تعلمنا تجارب الحياة دروسًا لا تقدر بثمن مع تقدمنا في السن وتفاعلنا مع الآخرين. العديد من هذه الدروس لها ثمن، وكثيرًا ما نتمنى لو أننا تعلمناها مبكرًا. طوال حياتنا، تصبح عقولنا مليئة بالأفكار والمعتقدات عن أنفسنا وعن العالم من حولنا. بعضها إيجابي، ويساهم في النمو الشخصي، في حين أن بعضها الآخر يمكن أن يكون سلبيًا، ويستنزف طاقتنا ووقتنا وعواطفنا.
نحن جميعًا نسعى جاهدين لعرض صورة إيجابية عن أنفسنا للآخرين، إلا أن إهمال الرعاية الذاتية سعيًا وراء هذه الصورة يمكن أن يؤدي إلى اللعنات والمعاناة. للتغلب على هذه التحديات في تفاعلاتنا مع الآخرين، دعونا نستكشف بعض دروس الحياة التي تساعدنا على تعزيز نهج أكثر إيجابية.
1. لا أحد يهتم بك كما تظن
آجلاً أو عاجلاً سوف تكشتف حقيقة أن الناس منشغلون بمشاكلهم وأهدافهم الخاصة أكثر من أي شيء آخر. هل تتذكر وقتًا لاحظت فيه شيئًا مزعجًا في صديق؟ هل احتلت تلك الحادثة نفس الحالة الذهنية التي شغلتها أفكارك؟ هذا غير محتمل. إن أفكارك حول العالم، بما في ذلك الأشخاص، تتشكل من خلال تجاربك، لكن لا تدعها تهيمن على تفكيرك.
كل ما يدور في عقلك وما تعتقده بشأن العالم خارجك بما فيها أفكارك عن الناس، هي عبارة عن نتيجة لافكارك وتصوراتك التي صنعتها بناءاً على معرفتك وتجاربك وخبراتك وبيئتك. ليس عليك سوى أن تعرف ما تريد في حياتك وتجاهد لتحقيقه، هذا ما يجعل لك مكانة خاصة عند الناس وما يجذب احترامهم وتقديرهم، وعندما تصل لتلك الحالة تكون قد قطعت شوطاً كبيراً في سبيل سعادتك الحقيقة.
لكي تحظى بمكانة خاصة بين الناس وتكسب احترامهم وتقديرهم، ركز على ما تريده في الحياة واجتهد في تحقيقه. وهذا سيخلق جاذبية حقيقية ويجذب الإعجاب. عندما تعطي الأولوية لنموك وسعادتك، سوف تزدهر سمعتك بشكل طبيعي.
2. الناس يتغيرون.
الناس بشكل عام يتغيرون ولكن أحد أصعب دروس الحياة هو تحول شخص كان عزيزًا على قلبك لشخص يبدو وكأنه غريباً لا تعرفه. يمكن أن تتضعف العلاقات بسبب نقص التواصل والانشغال أو الصراعات التي لم يتم حلها أو عوامل أخرى. لتقبل هذا التغيير، اعلم أنه ليس انعكاسًا لقيمتك. يتغير الناس لأسباب مختلفة، غالبًا ما تكون خارجة عن إرادتهم.
لكن كيف تتقبل إذن فكرة تغير أشخاص كانوا مقربون؟ أولا عليك أن تكون مدركاً في داخلك أن ما حدث ليس تقصيراً منك أو عيباً في شخصك. فقط هو شيء خارج عن إرادتك وسيطرتك والناس يتغيرون لظروف الحياة. أي مجهود تفعله لاستعادة العلاقة في هذه الحالة دون رد فعل أو مجهود في المقابل من الشخص الآخر، هو مضيعة للوقت والمجهود وارهاق للمشاعر.
ثاني شيء هو أن تخرج من منطقة راحتك التي كنت تحيا فيها في هذه العلاقة. جرب فعل أشياء جديدة والتعرف على أشخاص جدد، الحياة لن تقف على أحد. استمتع بحياتك وتقبل تجربتك مع هذا الشخص بحلوها ومرها وامض قدماً في حياتك.
3. لا تقارن نفسك بالآخرين.
تسبب مواقع التواصل الاجتماعي ضغط شديد على حياتنا، بسبب أن الجميع يستغلونها لنشر افضل لحظات حياتهم، وأنت تقع بسهولة في هذا الفخ، ويبدأ شعور من عدم الرضا عن حياتك يتسلل إليك، لكن الحقيقة أن الناس يميلون لإظهار الجانب الأفضل من أنفسهم، خوفاً من حكم الآخرين عليهم بالفشل، وللرغبة في التفاخر والظهور بمظهر يرضيهم عن أنفسهم.
التدقيق في حياة الآخرين بكل تفاصيلها مضيعة كبيرة للوقت، مقارنة نفسك بالآخرين، ووضع نفسك في موضع الأقل لن يفيدك في أي شيء واعلم أن جميع البشر لديهم مشاكل في حياتهم، لكنهم يميلون لإظهار الجانب المشرق في حياتهم.
4. لا ترهق نفسك في تقديم مشورتك لمن لا يستمع لها.
هل لاحظت في أي من المرات التي كان أحد أصدقائك فيها واقع في مشكلة؟ وأنت كنت تشغل نفسك بها وبالبحث عن حل ربما أكثر منه لتقدم له المشورة، وبعد كل هذا العناء كنت تجده لا يأخذ برأيك ولا يستمع لك.
صدق نيتك ورغبتك في مساعدة صديقك هي ما كانت تدفعك لفعل كل ذلك، الحقيقة أن الإنسان لكي يستمع للمشورة ولأراء الآخرين يجب أن يكون في حالة من الوعي، والإنتباه ليست موجودة لدى كل الناس.
ليس عليك أن تشعر بالتجاهل ولا بخيبة الأمل، بسبب عدم أخذ أصدقائك بمشورتك. وإذا كنت ترغب في تقديم النصيحة لشخص ما، عليك أن تقدمها دون أن تنتظر منه أن يعمل بها، ربما قد يستعين صديقك بمشورتك ولكن الناس جميعاً يحبون التفكير في كل الأطروحات والحلول قبل أن يقدموا على فعل إجراء أو التنفيذ، وأنت تقوم بما عليك فعله فلا تنزعج من عدم الاهتمام بآرائك أو الأخذ بها لان الناس أيضا غير مجبرين على تقبلها.
5. عندما تواجه مشكلة أو موقف صعب يمكنك فقط التحكم في تجاوبك معه.
في حقيقة الأمر أن التفاعل مع مشكلة أو موقف معين أكثر أهمية من الموقف ذاته، مهما كان حجم الموقف، أو ضخامة المشكلة، الموقف الذي يتخذه الإنسان والحالة العقلية التي يكون فيها الإنسان، من اساسيات السعادة في الحياة بشكل عام، ردود الفعل الجيدة في التعامل مع المواقف تنعكس على جميع نواحي الحياة، وتساعد الإنسان أيضاً في تطوير حلول أفضل ووضعية افضل في التعامل مع المواقف المستقبلية.
عندما يقابلك أي موقف تذكر أن لا يكون رد فعلك سريعاً، خذ وقتك وامنح نفسك مهلة لترتيب أفكارك، وتهيئة وضعية عقلية جيدة للتعامل معه. عود نفسك على تقليل تأثير الآخرين على حياتك، نعلم أنه شي صعب لكن استعن بالنصائح السابقة وبقداتك وتدرب على ذلك.