السلوك العدواني هو كل سلوك موجه لايذاء شخص آخر عن عمد، ويرتبط العدوان والعنف ببعض الحالات المرضية مثل اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع، والاضطرابات الذهانية، وتحت تأثير بعض الأدوية، ويدخل تحت بند العدوان جرائم العنف مثل القتل والاغتصاب والسرقة بالإكراه والمشاجرات.
يهتم الطب النفسي بتحديد دوافع السلوك العدواني، والعوامل الاجتماعية والنفسية، وأساليب الوقاية والسيطرة على العنف والعدوان. السلوك العدواني شائع بين الحيوانات، وقد يتحول سلوك الإنسان ليصبح عدوانياً عند الشعور بالإحباط نتيجة لعدم تحقق هدف ما أو الفشل في اشباع بعض الحاجات.
هناك أكثر من تعريف للسلوك العدائي لدى البشر وُضعت بواسطة علماء النفس.
- عرف شابلين – “CHAPLIN ” أن العدوان هو هجوم أو فعل معادي موجه نحو شخص أو شيء وهو إظهار الرغبة في التفوق على الأشخاص الآخرين ويعتبر استجابة للإحباط ما كما يعني الرغبة في الاعتداء على الآخرين أو إيذائهم والاستخفاف بهم السخرية منهم بأشكال مختلفة بغرض إنزال العقوبة بهم “
- وجاء تعريف سيزر (Seasar) للعدوان: أنه استجابة انفعالية متعلمة تتحول مع نمو الطفل وبخاصة في سنته الثانية إلى عدوان وظيفي لارتباطها ارتباطاً شرطياً بإشباع الحاجات.
- كما عرف كيلي ( Kelley ) العدوان: أنه السلوك الذي ينشأ عن حالة عدم ملائمة الخبرات السابقة للفرد مع الخبرات والحوادث الحالية، وإذا دامت هذه الحالة فإنه يتكون لدى الفرد إحباط ينتج من جرائه سلوكات عدواني من شأنها أن تحدث تغيرات في الواقع حتى تصبح هذه التغيرات ملائمة للخبرات والمفاهيم التي لدى الفرد.
- ويرى فرويد أن السلوك العدواني هو نتيجة وجود غريزة فطرية هي المسئولة عن هذا السلوك، وأن العدوان رد فعل طبيعي، لما يواجهه الفرد من احباطات .
أنواع السلوك العدواني
لا يتوقف السلوك العدواني على العنف البدني والجسدي فقط، وتوجد أشكال أخرى للعنف – والعنف اللفظي – والعنف العقلي أو الذهني – والعاطفي. التوبيخ والتخويف والتهديد هي من أشكال العنف اللفظي والعقلي والعاطفي.
لما يمارس الناس سلوكيات عدوانية
قد ينخرط بعض الأشخاص في سلوكيات عنيفة لتحقيق غايات معينة لديهم، أو كرد فعل ووسيلة للتعبير عن الغضب، أو إظهار التفوق والهيمنة، أو التخويف والتهديد، أو إظهار الملكية والاستحقاق، وأحيانا يكون السلوك العدواني كاستجابة للخوف أو كرد فعل على الشعور بالألم.
أنواع السلوك العدواني
يميز علماء النفس بين نوعين مختلفين من السلوكيات العدوانية
- السلوك العدواني المندفع يعرف أيضا بالعدوان العاطفي وهو السلوك العنيف الذي يكون فيه الشخص مدفوعاً بعواطفه القوية، وعادة ما يكون مصحوباً بالغضب. ما يميز هذا النوع من السلوك العدواني أنه يأتي بشكل مفاجئ لأنه غير مخطط له ويحدث كرد فعل سريع على حدث قد أثار مشاعر لدى الشخص مثل الغضب أو الإحباط أو الشعور بتهديد. رد الفعل العدواني هذا يتم تحفيزه من المخ كإستجابة الشعور بالتهديد ” الهروب أو القتال”.
- السلوك العدواني الممنهج :وهي السلوكيات التي تهدف إلى تحقيق هدف ما. غالباً ما يتم التخطيط للعدوان الهادف بحذر وعادة ما يوجد كوسيلة لتحقيق غاية. إيذاء شخص آخر في عملية سطو أو سرقة سيارة هو مثال على هذا النوع من العدوان. هدف المعتدي هو الحصول على المال أو السيارة، وإيذاء شخص آخر هو الوسيلة لتحقيق ذلك الهدف.
العوامل التي تؤثر على السلوك العدواني
يمكن لعدد من العوامل المختلفة أن تجعل شخصاً أكثر ميلاً من غيره لاظهار سلوكيات عنيفة منها:
- العوامل البيولوجية: من المرجح أن ينخرط الرجال في العدوان الجسدي أكثر من النساء. في حين وجد الباحثون أن النساء أقل عرضة للانخراط في العدوان الجسدي، إلا أنهم يقترحون أيضاً أن النساء يستخدمن أشكالًا غير جسدية، مثل العدوان اللفظي وعدوانية العلاقات والرفض الاجتماعي.
- العوامل البيئية: البيئة التي ينشأ فيها الشخص تلعب دورا هاماً، فمن المرجح أن الأشخاص الذين يكبرون في بيئات تظهر العنف والعداء أن يعتقدوا أن هذا السلوك مقبول اجتماعياً، مثل بعض البيئات التي يزداد فيها العنف تجاه المرأة على سبيل المثال.
- العوامل الجسدية: الصرع، والخرف، والذهان، وتعاطي الكحول، وتعاطي المخدرات، وإصابات الدماغ أو التشوهات يمكن أن تؤثر أيضاً على العدوان.
علاج السلوك العداني
-
العلاج السلوكي
يعتبر العلاج السلوكي تطبيقا علميا لقواعد ومبادئ وقوانين التعليم في ميدان العلاج السلوكي على الإطار النظري. ومن بين أساليب العلاج السلوكي أسلوب التخلص من الحساسية، أو التحصين التدريجي ويتم ذلك عن طريق تعريض المريض إلى المثيرات التي تحدث استجابات عدوانية وتكرارها بالتدريج في ظروف يشعر فيها بأقل درجة وهو في حالة استرخاء ثم يتم العرض على مستوى متدرج في الشدة حتى يتم التوصل إلى المستويات العالية من الشدة. ويتم تدريبه على مواجهة هذا الشعور بحزم وضبط نفس أعلى.
-
العلاج الطبي
ينتج على السلوك العدواني اختفاء للبصيرة العقلية لدى الفرد وتجعله مضطر لسلك سلوكات عدوانية يغيب فيها الانتباه للأخطاء وخطورتها وانطلاقاً من معرفتنا بان هناك علاقة وطيدة بين النفس والجسد ولهذا يلجأ في بعض الأحيان إلى استعمال الأدوية كمهدئات تؤدي إلى الاسترخاء العضلي والهدوء النفسي والحركي وهناك أيضا المسكنات الني تعمل على تثبيط وظائف الجهاز العصبي المركزي وتسكن الآلام مما يؤدي إلى الهدوء النفسي. ولكن يجب تناول هذه العقاقير تحت استشارة الطبيب.