Site icon طور نفسك

كيف تتعامل مع الآخرين باستخدام مهارة الحزم

هل تشعر بالخوف من أن تعبر عن وجهة نظرك المخالفة للآخرون أو قبلت طلب صديق خوفاً من أن يغضبه رفضك؟ وتوقفت بسبب الخوف من أن يحكم عليك الآخرون بأنك عدوانياً، او الخوف من إغضابهم.

بالطبع  الكثيرون منا اختبر هذا الشعور في حياته وربما يكون عدم امتلاك الحزم كمهارة للتواصل أكبر أسباب معاناة الكثيرون منا.

عدم امتلاك مهارة الحزم يكون بسبب التربية، فقد علمنا الكبار دائماً أن نكون لطفاء بوجه عام ولطفاء مع الأطفال الآخرين. لقد تربى معظمنا على تكييف هذا التعليم إلى نقطة أصبحنا فيها في كثير من الأحيان مترددون في التعبير عن آرائنا وأفكارنا. نعتقد أنه ليس من اللطيف الجدال والاختلاف مع الآخرين. 

ماهو الحزم؟

الحزم هو مهارة لأولئك الناس الذين يستطيعون التعبير عن أنفسهم بشكل مباشر، دون التعدي على حقوق الآخرين. لا يعلم الجميع أهمية الدفاع عن الحياة الشخصية والمهنية. ويتخيلون أن ذلك صعباً وسيجعلك تخسر الكثيرين. أن الحزم ليس صفة فريدة يمكن أن يمتلكها شخصاً دون الآخرون. إنها في الواقع مهارة يمكننا أن نتعلمها.

الفارق بين أن تكون حازماً وعدوانياً في علاقتك بالآخرين

         الشخص الحازم: هو أنك في ظل الدفاع والتعبير عن رأيك تستطيع الإستماع للآخرين وتتبادلالاراء معهم وتحترم وجهة نظرهم وتُقدرهم إستناداً لشعورك بالمساواة معهم وليس أنك صاحب الكلمة العليا والرأي الغير قابل للنقاش. فالشخص الحازم يتبادل الآراء لكي يوازن بين حقوقه وحقوق الآخرين.

         الشخص العدواني: هو فاشل تماماً في النظر في حقوق ومشاعر الآخرين ويسلك الطريق الذي يؤدي الى تحقيق مصلحته فقط بدون مراعاة لحقوق الآخرين ومشاعرهم. لا يستطيعون التعبير عن آرائهم ولا يتركون للآخرين التعبير. بل يقوضون أحترام الذات ولا يراعون حتى المنطق. وتجدهم لا يتجهون في نقاشهم معك الى سؤالك حول ما ترغب. بل يدور حديثهم في نطاق المُطالبة ومحاولة الإجبار والتسرع في الحكم على رأيك حتى قبل أن تنطق به.  

كيف يمكن للحزم أن يساعد حياتنا المهنية والشخصية؟

بشكل عام، إحدى الفوائد الرئيسية لكونك حازمًا هي أنه يسمح لنا بالحفاظ على علاقة صحية مع أشخاص آخرين مع تحسين أنفسنا. قد لا يكون الأمر سهلاً، ولكن بمرور الوقت، يمكننا أن نتعلم تطوير هذا السلوك.

كيف تكون حازما؟

كل شخص لديه طرق مختلفة لتطوير الحزم فيه. البعض  يمكنهم أن يكونوا حازمين بكل سهولة، بينما  البعض الآخر قد يتطلب منهم الكثير من الجهود ليكونوا حازمين. ولكن إليك بعض النصائح التي يمكننا العمل عليها لتطوير حزمنا.

 

·       اعرف قيمتك كشخص

لا تسمح أبدًا للآخرين بأن يجعلوك تشعر بأنهم أقل أهمية منهم. لا تسمح لهم بجعلك تشعر بالدونية. إفهم أن آرائك وأفكارك ومشاعرك وحقك في التعبير، لها كل الأهمية. فذلك سينعكس على رؤيتهم لك، ثقتنا وطاقتنا وموقفنا ينقل رسالة للناس وتحفز أفعالهم تجاهنا.

عندما يرونك كشخص يحترم ذاته للغاية ويعرف كيف يحمي حقوقه، فسوف يعاملونك على هذا الأساس بكل تأكيد. معرفتك لقيمتك أمام نفسك يجعل الآخرون ينظرون لك على قدم المساواة.

·       حدد احتياجاتك ورغباتك وقم بمعالجتها من منطلق أن الآخرون أيضاً يريدون تلبية إحتياجاتهم. إن لم تفكر هكذا فقد تنتظر الى الأبد دون تحقيق ما ترغب. ولا تبالغ في أحلامك المعتمدة على اراء الغير أو قراراتهم المُشاركة. فالآخرون في الجهة المقابلة يريدون أيضاً تحقيق رغباتهم.

·       لا تشعر باللوم تجاه ردود أفعالهم. فأنت تعلم المثل الذي يقول “لايمكنك إرضاء الجميع”. لذا توقف من القلق بشأن إزعاجهم، طالما أنك لا تنتهك حقوقهم ومشاعرهم، فلك كل الحق في تحقيق رغباتك والتعبيرعن نفسك.

·       التعبير عن وقبول الانتقادات بطريقة مناسبة، الحزم لا يتعارض أبداً مع المرونة. بل أن الشخص القوي هو ما يستطيع أن يكون قوياً في الدفاع عن اراؤه وفي ذات الوقت مَرِناً في تقبل الإنتقادات بتفتح وإستيعاب أن الآخر مُختلفاً.

·       قل “لا” عندما تشعر أنه ليس مناسبًا لك، علينا دائما أن نذهب لما هو مناسب لنا. لا يمكننا فقط أن نلبي طلب الآخرين، خاصة إذا لم يكن متماشيا مع مبادئنا. إذا فعلنا ذلك، فإننا نفقد قيمتنا الذاتية.

 كونك حازماً لا يعني أبداً أنك ستكون فظاً أو ستسبب أي ألم للآخرين.. لكنه يعني تواصل قوي وناجح يضمن لك التعبير عن نفسك ورغباتك وإحتياجاتك، مع إحترام الآخرين.

 

 

Exit mobile version