عادةً ما يركز التعليم المدرسي والاكاديمي على المواد العلمية والدرجات التي يحصل عليها الشخص في نهاية العام،وتقييم نجاحك يتم بناءً على الدرجات التي حصلت عليها في المواد الدراسية خلال العام الدراسي، وغالباً ما نجد تفاوت بين نجاح الناس في المدرسة أو الجامعة وبين نجاحهم في الحياة.
لسوء الحظ، هناك أشياء في الحياة، لو تعلمناها عندما كنا صغارًا، لكانت قادرة على جعل تجاربنا في الحياة أكثر فعالية، ولكنا قادرين على خوض تلك التجارب بعقلية اكثر نضجاً وانفتاحا مع تحقيق نتائج افضل. لم يفت الأوان، ولا تزال الفرصة قائمة لتعلم هذه الأشياء والاستفادة منها. دعونا نتعرف على هذه الأشياء والقوانين التي لا نتعلمها في المدرسة ونحاول تطبيقها.
8 أشياء لن تتعلمها في المدرسة
أولاً:- قاعدة 80-20
مبدأ باريتو أو قاعدة 20- 80 ، في كل شيء تقريباً أنت تحصل على 80% من النتائج من 20 % مما تفعله. توضح تلك القاعدة أن كثيراً من الوقت والأفعال التي تقوم بها ليست ذات تأثير على ما ترغب في تحقيقه. كصاحب مشروع أنت تحصل على 80 % من المبيعات من 20% من الزبائن، في الحياة اليومية أنت ترتدي 20% من الملابس في خزينة ملابسك وهكذا…
قانون باريتو ليس كلاماً مقدساً لكن يمكن الاستفادة منه في تفحص نتيجة الأفعال مع تركيز المجهود على الأفعال التي تمنح القدر الأكبر من النتائج وتجنب إهدار الموارد والطاقة في الأفعال التي ليست ذات تأثير ملموس.
ثانياً:- قانون باركنسون.
ويوضح هذا القانون انك تستطيع إنجاز المهام فى وقت اسرع مما تظن، حيث يقضى اأن المهمة تتسع بحسب الوقت الذى تقوم بتحديده لها، مثال على ذلك فإنك لو واجهت مشكلة وقلت لنفسك إن حلها سيستغرق إسبوعاً باكمله، فإن المهمة ستبدو اكثر تعقيداً وستزداد صعوبتها، ربما قد تستمر بعد الوقت الذى حددته لحلها.
لذا وطبقاً لقانون باركنسون، فإنه عليك اولاً أن تقوم بالتركيز على التفكير فى الحلول المقترحة وتشرع فى تنفيذها، ثم إعطى لنفسك ساعة لحل مايتطلب يوم واعطى لنفسك يوماً لحل مايستغرق إسبوع.
بذلك أنت تدرب عقلك على التركيز الجيد فى حل المشكلة والقيام بالفعل المناسب.
قد لا تسير الأمور بشكل كامل، ولكن طبقاً لقانون 80-20 فإن 80% من الفائدة ستأتى من 20 % من الأفعال التى قمت بها، وهذا سيتيح لعقلك كثيراً من الوقت الفائض لتعميق التركيز على الامور المتاحة للحل بدلاً من تعقيد الأمور.
ثالثاً:- دمج المهام.
وهذا بالنسبة للمهام التى تصيبنا بالملل، ففى العادة نحن لا نريد البدء بها، وهذا مايجعلنا نؤجلها لوقت متأخر ومن ثم تتراكم ونشعر بالجهد أثناء القيام بها.
والأنسب للتعامل مع هذه المهام هو تجميعها ثم الشروع فى تنفيذها والتخلص منها فى آن واحد. سيقلل هذا من حدة التوتر التى تنتابك لانها مازالت على كاهلك، وهذا سيقلل الوقت الذى ستخصصه لها إن أديت كل واحده منها على فترات متباعدة، لأنك ستوفر وقت البدء فى كل واحدة منها، امثلة على الانشطة التى يمكنك البداية بها:- تنظيف مكتبك، تصفك بريدك الإلكترونى، كتابة قائمة المشتريات.
