crossorigin="anonymous">

من اين تأتى الثقة بالنفس؟ وكيف تصنعنا التجارب الفاشلة؟

ليس هناك من هم أكثر حظاً من الذين يمتلكون الثقة بالنفس، فالأمور لديهم تسير بتلقائية وسلاسة لأنهم يعرفون قدرتهم على صناعة الفعل ورد الفعل، ولا يعرفون التردد كثيراً ويعشقون المغامرة ويعيشون تجارب أفضل.

لايستطيع الكثيرون فعل ذلك بسبب عوامل مكتسبة أو عوامل داخلية لديهم، فمن أين تأتي الثقة بالنفس، وهل هي تنبع من داخلنا أم مكتسبة من العالم حولنا؟ وهل نستطيع تحويل تجاربنا الفاشلة إلى عامل من عوامل ثقتنا بانفسنا؟ كل هذا يجيب عليه “ليون هو” فى مقاله عن كيف نبني ثقتنا ونصقلها بعد الخدوش التي تحل بنا من تجارنا الفاشلة.

فى بدايتة مقاله يحكي عن ” مايكل إدوارد” المتزلج البريطاني الملقب بـ”إيدى النسر”، كانت هيئته وشكله يوحيان بإنعدام ثقته بنفسه، وكانت ظروفه تجعل الجميع يعتقدون أنه لن يحقق شيئاً فى دورة الألعاب الاوليمبية، كان وزنه زائداً قليلاً، وإضطر للإقامة فى مصحة نفسية مجانية لأنه غير قادر على تحمل تكاليف إقامته خلال دورة الألعاب.

لكن المدهش انه استطاع الفوز وقد صار على مدى الأعوام روح وشعار دورة الألعاب الأوليمبية.

ويقول “ليون هو”:- حين أفكر في هؤلاء الناس كمايكل ومن على شاكلته، الذين حققوا الثقة من خلال فشلهم وأمالهم اتعجب، واتسائل من أين أتوا بهذه الثقة؟ فمن المؤكد أنها ليست شيئاً طبيعياً وفطرياً ولدوا به كما انها ليست شيئاً فطرياً ولد معى، فكيف تأتى؟

أولاً:- لو كانت الثقة بالنفس ليست شيئاً فطرياً، فمن أين تأتى؟

يحكي “ليون هو” رحلته مع ثقته بنفسه قائلاً: وانا طفل صغير وقبل أن أذهب إلى المدرسة انا وزملائي، كنا نشعر دائماً بأن لدينا ثقة فى أنفسنا لا حدود لها، كانت حياتنا مفتوحة جداً ولم نكن نعرف شيئاً عن الخوف أو القلق، لا شيء يحثنا على الندم، وقتها لم يكن فرداً منا يشعر بالتميزعن شخص أخر، أو لديه إحساس انه يمتلك قوى خارقة تميزه عن باقى أصدقائه.. ذلك كان قبل المدرسة، قبل أن نوضع فى مجال ممتلىء بالمنافسات والتفوق والمقارنة من مميزاته.

كل ذلك تغير في المدرسة، صرنا في حالة منافسة دائمة، وأياً كان ما نقوم بدراسته، فإن الشعور بالأفضلية كان مطلباً هاماً، لابد أن تحقق درجات أعلى من الأخرين وأنت دائماً فى وضع مقارنه معهم، ربما هذا كان أول شيء يؤثر في ثقتنا بأنفسنا.

لم أكن طالباً متفوقاً للغاية، كانت درجاتي جيدة لكنها ليست ممتازة، لم أكن من الطلاب الذين يحصلون على الإطراء والمكافأت دائماً، الثقة بالنسبة إلىَ جاءت متأخرة.

في المرحلة الثانوية عرفت شغفي وأدركت الأشياء التى أحبها، انا احب البرمجة التكنولوجية، وقمت بكتابة البرامج وتعلم الأكواد والشفرات وكلما كنت أدرك سراً جديداً فى هذا المجال وأدرك معلومة مختلفة كنت أشعر بسعادة لم أختبرها من قبل.

فى المقابل وفى هذا المجال كانت تواجهني المشكلات البرمجية وبعض الصعوبات للتعامل معها، وفى كل مرة كنت اتغلب فيها على مشكلة كانت ثقتي بنفسى تزداد، لم أحصل على التكريم فى المدرسة لكنى الآن أفعل أشياء احبها وتمنحني الثقة.

