عالم الأعمال في وقتنا الحالي صار كبير وضخم لدرجة لا نتخيلها، أو دعونا نقول لدرجة مرعبة. فالسوق به آلاف الشركات الكبيرة التي تقوم على رأس مال ضخم قادر على ابتلاع المشاريع الصغيرة في ثانية واحدة. لكن في عصر العولمة هناك بعض طرق النجاة. وهذا ما يحدث مع ما يطلق عليه حاليا اسم start up. وهذه النوعية من الشركات بالرغم من التحديات التي تواجهها لكنها تعتمد على خفة تواجدها وتقليل مصاريفها وإيجاد حلول مبتكرة في الأعمال. لكن بالرغم أن هناك الكثير من هذه الشركات استطاعت أن تثبت نفسها وتقوي موقفها، فعلى الجانب الآخر هناك بعض الشركات الناشئة تقوم على أفكار جيدة للغاية لكنها في نفس الوقت تقترف أخطاء قادرة على تدميرها. واليوم من سوف نتعرف على 5 من أكبر هذه الأخطاء.
أخطاء كبيرة تقع فيها الشركات الصغيرة
الشركات الصغيرة تقع دائماً في شرك المنافسة، لذلك فإنه لا يمكن أن تنجح في الانطلاق إلا من خلال خطة محكمة، أما دون ذلك فالتراجع سوف يكون مؤكداً. أما أبرز الأخطاء التي تقع في أي start up فهي كالتالي:-
عدم وضع هدف محددة
للأسف بعض الشركات تضع الهدف بشكل عشوائي وغير محدد، مثلاً نجد أن بعض الشركات هدفها تحقيق أرباح كبيرة، أو الحصول على أكبر قدر من العملاء. كل هذه الأهداف تعتبر أهداف غير مفهومة وبالتالي لا تستطيع الشركة أن تقيس إذا ما كانت تسير في الاتجاه الصحيح أم لا. لذلك في النقطة الخاصة بتحقيق الأهداف فإن أول ما يجب التركيز عليه هو الأرقام المحددة بخطة زمنية محددة أيضًا. مثلاً في الربع الأول من العام من المفترض تحقيق مبلغ معين من خلال الوصول إلى عدد معين من العملاء.
عمل الـ start up بدون خطة واضحة
هذه واحدة من المشكلات الكبيرة للغاية، والأمر مشابه بدرجة كبيرة فكرة عدم العمل من خلال هدف واضح. وفي هذا نجد أن الشركات الناشئة تقوم بوضع خطة غير محددة المعالم. مثلاً عدم معرفة ما هي احتياجات السوق التي ينبغي توفيرها. ما هي نقاط الضعف. سوف يتم تطوير الشركة. ما هي الموارد المطلوبة، ما هي الكيفية المتبعة لإدارة المصاريف. بدون وجود إجابة على هذه الأسئلة سوف تواجه الشركة الكثير من المشكلات.
عدم وجود قيمة حقيقية يتم تقديمها
في كل المجالات المتعلقة بالأعمال من الطبيعي أن يكون هناك مشاريع متشابهة، فليس على الشركة أن تأتي بفكرة خارقة لكي يتم طرحها في عالم الأعمال. لكن المشكلة الحقيقة تكمن في عدم إيجاد قيمة أو ميزة داخل الشركة التي تقدم نفس الفكرة. دعونا نطرح مثال، لو تخيلنا أن هناك شركة متخصصة في البرمجيات، فهنا ليس من المفترض أن تقدم الخدمات بنفس الطريقة التي تقوم بها الشركات الأخرى، لكن القيمة تتعلق بمدى السرعة والجودة والتغيير الذي سوف تطرحه وتقوم بالمنافسة من خلاله. وللأسف في هذا العالم الذي يتطور كل خمسة دقائق لا يكفي أن تكون أسرع أو متميز عن منافسينك مرة أو مرتين، لكن يجب أن يكون تميزك فائق عشرة مرات.
اتباع ما تريده الشركة وليس ما يريده العملاء
في عالم الأعمال لا يمكن بناء فكرة على الحدس، أي أنه ليس لمجرد حبك لمنتج معين تقرر أن تقوم ببيعه. مثلاً دعونا نتخيل ساعة قديمة من تلك التي يتم تعليقها في الملابس، هذه الساعة قد تناسب ذوق بعض الأشخاص محبين الأشياء القديمة، لكنهم سوف يضعونها كزينة ولن يقوموا بارتدائها. لذلك إذا كنت تحب هذا النوع من الساعات فلا تطرحه على الجمهور وهو في غير حاجة له. لكن الصحيح في هذا الأمر هو طرح مجموعة من الأسئلة قبل طرح المنتج. على سبيل المثال، هل أنت في حاجة لمثل ذلك المنتج. ما هي درجة احتياجك؟ ما هو السعر الذي أنت على استعداد لدفعه من أجل الحصول عليه. هذه الأسئلة توفر الكثير من الأمور في رحلة أي شركة ناشئة.
ترك المجالات التكنولوجية
سباق التكنولوجيا سباق متسارع ولا يقف عند حد معين، لذلك كلما كانت الشركة على دراية بعالم التكنولوجيا وكل ما يقدمه في المجال الخاص بها سوف تستطيع أن تصل إلى أكبر عدد من العملاء. والعكس يحدث لو تركت هذا السباق أو سارت فيه بخطوات بطيئة. لذلك لا يمكن أبداً عدم تقديم المشروع وإدارته دون استخدام تكنولوجيا متطورة. كذلك لابد من طرح الخدمة على الإنترنت وسهولة توصيلها للعملاء من خلاله.
ضعف التسويق
التسويق الجيد يساعد على دفع الشركة للأمام في أقل وقت ممكن، لكن خدمة جيدة بدون تسويق جيد سوف تؤدي إلى نتيجة غير مرضية تماماً. واستراتيجية التسويق الجيد لا تعتمد على صرف الكثير من النقود في الحملات الدعائية أو اليفط الإعلانية، لكنه القدرة على توصيل الفكرة للعميل وإقناعه بأن حياته دون هذه الخدمة ناقصة. كذلك يعتمد التسويق على دعم ثقة العميل في الشركة حتى يكون له ولاء دائم لها.
التنفيذ السيء
إذا كانت الخطط كاملة والتنفيذ سيء فهذا أفظع ما يمكن أن تمر به أي شركة ناشئة. ذلك لأن الخطة وطريقة التنفيذ بمثابة مجدافين لابد أن يسيروا بنفس القوة وإلا تميل السفينة في الاتجاه الخاطئ. وهذا الأمر يتطلب اختيار الأشخاص في المناصب المناسبة لهم، حيث يكون لهم القدرة على تنفيذ خطط الشركة بشكل إبداعي. وهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الوعي والمجهود.
في النهاية
بالتأكيد هناك الكثير من الأخطاء الأخرى، لكن ما ذكرناه سالفاً هو أغلبها أو أكثر المشكلات التي تقع فيها الشركات الصغيرة والناشئة. لذلك على أي شخص يفكر في البداية أن يعرف أن حتى لو المشروع كان صغيراً فهو يحتاج الكثير من الجهد والتفكير، وهذا لا يعني العمل الصعب ولكن العمل الذكي.