رابعاً:- إعطاء القيمة أولاً ثم الحصول عليها وليس العكس.
انه شىء من البديهيات فى الحياة، فلكى تحصل على القيمة اولاً لابد ان تعطيها، ولكن الناس يعتقدون عكس ذلك.
ومعنى ذلك أننا قد نطلب الحب، الإحترام، الإهتمام والتقدير، دون ان نمنحهم، فلكى تحصل على زيادة فى كل الأشياء تلك لابد ان تقدمهم للأخرين مقدماً حتى تسترجعهم بقيم مضاعفة، ومع مرور الوقت ستحصل على اكثر مما تعطى.
خامساً:- كن سباقاً فى الفعل، ولاتكن مجرد رد فعل.
وهذا المبدأ مرتبط اكثر بالنقطة السابقة، أن تكون سباقاً للفعل وغير منتظر له لترد عليه، وهذا شىء منطقى، فليس من التعقل أن تظل منتظراً على امل أن يفعل الأخرون شيئاً، سيستغرق هذا الكثير من الوقت.
ان إتخاذ الفعل العملى الاول فى أى منحى من مناحى الحياة، سيجعل الكرة تبدأ من ملعبك وسيجعل الكثير من الخيوط فى يدك، انه من الجميل حقاً ان تكون دفة حياتك فى يدك انت وليست تحت رهن تصرف الاخرين تجاهها، سيوفر لك ذلك الكثير من الوقت والسلطة على حياتك.
سادساً:- الأخطاء والتعرض للفشل ليسوا بالأشياء السيئة.
وانت صغيراً كنت تحاول فعل أشياء معينة ولكنك تخطىء، تكبر فتتعلم أكثر فتتجنب الخطأ، وكلما حاولت كلما فشلت فتحاول اكثر فتتعلم اكثر.
لكن أحياناً التعرض للفشل يعلمنا الخوف من التجربة، ويردنا لأن نكون رد فعل للأشياء التى تحدث لنا وهذا هو الاتجاه الخاطىء.
فماذا لو فعلت شيئاً وفشلت؟ هل سيضحك الناس عليك؟ إذا دعهم يفعلون ذلك، لانك سرعان ماستدرك أن هذه ليست نهاية العالم، وان الناس بالفعل مشغولين عنك بقلقهم الخاص على حياتهم، وان عليك تكرار المحاولة حتى تنجح فيها ولاتهتم برأيهم.
النجاح فى الحياة يأتى من عدم التخلى عن المحاولة لان الحياة تستمر رغم كل شىء.
سابعاً:- التركيز على نظام التنشيط الشبكى.
فى المدرسة قاموا بتدريس اعضاء الجسم ووظائفها، لكنهم للأسف لم يعرفونا شيئاً عن نظام التنشط الشبكى، وهذا النظام يعتبر من اقوى الأشياء التى تستطيع أن تعلمك كيف تركز على الأشياء التى تريدها.
انه يعلمك كيف تركز جيداً فى الميحط الذى يدور بك على الأشياء التى تريدها حقاً، وكيف تجعل عقلك يتجنب الأشياء التى لايريدها، وبذلك هو يساعدك على الحصول على الأشياء التى تبحث عنها.
تحديد الأهداف ومراجعتها بشكل متكرر هو أحد الطرق للحفاظ على تركيزك، وهو يساعدك على الإقتراب من الأشياء التى تبحث عنها.
ثامناً:- لا تقارن نفسك بالأخرين.
أنت تريد التميز دائماً، ومن هنا لامفر من ان تجد نفسك تقارن ذاتك بالاخرين، لماذا حققوا نجاحاً اكبر، لماذا يمتلكون اشياء أفضل، لكن ليست هذه الوسيلة المناسبة لكى تسيطر على حياتك وتتقدم فيها.
قارن نفسك بنفسك، بالإنجازات التى تحققها يوماً بعد يوم، بالفشل الذى تغلبت عليه، سيجلب لك ذلك الكثير من السلام الداخلى والراحة النفسية والمشاعر الإيجابية.