هنا إكتشفت مفهوماً مختلفاً عن الثقة بالنفس والقدرات، وعرفت انها تأتى من داخلنا وليس من الخارج، فبغض النظر عن كيف ينظر الأخرين اليك، او كيف يمدحونك ويثنون عليك، فإن رأيهم فيك ليس هو منبع الثقة الحقيقي، لكن الثقة الحقيقة تأتى من داخلك أنت.

جاءت الثقة من خلال العمل، ومن خلال المرور بالصعوبات والتغلب عليها، فى كل مرة كنت أجد صعوبة ما كنت أعرف انى سأستطيع هزيمتها، كنت فقط محاولاً دفع نفسى للأمام ومن هنا جاءت الثقة.

ثانياً:- الثقة بالنفس تأتي حين تتغلب على الصعوبات

بعض كل مرحلة صعبة أو تحدي نخوضه ونستطيع التغلب عليه، فإن إحساساً بالراحة يملأنا مع حالة من الرضا عن النفس تتولد معها الثقة بالنفس.

ربما تعاني من الوزن الزائد نتيجة لنمط حياة غير صحي، لكن تجد صعوبة في مقاومة رغبتك في تناول طعام غير صحي أو تجد صعوبة في ممارسة الرياضة، ربما تكون خجولاً ويخيفك الظهور في تجمعات والتحدث أمام مجموعة كبيرة من الناس، أو ربما تنشد الكمال ولا تسامح نفسك على اخطائك الصغيرة. بغض النظر عن مكامن الصعوبة في حياتك فأنت ستشعر بالفخر والاعتزاز بنفسك في كل مرة تقهر خوفك أو ضعفك أو خجلك، في هذه اللحظة تأتيك ثقة بالنفس حقيقية نابعة من نجاحك وجهدك الذي بذلته وخبراتك التي حصلت عليها.

ثالثاً:- الثقة بالنفس تنمو من خلال النقد والشك

سيكون هناك العديد من الإنتكاسات التى نمر بها، ستكون هناك العديد من الإخفاقات فأى نجاح يتطلب قدراً من التجارب وقدراً من الفشل، سيكون هناك قدراً كبيراً من النقد لأن أى عمل فى بدايته لا يكون على قدر كبير من الكمال.

وعندما بدأت العمل على موقع lifehack كان الأمر صعباً فى البداية، إستغرق الأمر وقتاً طويلاً لكسب القراء. استغرق الأمر بعض الوقت للحصول على 100 زائر. كان هذا صعباً بالنسبة لي لأنني كان لدي طموحات كبيرة لهذا الموقع، ولوقت بدأ أنه محكوم عليه بالفشل، تلقيت الكثير من الإنتقادات، ورأى البعض أن العالم لا يحتاج إلى موقع نصيحة آخر، بينما رأى آخرون أن هناك خطأ ما في الفكرة نفسها. كان من الصعب بالنسبة إلى عدم الاستماع لهم وإلى إنتقادهم.

ولكن في النهاية، اعتقدت في حلمي، قمت بإعادة التخطيط و أعادة النظر في كيفية تنظيم المقالات وكتابتها. جعلت الموقع أكثر ملائمة للمستخدمين، مع كل جهد محدد نمت شعبية الموقع، وبعد بضع سنوات صار يزوره الملايين.

ادفع نفسك خارج منطقة الراحة، فالمرور بالتحديات والصعوبات هو اول طرق الحصول على الثقة، نعم هى التحديات التى تصنعنا وهى التى تدفعنا إلى مانريد، وايا ماكن اسمها فإنى أؤمن بمقولة ونستون تشرشل التى تقول ” اذا كنت تمر باوقات عصيبة فتابع مسيرك”

بعض الناس تتجنب التحديات، ربما لانهم مروا بالعديد من التجارب الفاشلة لاكثر من مرة، وربما لأن الاخرين اخبروهم انهم لا يتمتعون بالعوامل التى تقودهم للنجاح، ربما البعض يخافوا من التجارب ويميلوا الى الاستقرار ويعتبروا انهم بذلك أكثر أماناً، ولكن ليست هذه هى الطريقة التى تمنحهم الثقة بل بالعكس انها الطريقة التى ستقودهم بعيداً عن تحقيق امالهم.

الطريق الى الثقة هو مواجهة كل التحديات الصعبة والتغلب عليها، وفى كل مرحلة تواجه تحدياً وتتغلب عليه ستنمو ثقتك اكثر وستستعد لمقاومة التحدى الاكثر صعوبة، فلا تهرب وتتجنب التجارب الصعبة التي تأتي في طريقك ففيها فرصة كبيرة لكي تبني ثقتك بنفسك التي تظل معك طيلة حياتك.

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->