Site icon طور نفسك

 5 تأثيرات سلبية لمواقع التواصل الاجتماعي

إنه عصر التواصل الاجتماعي، لا يمكن لشخص عاقل أن ينكر هذه الحقيقة، فكل شيء أصبح سهلاً، ترى العالم من مكانك، وتشتري احتياجاتك بالضغط على أيقونة صغيرة، وتصل إلى معلومة عن أي شخص بمجرد أن تدخل إلى ملفه الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن هناك الكثير من الأشياء التي تغيرت منذ أن احتلت السوشيال ميديا حياتنا، وهذه التأثيرات للأسف سلبية إلى درجة كبيرة. فما الذي فعلته وسائل التواصل بنا؟ 

تأثير السوشيال ميديا على جوانب حياتنا

كل جوانب حياتنا الاجتماعية والعملية والعقلية تأثرت بسبب السوشيال ميديا، وإذا لم يكن لديك قدرة كافية على منع هذه القنوات من ابتلاع يومك، فللأسف الخسائر سوف تكون فادحة. 

الشعور بالإحباط

من الطبيعي أن يمر أي إنسان بمشاعر الإحباط، لكن مع وجود السوشيال ميديا فإن شعور الإحباط يتضاعف. بشكل عام فإننا نقوم عادة بمشاركة المنشورات الفكاهية التي توضح أننا فاشلين عاطفياً، أو فاشلين مادياً، أو أن كل الأشخاص حولنا سيئون. هذا الأمر لا يساعدنا على تخطي مشاكلنا بسهولة، لكنه يدفعنا إلى التمركز حول المشكلة والتفكير فيها بشكل سلبي، وهذا هو ما يجعلنا نشعر بالمزيد من الإحباط.

المقارنة مع الآخرين

وهذا أسوأ شيء يحدث بسبب السوشيال ميديا، فمهما كان لديك من أشياء جيدة فإنك سوف ترى أن هناك أشخاص يفعلون الأفضل منك. مثلاً إذا كنت معتاداً أن تسافر مرة واحدة في العام سوف تجد من يقوم بذلك ثلاثة أو أربع مرات، هذا الأمر يفتح باب المقارنات، إننا نقرأ ما يكتبه الآخرون عن نجاحهم، ونشاهد صورهم التي تقول بأنهم سعداء، وهنا يأتي السؤال، لماذا ليس لدينا هذا القدر من السعادة مثلهم؟ لذا تبدأ مشاعر الغيرة والإحباط والشعور بأننا لا نقوم بما يكفي تتملكنا.

تقليل التركيز وتشتت الانتباه

من أكثر التأثيرات السلبية التي تحدثها وسائل التواصل الاجتماعي هي تلك التأثيرات المتعلقة بقدراتنا العقلية، فهي من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى تقليل التركيز وتشتت الانتباه، ذلك لأننا عادة ما نقاطع الأعمال التي نقوم بها من أجل متابعة السوشيال ميديا، ونحول عقلنا عن المهام الأساسية لنا، هذا الأمر يجعل من الصعب على العقل أن يركز في القيام فيما يفترض القيام بها، كذلك فإننا عندما نبعت عن السوشيال ميديا قليلاً يتسرب إلينا شعور غير مباشر بأن هناك حدث مهم قد فقدناه، وبالتالي يصاب عقلنا بالتشتت نتيجة الرغبة في معرفة ما الذي يجري حولنا.

تقليل معدل النوم

وجدت العديد من الدراسات أن هناك ارتباط كبير بين إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وبين النوم لساعات قليلة جداً، لذلك عندما نستخدم الموبايل ليلاً فمن الصعب أن نخلد إلى النوم بسهولة نظراً لتعلقنا بالمنشورات المتجددة. على جانب آخر فإن تقريب شاشة الموبايل من العين يؤثر على إفراز هرمون الميلانين، وهو الهرمون المسؤول عن النوم وبالتالي تتأثر قدرتنا على النوم بدرجة كبيرة.

تقليل الاستمتاع بالحياة

للأسف ربطتنا السوشيال ميديا بلعنة الحصول على الإعجابات والتعليقات الجيدة، لذا أصبحنا نفكر طوال الوقت في الأفعال التي تمنحنا المزيد من المدح، فمن منا يكره أن يتم مدحه والتواصل معه طوال الوقت. وهذا قلل قدرتنا على الاستمتاع بالحياة، فنحن عندما نذهب إلى مكان جديد أول شيء نقوم به هو التقاط الصور ومشاركتها مع الآخرين، ونبذل مجهود في البحث عن المكان المناسب والحصول على الصورة الأجمل، وهذا ينسينا الهدف الحقيقي مما نقوم به وهو الاستمتاع.

سهولة التنمر 

للأسف التواجد خلف شاشة الكمبيوتر يعطي الكثير من الناس تحصين من العقاب. لذلك نجد أن هناك الكثيرين يقومون بكتابة تعليقات نابية أو متنمرة على صور الآخرين أو على المنشورات التي يقومون بكتابتها، ذلك لتأكد لهم أنهم لن يحصلوا على العقاب المناسب تجاه هذا النوع من الانحطاط الأخلاقي.

سيطرة عديمي المواهب

من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أصبح لكل فرد الحق في الكتابة أو نشر الأخبار، أو نشر الفيديوهات بأي محتوى ممكن، لذا نجد أن هناك الكثيرين من معدومي الموهبة استطاعوا بسرعة كبيرة الحصول على الكثير من الجماهير المشجعين للمحتوى التافه الذي يتم تقديمه، وبالتالي بدأت الثقافة في التراجع إلى الوراء، وأصبحت الساحة مملوكة لكل من يدعي أنه مدون للموضة، أو العلاقات، أو من يستطيع أن يلقي بعض الكلمات المضحكة.

تضخيم الشعور بالوحدة

بالرغم أن هناك شخص قد يكون لديه الكثير من الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه في الحقيقة سوف يظل هؤلاء الأصدقاء مجرد أشخاص افتراضيون، فليس معنى أن لديك ألف صديق على الفيس بوك أنك شخص اجتماعي، لأن تحقيق هذا القدر من الأصدقاء يحتاج حياة اجتماعية حقيقة وتفاعل حقيقي وهذا من الصعب حدوثه، لذلك فإن في اللحظات الحقيقة يشعر هؤلاء الأشخاص بالوحدة والاكتئاب لأنهم يشعرون بمدى زيف الصداقات التي تحيط بعالمهم الافتراضي.

الاكتئاب والحزن 

للأسف نسبة كبيرة من مستخدمي وسائل التواصل صرحوا بأنها كانت سبباً رئيسياً للشعور بالاكتئاب والحزن، وهذا الأمر طبيعي نتيجة لكل العوامل السابقة التي قمنا بذكرها.

كلمة أخيرة

بالطبع وسائل التواصل الاجتماعي لها فوائد عديدة، لكن لكي نتخلص من آثارها السلبية لابد أن نكون مدركين لكل الأبعاد المتعلقة بها، ويكون لدينا القدرة على التحكم في الوقت الذي نقوم باستخدامها من خلالها، كذلك أهم شيء هو أن ندرك ما هي أوجه الاستفادة منها لكي نعرف الحصول عليها دون المزيد من الخسائر والسلبيات.

المصادر:-

https://www.independent.co.uk/life-style/health-and-families/social-media-mental-health-anxiety-b1996486.html 

https://www.forbes.com/sites/alicegwalton/2017/06/30/a-run-down-of-social-medias-effects-on-our-mental-health/?sh=6b55a2bd2e5a 

Exit mobile version