إن شعور الثقة والرضا عن الذات لا يأتى فجأة. والحصول عليه ليس بالأمر السهل، فهو محدد بعدة عوامل ومقومات تؤثر فيه سلباً أو إيجاباً، فهناك أشياء تستطيع أن تمنحك الرضا عن ذاتك، وهناك أشياء تفقدك الثقة فى نفسك وتجعلك غير واثق من خطواتك فى الحياة. وعند شعورك بففقدان الثقة وعدم الرضا لابد أن حياتك لن تكون ساعتها تسلك المسار الصحيح.
وترتبط كثير من عوامل نشاة الثقة داخل الفرد إرتباطاً كبيراً بمرحلة طفولته، وتاثير الاخرين عليه، وهناك العديد من التجارب التى يمر بها الإنسان هى التى تترك أثراً فى نفسه حتى دون أن يدرك هو ذلك ومن خلالها تتحدد مدى إمكانية حصوله على الثقة ، مثال على ذلك التعرض فى مرحلة الطفولة لجو من الرفض والتقليل من أى انجاز يصل اليه الطفل، وقد يكون هذا الرفض أو الإحباط من خلال أحد الوالدين أو كليهما أو من خلال المدرسة، هذه الحالة تؤدى الى فقدان الفرد الثقة فى نفسه وفى أحلامه.
ليس مرحلة النشاة فقط ودور الأبوين هم الأهم فى منح الثقة او سحبها، بل صارت وسائل الإعلام من أكبر المؤثرين فى ذلك، وربما صارت من أكبر المذنبين أيضاً فى محاولة تقليل ثقة الأخرين ورضاهم عن أنفسهم، مثال على ذلك فى مجال الموضة والجمال، فوسائل الإعلام والشركات المنتجة لأدوات التجميل تطرح دائماً نماذج فى صورة مكتملة ليس بها عيوب، ويظل الإنسان يحاول جاهداً الوصول إلى تلك الصورة الكاملة بأى ثمن، ولايشعر بالرضا عن نفسه أو بانه إنسان وان الجمال ليس من صفاته، هو يريد أن يصبح مثل الصورة المعروضة أمامه ليس إلا.
لذا حان الوقت لكسر تلك الاسوار التى بنيت حول عقلك وروحك.
هذه أشياء عليك أن تفعلها يومياً ،ولن يتجاوز الأمر أكثر من 15 دقيقة، اشياء بسيطة ولكنها سبيلك للشعور بالرضا والثقة لذاتك.
أولاً:- عند الإستيقاظ إشرب كوب واحد من الماء ببطىء.
أنك حين تعود نفسك على شرب كوب كبير من المياه بعد إستيقاظك من نومك مباشرة فأنت بذلك تخدم جميع وظائف الجسم بشكل كبير، فمن ناحية انت قمت بتعويض جسمك المياه التى فقدها أثناء النوم مما يجعله قادراً على إستعادة نشاطه من جديد، وحين تقوم بشرب الماء ببطىء فذلك يعنى أنك بدأت يومك وانت تسير بمعدل سريع وصحيح، لكن حين قيامك بالأمر بسرعة فإنك ترتكب خطأ كبيراً لان قيامك بالأنشطة بمعدل فائق السرعة يُفقدك الإستقرار والأمان وهذه ليست الطريقة الصحيحية لمحاولة إكساب الرضا لذاتك، فالأمر يحتاج للهدوء حتى يسير فى المسار الصحيح.
ثانياً:- فكر فى خطة يومك.
ليس هناك أسوأ من أن تستيقظ دون أن يكون لديك خطة مسبقة لما ستقوم به على مدار اليوم. ولكن هل أقول لك ماهو الأسوأ من هذا أن تنهض وتخرج من منزلك وتواجه العالم حولك دون أن يكون لديك قائمة من الأهداف والأولويات، إذا أى نوع من الثقة والرضا تريد إكتسابها وانت بلا هدف وبلا رؤية.
كل ماعليك بعد إستيقاظك أن تجلس فى ركنك المفضب بهدوء وتفكر فى وضع خطة لتفاصيل يومك والأنشطة التى عليك القيام بها، كلما بدأت تنفيذ الخطط التى ملأت بها قائمة أولوياتك ستكتشف أن رضاك عن ذاتك بدا ياخذ منحنى مرتفع لأنك بالتاكيد ستشعر ساعتها بالإنجاز الذى حققته.
ثالثاً: ضع فى قائمة موسيقاك المفضلة الموسيقى التى تشعرك بالرضا.
كل شخص بالتأكيد له قائمة مفضلة من الأغانى ولكن هناك هذا النوع الذى يساعدك على تقبل ذاتك ومنحها الثقة، إبحث عنها واجعلها فى مقدمة قائمتك واحرص على متابعتها، إنها ستساعدك على كسر الحاجز النفسى داخل قلبك، وتؤهلك للبحث عن مصادر قوتك الداخلية وبث الثقة فيها، حاول الإستماع اليها وانت تقوم بتمارينك الرياضية سياسعدك هذا كثيرا عى إكتساب الثقة.
رابعاً:- رتب سريرك قبل مغادرة غرفتك.
الأمر ليس مرتبطاً بأن تعطى غرفتك مشهداً منظماً ونظيفاً. بالطبع انه سيكون من الرائع حقاً ان تظهر غرفتك فى صورة منمقة وجميلة، ولكن قيامك بترتيب سريرك يعتبر من أول الانجازات التى ستحققها فى اليوم، وهذا سيشعل فتيل النشاط داخلك حتى تحقق المزيد، او بمعنى اصح انت تعطى لعقلك إشارة البدء وتقول له انك لابد ان تحقق شيئا وهو عليه ان يوصل تلك الإشارة لباقى يومك بمنتهى النشاط.
خامساً:- فلتجعل مظهرك جميلاً وجذاباً.
إن مظهرك الخارجى هو مفتاح اخر للنشاط وبث الطاقة داخلك، بالطبع ان جمالك الداخلى أهم، ولكن التخلص من الشكل الغير محبب او من قطع الملابس البالية التى لاتليق سيكون وسيلة فعاله لتحوز اعجابك الشخصى عن ذاتك ومن ثم تكون متاكداً وقتها انك ستحوز إعجاب الأخرين.
سادساً:- فكر فى كل الأشياء الجيدة.
لابد أن تتاكد ان ثقتك بنفسك تنبع من داخلك، من كل الأشياء الجميلة التى تكمن داخل ذاتك، قم بربط هذه الأشياء ببعضها وخذ وقتاً فى الصباح لكى تتذكر كل الأشياء الجميلة التى بحوزتك وكل الأشياء التى تمتن لها.
سابعاً: اجعل الاشياء السابقة في اطار روتنيك اليومي.
إن تمسكك بالخطوات السابقة كروتين يومى وسيلة لكى تبدأ فى كسب الثقة. وخاصة حين تحقق النجاح ويكون متصاعداً خطوة بخطوة، هذا الشعور الجيد الذى ستشعر به كل صباح لن يجعل الضعف يتسلل اليك، وسيمنحك القوة لمواجهة اى شىء حتى تحافظ على ما حققته فى طريق بناء رضاك عن ذاتك.