crossorigin="anonymous">

كيف يرى العالم سوق العمل بعد 2020؟

يبدأ الكثير منا التخطيط لعمله المستقبلى فى مرحلة مبكرة هى التى تحدد نوعية الدراسة التى سنتجه اليها ، والبعض يحاول تغير وظيفته وتحسين وضعه والبحث عن مايسمى ” وظيفة المستقبل” ، فإن كنت من النوع الأول او الأخير وكان بناء فرضياتك معتمداً على نظريات قديمة لنصائح الناس حولك و معايير محلية لبلادك  فأعتقد أن عليك التمهل قليلاً والتعرف على اللغة التى سيتكلم بها سوق العمل العالمى خلال السنوات المقبلة اى فيما بعد   2020 ربما ساعتها سيكون عليك اعادة النظر.

فى المنتدى الإقتصادى العالمى لعام 2016 تحدثت التوقعات بأن سوق العمل بحلول عام 2020 سيخسر حوالى  5مليون وظيفة ، حيث سيحل مايسمى بالذكاء الاصطناعى (الروبوت – النانو تكنولوجى) محل الانسان، لكن الأمر ليس بهذا السوء لأن ذلك النوع من التكنولوجيا سيخلق حوالى 2 مليون وظيفة جديدة لسوق العمل لكنها تحتاج الى مهارات من نوع خاص.

قد يواجه العالم ازمة حقيقية لو لم تقم الحكومات بتدريب الطاقة العاملة الموجودة على تلك البدائل وربما عليها ايضاً خلق بدائل والا ستكون حالة البطالة كارثية.

فدعونا نقترب أكثر وننظر من النوافذ التى ربما يمر منها ضوء المستقبل ونعرف أى الأبواب مفتوحة لكى نبدأ منها و ونلحق بركب “الثورة الصناعية الرابعة”  فى المستقبل.

فلناخذ جولة اذاً ما ذكرته “جوين مورين” فى مقال لها عن المهارات المطلوبة والمجالات المتاحة للعمل والتى ستكون ستكون على القمة حتى عام  2020 .

نبدأ بمجال التكنولوجيا والحاسب الآلى: وهو ليس بجديد لكن المستقبل سيتطلب أشخاص قادرين على معاجلة كافة البيانات والأوامر فى اسرع وقت ممكن، فكلما زاد عدد المعلومات التى تصل اليك وكلما زادت قدرتك على إدارتها ومعالجتها ونشرها تكون السهم الرابح فى هذا المجال، وكمثال على زيادة نسبة نمو الوظائف المتعلقة بهذا المجال فان وظيفة “مطور السوفت وير” ستزيد بنسبة 18.8% من الآن والى سنة 2024.. أما “تحليل بيانات الحاسب الآلى” ستزيد بنسبة 20.9% ، والتسويق وتحليل بيانات السوق والمجالات المتخصصة ستزيد بنسبة 18.6%.

من المجالات الأخرى التى ستتربع على القمة في سوق العمل

العناية الطبية:-

فزيادة عدد السكان يتطلب عناية طبية اكثر على جميع المستويات، سواء فى تطوير العلاج أو تطوير الأدوات الطبية وإستخدام الإنسان الآلى فى العمليات الجراحية وأيضاً مجال العلاج عن بعد. وكمثال عليها فمتوقع أن يحدث نمو فى مجال تقديم المساعدة الطبية فى المنازل بنسبة تصل 38.1% عام 2024.

أيضاً من اهم المجالات الآتية مجال “التعلم مدى الحياة”:

مع التطور المستمر ستكون رغبة الانسان أن يواكب كل مايحدث فى العالم بشكل أسرع متزايدة، بل ستكون حاجته دائمة لحصد أكبر عدد من المعلومات التى تخص مجالات لم يقم بدراستها مسبقاً، وهذا التطور السريع سيجعل فكرة التدريب المستمر او التعلم من خلال المراكز الدراسات الأكاديمية صعبة لكنه سيخلق عوضاً عنها مصادر مؤكده وسريعة للمعلومات، مصادر تستطيع التعامل معها خلال وقتك الضيق مثلاً  وانت فى الحافلة التى تنقلك لعملك ، وسيقدم هذا من خلال التطبيقات على الهواتف او الفيديوهات اوالمواقع التى  تقدم لك ماتحتاجه فى اقل وقت ممكن،  وضمن بيانات المؤتمر الاقتصادى 2017 كان مجال التعلم والتدريب يحتل المركز السادس على قائمة النمو السريع.

مجال الإعلام والتواصل الإجتماعي

ويبدو ان الأمر قد يتجه ويميل إلى كفة الإنسان بعض الشىء، فهناك اشياء لم يستطع الروبوت ان يفعلها بعد وهى المختصة بالتواصل الإجتماعي بين الناس وتبادل الثقافات والأفكار .

لذا مجال الإعلام والتواصل الإجتماعى والوسائط المتعددة على قمة المجالات القادمة ، والإحتياج المتصاعد لان يتعارف شعوب العالم على بعضهم البعض وعلى تبادل ثقافتهم  سيزيد من الرغبة فى التعاون المشترك بين الافراد على اختلافهم ، وهو من شأنه اثبات اهمية قيمة التواصل بين البشر وسيقدم ذلك من خلال منصات الإعلام المختلفة ،وفى تقرير المؤتمر يتضح ان الوظائف المتعلقة بهذا المجال تحتل المركز الخامس وستنمو بدرجة تبدأ حالياً من 6.8% وتصل الى 18.6% بحلول 2024.

إذا هذا ماسيقدمه لنا المستقبل من فرص متاحة، ولكنها فرص لن ترضى بأشخاص اعتياديون أو متواضعين القدرات بل تحتاج إلى أشخاص ذوى عقول مختلفة ومهارات جديدة، و فى هذا الصدد يقول “ديفيد ديمينج” الاستاذ المساعد بجامعة هارفارد ، إن أهم المهارات المتطلبة فى الأوقات الآتية لن تنحصر فى التمتع بمؤهلات أكاديمية وعلمية وقدرة على استيعاب المعلومات العلمية والمحاسيبة فقط، لكن سوق العمل سيحتاج “المهارات الناعمة” كالتواصل، والتفاوض، والتعاون، وقدرة الافراد على الانتقال بين فكرة واخرى ببساطة ودون تعقيد. وهذه المهارات هى التى ستجعل من التمتع بالمهارات العلمية والحسابية شيئاً مثمراً ومفيداً لسوق العمل.

كذلك لن يتقبل المستقبل أشخاص يتوقفون عند مرحلة معينة، بل سيحدد وجودك بسعة عقلك على التعلم، فكلما كانت لديك القدرة على التطور المستمر وكلما كنت قادراً على أن تضيف الى مهاراتك الجديد دون توقف فانت مُرحب بك فى المستقبل.

يبدو أن الغد بهذا الشكل يمثل تحدياً لم تعرفه البشرية من قبل، ويبدو أنه سيخلف العديد من الضحايا الذين لن يحاولوا النظر للابعد من الآن، ولكن فى النهاية فان كل مرحلة مرت بها الإنسانية كان لها رواد وأُناس قرروا السير معها  ولكنه يتحدد على قدرتك على استيعاب الجديد ومواكبته.

 

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->