هل تريد ان تُحسن من مهارات المحادثة لديك؟ إن الأمر قد يستغرق الوقت لتغيير عادات المحادثة التى إعتدتها طوال حياتك، ولكنه ممكن وليس مستحيلاً.
دعونا إذاً نمر على نماذج للعادات الخاطئة التى لابد من تجنبها عند إجراء المحادثات.
إليك أكثر الاخطاء شيوعاً في المحادثات وكيف تتجنبها
أولاَ:- عدم الإستماع.
قال ارنست همنغواي “احب ان اسمع، لقد تعلمت الكثير من خلال إستماعى لهم بعناية، لكن معظم الناس لا يستمعون أبدا. “
* إذاً فلا تكن مثل معظم الناس، لا يجب أن تنتظر دورك فى الحديث بفارغ الصبر، إنتظر حتى تتاكد أن المتحدث أمامك أخذ فرصته كاملة فى إتمام حديثه، يجب أن تحاول أن تستمع حقاَ إلى ما يقوله الناس.
* عندما تبدأ في الاستماع، عليك أن تنتبه إلى الكثير من المسارات الدائرة في المحادثة، وعليك تجنب الأسئلة التى تنتهى بنعم أو لا لانها لن تتيح لك الكثير من الملعومات.
مثلاً إذاً ذكر شخص ما أنه ذهب للصيد مع زوجين من الأصدقاء في نهاية الأسبوع الماضي يمكنك على سبيل المثال أن تسأل:
أين ذهبت الصيد؟
ماذا تحب أكثر من الصيد؟
ماذا النشاط الذى قمت به إلى جانب الصيد؟
سوف يخوض الشخص بشكل أعمق في الموضوع مما يتيح لك المزيد من المعلومات والمزيد من المواضيع التى يمكنك التفاعل معها.
ثانياً:- طرح الكثير من الأسئلة.
عند إجراءك للمحادثة لابد أن تتجنب طرح الكثير من الأسئلة على الشخص المقابل لك، لان ذلك سيجعل الأمر يبدو وكانه إستجواب وسيصيب المستمع لك بالملل.
عند رغبتك فى معرفة معلومة ما يمكنك طرح مساراً للحديث يجمع بين الرأى والسؤال وبالتالى سينخرط معك المتحدث فى نفس الحوار ويسرد لك المعلومات التى تريدها بكل أريحية، أما إذا شعر أنك تقوم بسرد الأسئلة فسيكون أقرب جواب يتخلص به من الملل أن يقول ” لا أعرف”
ثالثاً:- عند محادثة شخص لأول مرة لايجب ان تكون متوتراً.
يقول ليل لونديسونس: “لا تترك المنزل دون قراءة الصحيفة”.
هذه القاعدة تذكرها حين تجد ان المحادثة قد بدأت تأخذ مسارها فى إتجاه الصمت، خاصة حين مقابلة أحدهم لأول.
فعند مقابلة الغرباء تشعر عادة بالتوتر والحدة، وفى اغلب الأحيان لا تعرف ماهى المحادثة التى يجب ان تنخرط معهم خلالها.
فى البداية لايجب ان يشعر الأخرين بتوترك، إبدأ بالحديث عن الأشياء الموجودة فى محيطك، الطقس أو إن كنت فى حفلة ما تكلم عن مدى سعادتك بالإنخراط فى هذه الأجواء ثم إسأل المستمع اليك عن رأيه، تستطيع أن توسع مسار المحادثة الى الأشياء التى قرأتها فى جريدة الصباح، لا تنسى أن تتحدث مع الغرباء بود وإبتسامة خالية من المغالاة حتى تحمسهم للتودد اليك دون خوف.
رابعاً:- توصيل أفكارك بطريقة خاطئة.
أهم الأشياء فى المحادثة ليس ماتقوله، بل كيف تقوله، فكم من الكلمات والأفكار تم تأويله بطريقة خاطئة لأنك تقوم دائماً بإيصاله بطريقة خاطئة ايضاً، تذكر ان صوتك ولغة جسدك لهما دور كبير فى كيفية إجراءك للمحادثة.
درب نفسك على هذه الامور:-
- التمهل:- عادة عندما تكون متحمساً بفكرة ما تجد نفسك مثاراً وسريعاً فى طرحها مما قد يسبب الضيق للأخرين، لذا فى البداية كن متمهلاً ثم إبدأ فى زيادة جرعة الحماس شيئاً فشيئاً.
- تكلم بوضوح دون تلعثم:- لا احد سيحبز الإستماع لك وصوتك غير واضحاً ورتيباً، لابد أن يعكس صوتك مشاعرك الداخلية، أن يشعر الأخرين أنك تتكلم بسعادة أو بخوف أو بشغف كل هذا سيحمسهم للتواصل معك للنهاية.
- لا بد أن تترك فواصل بين جملك وتعرف متى تكمل السرد ومتى تتوقف.
- إهتم جيداً بلغة جسدك فهى اهم أسباب توصيل أفكارك بشكل صحيح.
خامساً:- لا تحاول سرقة الأضواء من شخص يتحدث.
بمعنى أصح لايجب ان تكون انت بطل المحادثة الأول، واذا وجدت احدهم بدأ بجذب إنتباه الاخرين بحديثه فتسارع إلى مقاطعته لانه يسرق بقعة الضوء منك، ستبرز من خلال هذا الفعل عدم ثقتك بنفسك ونقاط ضعفك ولن ينتبه إليك الاخرين.
سادساً:- فى المحادثة لا يجب أن تكون انت الفائز.
المحادثة ليس سباقاً ستحصد فيه جائزة لو أثبت فيه وجهة نظرك، لا تجادل كثيراً لتثبت للجميع انك على حق، هذا سيجعل الاجواء تمر خفيفة دون عصبية ودون إعطاء إنطباعات سلبية للأخرين.
سابعاً:- تجنب الخوض فى الأمور السلبية.
وخاصة فى مراحل التعارف الأولية، وإن كنت فى اجواء إجتماعية لطيفة كحفل عائلى مثلاً، تجنب أن تتحدث فى امور تحيطها الطاقة السلبية، مثل صحتك الغير جيدة او علاقاتك السيئة مع زملائك فى العمل، تذكر ان هناك اجواء يتحسن فيها عدم التحدث فى الامور السياسية والدينية لعدم شحن الاجواء بوجهات النظر المختلفة.
لابد ان تكون مواضيعك مفعمة بالإيجابيات والتركيز على النواحى الجيدة فى المحيط حولك أو فى الحياة.
ثامناً:- لا تكن صورة من المتحدث أمامك.
لا بد ان تتمتع بإنفتاحية الأفكار، عبر عن مشاعرك بكل تلقائية، اذا ماتكلم أحد عن تجربته فإنخرط معه وبادله تجاربك، لاتكن ردودك عبارة عن جمل قصيرة مقتضبة تشعر الأخرين بالملل منك.
وكما هو الحال في العديد من المجالات في الحياة، لا يمكنك انتظار دائما الطرف الآخر ليأخذ الخطوة الأولى، عند الحاجة، لابد أن تكون لك الخطوة الإستباقية وتكون أول واحد يقوم بفتح مجالات كثيرة للمحادثة.