crossorigin="anonymous">

التحفيز الداخلي والخارجي

التحفيز الداخلي هو الذي يأتي من داخل الفرد نفسه، ويكون مدفوعًا بالرغبة الحقيقية في القيام بالنشاط أو السلوك الذي يعتبره ممتعًا أو مفيدًا أو مهمًا بالنسبة للفرد. ويمكن أن يأتي هذا التحفيز من عدة مصادر مثل الشغف بالعمل أو الهواية، أو الاستمتاع بالتحدي، أو الشعور بالإنجاز والتميز، أو الحاجة إلى التعلم والنمو الشخصي.

والشكل الآخر من التحفيز، هو التحفيز الخارجي يأتي من خارج الفرد ويكون في عدة أشكال مثل المكافآت، أو العقوبات، أو الضغط من قبل الآخرين للقيام بالنشاط أو السلوك المطلوب. ويمكن أن يكون هذا النوع من التحفيز فعالًا للتتشجيع على الأداء، ولكنه يعتمد على مصادر خارجية للدفع، ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالضغط والإجهاد.

علاوة على ذلك، يمكن للتحفيز الداخلي والتحفيز الخارجي أن يتفاعلا معًا في بعض الأحيان، حيث يمكن أن يؤثر التحفيز الخارجي على التحفيز الداخلي والعكس صحيح أيضًا. يمكن للشخص أن يحقق أفضل النتائج مدفوعًا بمحفزات داخلية، وويتطور أدائه ويحقق نتائج أفضل بالحصول على دعم خارجي في صورة تشجيع وثناء من الآخرين.

النوعين الرئيسين للتحفيز

كل أشكال وطرق التحفيز التي تدفع الإنسان لفعل كل شيء في حياته تكون إما داخلية أو من مصدر خارجي.

أمثلة على التحفيز الداخلي

  1. التحفيز بتحقيق الكفاءةالتحفيز بتحقيق الكفاءة يعني أن الشخص يشعر بالرغبة الشديدة في تحسين مستواه في مجالات يجيدها ويستطيع القيام بها بكفاءة عالية. وبالتالي، يعمل الشخص بجد لتطوير مهاراته وتحسين أدائه في هذه المجالات، ويحصل على شعور بالإنجاز والرضا الشخصي عند تحقيقه لهذه الأهداف. يمكن لهذا النوع من التحفيز أن يكون داخلياً أو خارجياً، وذلك يعتمد على ما إذا كان الشخص يعمل على تحسين مهاراته من أجل تحقيق أهداف شخصية أو للحصول على مكافآت خارجية مثل الإشادة بأدائه أو الحصول على وظيفة أو منحة أفضل.
  2. التحفيز بالإنتماء

    التحفيز بالانتماء هو رغبة الشخص في الانتماء إلى مجموعات اجتماعية أو منظمات، وتطوير علاقات إيجابية داخل هذه المجموعات، وهو يشكل أحد الاحتياجات النفسية الأساسية وفقًا لنظرية تقرير المصير. ويعتبر التحفيز بهذا النوع يعزز شعور الفرد بالانتماء والاندماج في المجتمع وتعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية، وقد يتمثل ذلك في تشجيع الفرق الرياضية أو الانضمام للجمعيات الخيرية.

  3. التحفيز بالسيطرة على الخيارات وامتلاك زمام الحياة

    التحفيز بالسيطرة على الخيارات وامتلاك زمام الحياة يعني تحفيز الشخصية بإمكانية السيطرة على قراراتها وخياراتها بصورة مستقلة، مما يمنحها الشعور بالتحكم في حياتها ومصيرها. يمتلك الشخص المدفوع بحافز قوي لإمتلاك مصيره ثقة عاليه بنفسه، وقدرة على إتخاذ قرارات جريئة وتحقيق نجاحات شخصية ومهنية عالية.

  4. التحفيز بموقف أو قضية

    هو عندما يتبنى الشخص موقف أو قضية معينة في حياته، مثل السياسيين والمناضلين. أو يتحفز الشخص بتغيير حياة الناس أو مساعدتهم. يمكن أن يكون هذا الشكل من التحفيز مشكلة عندما يقف عقبة في طريق السعادة أو تحقيق أهداف حياته الأخرى.

