولة لا تلقى فيها نتائجك المتوقعة، فإما تتعلم وتحسن نفسك وتكمل في طريق، أو تتراجع خائفاً ولا تحاول من جديد.
” يمكنني تقبل الفشل، فالجميع يفشلون في شيء ما، لكني لن اقبل عدم المحاولة”. مايكل جوردن
٧ نصائح لتخطي الفشل
يصبح تقبل الفشل أصعب في حالات عدم التقصير، هنا يحتاج الشخص للوقوف قليلاً وتأمل التجربة ثم العودة مجدداً بالخبرات المكتسبة والدروس المستفادة، لكن الخوف والابتعاد لا يجب ابداً أن يكون هو خيارنا الذي نواجه به تجاربنا الصعبة.
1- تقبل الخسارة
لأن الفشل مؤلم، فكثيراً ما نجد أنفسنا نحاول تشتيت هذه المشاعر المؤلمة والتخلص منها، بعدم تحمل المسؤلية وإلقاؤها على الظروف أو أي شخص آخر، محاولة تقبل تجربة الفشل، تساعد في تسريع عملية التعافي من الآثار النفسية الناتجة عن الفشل، رفض المشاعر وعدم تحمل المسؤلية ينتج عنه ظهور المشاعر في وقت لاحق وقد تجعل الشخص مزاجي، متشائم.
” عندما تجد نفسك في حفرة توقف عن الحفر” -ويل روجرز
2- تذكر أنك لست فاشلاً لمجرد تعرضت للخسارة لمرة
عندما يفشل الأنسان لمرة، من السهل أن تقوده أفكاره لإعتبار نفسه فاشلاً في كل شيء، ووسم نفسه بصفة “فاشل”، مع توقع الفشل وتجنب الإقدام على أي محاولة جديدة، مع الوقت يفضل الشخص البقاء في منطقة راحته يفعل فقط ما يعرفه، ويخسر كل الفرص المتاحة لتجربة وتعلم أشياء جديدة. والحقيقة أن التجارب التي تأتي نتائجها عكس ما نتمنى؛ هي فرصة للتعلم واكتساب خبرات جديدة، ومعرفة الأشياء التي تنقصك واتخاذ اجراءات لتحسين التجربة في المرة القادمة، لكنك لن تدرك كل هذه الأشياء بدون خوض غمار التجارب.
3- تعلم من فشلك
أسال نفسك ما الذي تعلمته من تلك التجربة؟، وما الذي تحتاجه لتحسن أدائك في المرة القادمة؟، وكيف ستقوم بالأمور بشكل مختلف؟، هذه الاسئلة البنائة بالإضافة إلى أنها تساعد في تحسين الأداء في المرات القادمة، فهي تساعد في تبني وجهة نظر بناءة وتجنب شخصنة الأمور بالقاء اللوم على نفسك أو شخض آخر، أيضاً بطرح تلك الأسئلة البناءة يمكنك التخلص من حالة الإستسلام واللامبالاة والسلبية والانتقال للتعلم من الفشل وتصحيح الأوضاع التي أدت لحدوث الفشل.
أيضاً هناك الكثير من الأشياء التي ممكن أن تكشفها لنا تجارب الفشل. الإقدام على التجارب الصعبة تتيح لنا معرفة واستكشاف أشياء مثل مدى قوتنا وقدرتنا على تحدي الصعاب، ودوافعنا للنجاح والانجاز، وقدرتنا على خوض التحديات والمنافسات في مواجهة أنفسنا والأخرين، كما تفيد على مستوى العلاقات وتساعدنا في تمييز أصدقائنا الحقيقيين والأشخاص الداعمين في حياتنا.
4- كل البشر مروا بتجارب الفشل في حياتهم
جميع أصحاب قصص النجاح البراقة التي تشاهدهم أو شاهدتهم مروا بفترات من الفشل والتعثر في حياتهم، لكننا لا نرى سوى لحظة تتويجهم ووصولهم للقمة. إذا تتبعت قصة نجاحهم، ستجدهم قد مروا بفترات من الفشل، بل سيخبرك معظمهم أن سر نجاحهم هو فشلهم مع اصرارهم على تحقيق النجاح. وهذه بعد الأمثلة
- “مايكل جودون” واحد مش أشهر لاعبي كرة السلة في التاريخ؛ تم ابعاده من فريق كرة السلة في مدرسته الثانوية، لأن مدربه اعتقد بأنه ليس لديه المهارة الكافية.
- “وارن بافت” من أغنى أغنياء العالم؛ رفضت جامعة هارفارد قبوله للدراسة بها.
- “توماس أديسون” الذي استطع تسجيل أكثر من 1000 براءة اختراع؛ اخبره معلموه في طفولته: أنه شديد الغباء.
- “والت ديزني” مؤسس شركة ديزني الغني عن التعريف، أخبره محرر في جريدة أنه يفتكر للخيال وليس لديه أفكار جيدة.
- ستيف جوبز تم طرده من شركة آبل ولكنه عاد مرة أخرى وتولى منصب المدير التنفيذي بعد أن قام بمفرده بمشاريع Next و Pixar. حيث قال ” لم أر ذلك في ذلك الوقت، لكن تبين لي أن الطرد من آبل كان أفضل ما يمكن أن يحدث لي على الاطلاق.”
5- ابحث عن التحفيز والإلهام
بمكنك أن تجد التحفيز والإلهام في مقولة لشخص ما، أو قراءتك لقصة نجاح شخص آخر، يمكن أن يحفزك التحدث لصديق أو شخص مقرب منك، اكتشف ما يحفزك وما يلهمك وركز عليه، لتغيير حالتك واستعادة تفاؤلك وتحفيزك مرة أخرى.
6- سهل الأمور على نفسك
قد تجد نفسك بعد تجربة فاشله تبالغ في الحذر والاحتياط لتجنب الفشل، إلى الحد الذي يجعلك تتكاسل وتتحول لباحث عن الكمال، لكن هذا خطأ كبير قد يؤدي لتضاعف مخاوفك من الفشل وتأجيل خططك إلى ما الا نهاية. بغض النظر عن نوع اخافقك، كل ما عليك فعله هو دراسة الأسباب التي أدت للفشل واعداد خطة جيدة واعطاء أهمية لكل العوامل المؤثرة، ثم قسم خطتك لأجزاء صغيرة ثم انطلق للتنفيذ.
7- استعد تقديرك لذاتك وركز على ما يمكنك السيطرة عليه
إيمان الشخص بقدرته على تحمل المسؤلية وخوض التجارب يعتمد بشكل كلي على الثقة بالنفس وتقدير الذات، عندما يتحلى الإنسان بالثقة في النفس وتقدير الذات يصعب على الفشل تعطيله عن المضي قدماً في حياته.
التركيز على ما يمكنك السيطرة عليه، يمنحك القدرة استعادة ايمانك بذاتك وقدراتك من جديد، على العكس من التركيز على الأشياء التي ليست لنا سيطرة عليها تجلب التوتر والضغط العصبي.
يمكن تحسين الثقة بالنفس بإدراك أن الفشل جزء من الحياة، وأن النجاح عملية بها القليل من الصعوبة وتحتاج للمثابرة والإصرار، وأن كل الأشخاص يمروا بفترات صعبة.
أخيراً يقول اوجست رودين ” لا شيء يعد مضيعة للوقت، إذا تعاملت مع التجربة بحكمة” وفي كل تجربة صعبة تمر بها هناك الكثير لتتعلمه، وأنت ربما تفشل إذا خاطرت ولكنك من المؤكد أنك ستفشل إذا لم تخاطر وفي النهاية أنت لن تندم على ما فعلته بل ستندم على ما تفعله.