crossorigin="anonymous">

احذر الغضب فالقرار بين يديك

تخيل لو أنك تقود سيارة على سرعة عالية وجاء شخص ما عبر الطريق من أمامك بشكل جنوني، فأول ما تفعله أنك ستنفعل على الشخص في الحال إذا كنت من الذين يفقدون أعصابهم بسرعة من أي موقف، وبالتالي تتحول إلى شخص غاضب جداً لما يدور في عقلك من تخيلات لو أنك صدمت هذا الشخص بسيارتك، ويزداد تهورك على دواسة البنزين وتضغط عليها بشدة بسبب تأثر جسمك وعقلك بالغضب، ومن الممكن أن تصطدم بسيارة من خلفك أو من أمامك دون وعي، وعلى هذا الحال تشعر بزيادة ضغط دمك كأنك توشك أن تنفجر من الغضب.

ومن هنا تبين دراسات علم النفس أن الغضب من أسوأ الحالات التي لا يمكن السيطرة عليها بسهولة نظراً للتصلب والعناد الذي ينشأ عنه في لحظات، وعواطف الغضب تغلب على الإنسان إن لم يكن متعود على حمد الله في كل الأحوال وذلك بدافع قوي من الشيطان ليقنع الإنسان بالانفعال أكثر مما يبدو عليه.

ثم نتساءل هل يمكن للإنسان السيطرة على غضبه؟ الإجابة هنا بالطبع نعم، فقرارات الإنسان تنحصر بين يديه سواء كانت أفعاله أو أقواله ففي استطاعته أن يمنع نفسه من الغضب من بداية حدوث المواقف ويستعين بالله في السراء والضراء، ويجب أن يتعهد بين نفسه أنه سيتجنب الغضب مهما ظهر له من مواقف، وفي الموضوع هنا سنعرض بعض النقاط التي تتضمن الوسائل التي تساعدك في تجنب الغضب.

وسائل كيفية التحكم في غضبك:

الوسيلة الأولى:

لابد أن تعلم شئ مهم في حياتك وهي حقيقة أن الحياة ليست كاملة بالمثالية التي تتوقعها أو تريد أن تكون عليها، ومن المستحيل أن تكتمل الحياة بالمثالية الخيالية التي تمر على عقلك.

الوسيلة الثانية:

يجب أن تعلم أن مشاعر الغضب داخلك تفوق بكثير ما يخرج منك فالغضب داخلك يؤثر على كل عضو من أعضاء جسمك وقد يصيبك المرض من وراءه، وهناك فرق بين الغضب المصاحب للتهور الذي يصل إلى حد تفكيرك بقتل الشخص الذي تغضب منه وبين الغضب الهادئ الذي لا يتعدى حدود تفكيرك بأنه فترة وسيزول بكل بساطة تذكر فقط أنك غاضب منه.
فوعيك بالمشاعر التي تحدث أثناء الغضب تهدئ من غضبك وتبصرك إلى عدم التهور بفعل أي تصرف للعلم بأنه لا يكون حكيماً، وبهذا سوف تقلل من مشاعر غضبك ومن آثارها السلبية عليك.

الوسيلة الثالثة:

عود نفسك على التفكير في مبررات إيجابية للمواقف المغضبة لك، فهذا يحول تفكيرك المشحون بالتهور إلى الهدوء والرزينة، فمثلا في الموقف الذي ذكرناه في بداية الموضوع من الممكن أن تبرره بأن الشخص ربما تكون والدته في المستشفى ويريد الوصول في أسرع وقت فلم يرى سيارتك، وهكذا تكون قد وجهت غضبك لأفكار إيجابية فلم يتضاعف بل قضيت عليه بأن تدعي لهذا الشخص بالإعانة.
ويحكي ذات يوم ركب رجل قطار وكان معه ستة من الأطفال، فعندما جلس الرجل بدأ الأطفال بإحداث الشغب والفوضى في كل القطار والرجل جالس دون أن يعنيه فوضى الأطفال، فانزعج الناس لما يحدث ولماذا الرجل لا يمنعهم من الفوضى، ثم طلب منه رجل آخر جالس بجانبه وبكل انفعال وغضب ليمنع أطفاله من الشغب والفوضى، فقال الرجل (زوجتي قد أصابها مرض شديد وتوفاه الله منذ أيام ولم أدرى ماذا سأفعل لهم) على الفور اعتذر الرجل الغاضب منه وبدأ في مواساته ومساندته كما نسي شغب الأطفال.
نتعلم من هذا المثال أن لكل موقف مبرر إيجابي، فحاول دائما البحث عنه عندما يصيبك الغضب وستجد هذا وسيلة صادقة للسيطرة على الغضب.

الوسيلة الرابعة:

حاول البعد عن موقف الغضب عن طريق الانشغال بأي مهارة تحبها مثل ممارسة الرياضة، فهي تساعد على تقليل نسبة الانفعال بدلاً من التفكير في الموقف المزعج ويزداد انفعالك.

الوسيلة الخامسة:

اقنع نفسك بأن كل شئ في الحياة له نهاية كما له بداية مثل حياتك تماماً التي ستنتهي يوماً ما بالموت، واعلم أن النهاية تعني عودة الأشياء إلى حقيقتها، وتوقع النهاية دون المفاجأة بها، فالآلات التي تستخدمها في حياتك سوف تبلى بمرور الوقت، هكذا هي الحياة ويجب أن تسلم بقدر الأشياء التي تقابلك نهايتها، فلو كنت تفضل كوب زجاج معين وعلمت أنه انكسر لا تغضب عليه واعلم أن نهايته قد أتت وهذا قدره، وعلى هذا الأساس ضع كل مواقفك في حدود هذا المقياس.

في النهاية نوضح أن مهارة السيطرة على الغضب ليست بالسهولة على الإنسان تنفيذها، ولكن اعلم أنها في يدك فقط عليك بدراسة مشاعرك جيداً لتتفهم الطرق التي تسير فيها للسيطرة عليه وتضع تحدي التخلص منه، فلو أدركت مدى خطورة الغضب على جسدك وروحك وأن الغضب من الممكن أن يبدد بحياتك إلى الأبد ما فكرت في الانفعال والغضب لمرة واحدة، واعلم أن إظهار قوتك ليس بالانفعال والغضب كما يعلم البعض ولكن القوة هنا هو قدرتك في السيطرة على مشاعرك والحفاظ على روحك وجسدك من الانفعال والغضب.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->