  5. التحفيز بالإنجاز

    عندما يجد الشخص سعادته في الإنتهاء من الأشياء وانجازها، مثل سعي الشخص للحصول على لقب أو منصب من أشكال التحفيز بالإنجاز، ويكون حصولهم على المنصب أو الوصول لوجهتهم النهائية هو المحرك والمحفز لهم، الأشخاص الذين يحتاجون لتحقيق تقدم في حياتهم المهنية يحتاجوا لأن يكون لديهم التحفيز بالإنجاز.

  6. التحفيز بالمنافسة

    بعض الأشخاص يستمتعون بالأنشطة التي يستطيعوا فيها مقارنة أدائهم مع أشخاص آخرين، والرغبة في الفوز على منافس والشعور بالمتعة والإثارة في كل مرة يحققون فيها الفوز تكون هي القوة الدافعة لهم.

يتحفز الناس داخلياً لأسباب كثيرة وفقاً لطبيعتهم الخاصة وقيمهم. كل الاشياء التي تجد نفسك فيها مدفوعاً من داخلك لتحقيقها وتستمع بها وتجد فيها إثارة، يمكن أن تطوعها لخدمة أهدافك.

 تحفيز خارجي

على العكس من التحفيز الداخلي يكون التحفيز الخارجي مصدره خارج الشخص مثل الحصول على مكافآت أو جوائز أو نيل الثناء أو التقدير، أو تجنب العقاب أو تبعات الأفعال.

أمثلة على التحفيز الخارجي

  1. التحفيز بالمكافأة

    الحصول على مكافأة بعد الإنتهاء من المهمة يجعل الأشخاص أكثر تصميماً على الإنتهاء منها لتلقي المكافأة التي وُعِدوا بها أو توقعوها كنتيجة للقيام بالمهمة.، لتلقي المكافأة في التي وعودوا بها. الدخول في منافسات رياضية أو مسابقات للفوز بجائزة، الاجتهاد في المذاكرة من أجل درجات جيدة، العمل لتلقي ثناء أو مديح.

  2. التحفيز بالخوف

من أقوى أشكال التحفيز الخارجي وأكثرها سلبية فبالرغم من أن إرغام الشخص يجعله أكثر جدية والتزاماً؛ إلا أنها له تأثير سلبي على المستوى النفسي، من حيث تدني إحترام الذات ويزيد من التوتر ويجعل الشخص أقل إبداعا وأكثر تعاسة. عمل الواجبات المنزلي لتجنب عقاب المدرس.

هل التحفيز الداخلي أفضل من  الخارجي؟

بالرغم من أن التحفيز الداخلي أفضل من حيث جودته واستمراريته؛ إلا أن التحفيز بمكافآت خارجية يظل مهماً في بعض الحالات. تفقد المكافأة الخارجية تأثيرها مع الإفراط في استخدامها كمحفز حيث يؤدي الإفراط في استخدام مكافآت لتقليل الدافع الداخلي. بعض الأبحاث أشارت إلى تراجع التحفيز الداخلي وفقدان الأشخاص رغبتهم في أداء المهام وتراجع ادائهم مع استخدام مكافآت خارجية لأنشطة كانوا يستمتعون بالقيام بها بدون مكافآت. لذلك يجب أن تستخدم باعتدال.

أمثلة على حالات يكون فيها التحفيز الخارجي جيداً

  • افتقاد الشخص للمهارات للبدء في القيام بالمهمة.
  • بعض المهام التي تطرأ فجأة.
  • عند تعلم مهارات تفيد الشخص على المدى البعيد.
  • عندما يفتقد الشخص للرغبة في القيام بالمهمة.

هل يمكن تطويع التحفيز الداخلي لخدمة أهداف الحياة وتحقيق حياة أكثر سعادة ونجاحاً؟

نعم يمكن ذلك بمحاولة ربط الأنشطة بالاحتياجات النفسية الأساسية بحيث مكن استيعاب الأنشطة في اطارها، لنفترض مثلا أنك ترغب في تشجيع إبنك على ممارسة الرياضة، فمن الأفضل مساعدته في تحقيق حاجاته النفسية للتحكم في قراراته، والكفاءة، والإنتماء لمجموعات تجلب له السعادة عندما يكون فيها.

أخيراً يقول ادوارد تريسي احد مكتشفي نظرية تقرير المصير مع ريتشارد ريان في أحد لقاءته على تيد” لا تسأل كيف تقوم بتحفيز الآخرين، اسأل كيف توفر الظروف التي تجعلهم يحفزوا أنفسهم”

 

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: