يستسلم البعض لفكرة أن السبب وراء غياب رغبتهم في الإقدام على البدء في تنفيذ مهامهم هو مجرد الكسل أو لعدم إتخاذ القرار بعد، لكن هناك دائماً أسباب ثانوية تقف وراء غياب الحافز، ربما لا نشعر بقوة تأثيرها، أو ربما لا نشعر بها مطلقاً لأنها تختفي في العقل اللاوعي. في هذا المقال سوف نحاول تناول هذه الأسباب ونشرح كيفية التعامل معها.
غياب الحافز هي حالة يفقد فيها الشخص الرغبة في القيام باشياء كان يقوم بها بسهولة من قبل، أو يفقد القدرة على القيام باشياء جديدة. يقل إهتمام الشخص بالقيام بكثير من الأنشطة، نتيجة لشعوره بالملل أو الإرهاق أو سوء حالته المزاجية أو كثرة الضغوط النفسية وكثرة الانشغال.
يعد الدافع بمثابة الوقود المحرك الذي يدفع الإنسان للقيام بكل شيء في حياته.
أسباب غياب الحافز
يعد الدافع بمثابة الوقود المحرك الذي يدفع الإنسان للقيام بكل شيء في حياته. وبغيابه تتأثر رفاهية الشخص وسعادته. وبالرغم من أن هناك عوامل كثيرة تدخل في عملية الحافز، إلا أن هناك أسباب شائعة لغياب الخافز يساعد في عودة الحافز محاولة تفحصها وتاملها والتعامل معها.
غياب الحافز نتيجة للخوف
الخوف من الفشل، الخوف من المجهول، أو الخوف من الخروج من منطقة الراحة، الشعور بالأمان النسبي في الوضع الحالي يقاوم الرغبة في أحداث تغيير. الخوف الذي يعني عدم التهور والاقدام على خطوات غير محسوبة جيد لكن الخوف المبالغ فيه الذي يجعل الإنسان متردداً وبطيئاً في اتخاذ أي قرار أو عمل أي خطوة لتحقيق أهداف مهمة، هو ما يؤثر على الحافز.
عندما يكون الخوف هو السبب في غياب الحافز لديك، أسأل نفسك هل هذا الشعور بالخوف منطقي؟ ولماذا أخاف من حدوث هذا؟ وما فرصة حدوثه؟ سوف تختفي مخاوفك عندما تكتشف أنها غير منطقية.
قد يغيب الحافز لأنك لا تعرف ما الذي تريده بدقة
بدون تحديد أهدافك وامتلاكك لرؤية واضحة عن ما الذي تريد تحقيقه في حياتك، فستجد نفسك تتخبط بين مجموعة من الأهداف والأنشطة تجد فيها نفسك متحمساً في البداية بسبب وجود دافع قوي مؤقت ثم سرعان ما تنخفض طاقاتك ولا تجد في نفسك رغبة في المواصلة.
اذا كنت ترغب في التخلص من العشوائية والتخبط عليك تحديد ما الذي تريده، ولماذا تريده ولماذا هو هام بالنسبة لك،وهل يخدم اهدافك الاخرى في الحياة، وكيف تنظر له في ضوء رؤيتك للصورة الكاملو لحياتك ولمستقبلك.
غياب الحافز بسبب تعارض الأهداف مع القيم والمباديء
عندما يصطدمك هدفك بقيمك ومبادئك، فسوف ينشأ بداخلك صراع داخلي، ينتج عن هذا الصراع الداخلي في الغالب استنزاف للطاقة، والتشتت بسبب كثرة التفكير والرغبة في التراجع التي تأتيك من وقت لآخر.
للتغلب على مشكلة تعارض القيم والمبادئ عليك أن تجعل أهدافك متناسبة مع شخصيتك وقيمك ومبادئك في الحياة، أهدافك يجب أن فيها جانب من المتعة والسعادة واشباع احتياجاتك النفسية. هناك دائماً طرق وحلول لتوظيف مهاراتك وقدراتك في اختيار أهداف تناسبك، فقط فكر ولا تجبر نفسك على عمل شيء يتعارض مع مبادئك
غياب الحافز بسبب غياب التحدي والإثارة
مع تحديد هدف كبير يكون التحدي أيضا كبير ويصيب الإنسان الخوف ويضعف الدافع، ومع الأهداف الصغيرة يأتي الملل ويغيب الحماس.
إذا كانت أهدافك كبيرة يجب أن تكون مهمتك إيجاد طريقة لتحقيقها وازالة العقبات التي تقف في طريقك، إسأل نفسك ما الذي تحتاجه للعمل عليها؟ ما الذي يحب أن تتعلمه؟
إذا كان الهدف صغير انتقل للخطوة التالية في بالبحث عن هدف تجد فيه التحدي الذي يدفعك للتعلم والنمو.
غياب الحافز بسبب الحزن أو الاكتئاب
أحياناً يمر الإنسان بفترات صعبة في حياته يشعر فيها بالحزن أو الإكتئاب، ويغيب فيها الحافز ويزداد الخوف من التغيير ويحدث ارتباك وتقل الثقة في النفس أحياناً.
يحتاج الإنسان في هذه الفترة، للإهتمام بنفسه وبالغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، مع ممارسة الإنشطة المحببه له وأيضاً قد يساعد كثيراً في هذه الفترة التواصل مع أشخاص قريبون والتحدث معهم عن مخاوفهم وما يقلقهم. سينتهي الحزن آجلاً أم عاجلاً وستمر هذه الفترة، والاهتمام بالذات في هذه المرحلة يسرع من عملية التعافي وسيعود الحافز والطاقة من جديد.
غياب الحافز بسبب الوحدة
وفقاً لنظرية تقرير المصير فإن البشر جميعاً لديهم ثلاث احتياجات فطرية أساسية، وهم الحاجة إلى الشعور بالتحكم في حياتهم وخياراتهم، والحاجة للشعور بالجدارة بتعلم مهارات واتقانها، والحاجة للشعور بالانتماء والتواصل، بالانخراط في مجموعات وعمل علاقات يزداد الدافع لتحقيق النمو الشخصي.
احرص على عمل علاقات جيدة، وامنح أصدقائك فرصة للتواصل معك وقضاء وقت معهم. الانضمام لمجموعات تتمارس انشطة تطوعية، والاندماج في مجموعات ذات إهتمام مشابه في مجالات العمل تساعد ايضاً في زيادة الحافز.
غياب الحافز بسبب الإجهاد الشديد
حتى لو كنت تحب ما تعمل عليه ولديك الحافز سيؤثر الإرهاق على الحافز لديك، لذا تحتاج لإعادة شحن طاقتك من وقت لآخر.
للتغلب على غياب الحافز بسبب الإجهاد، احرص على النوم لعدد كاف من الساعات، والغذاء الصحي،وقضاء بعض الوقت في ممارسة هوايتك المفضل وعمل أشياء تحبها، وتجنب تماماً اي شىء يخص عملك في أوقات أجازاتك.
غياب الحافز بسبب عدم وجود خطة وضبابية الرؤية للمستقبل
قد تجد نفسك لا تعرف ما الخطوة التالية بعد أن وصلت لمرحلة في مشروعك، قد يحدث هذا بسبب عدم وجود خطة أو كون الهدف الذي كنت تعمل عليه صغيراً أو سهلاً ولا يحتاج لخطة.
خذ بعض الوقت لعمل خطة وقسم العمل على المشاريع أو الأهداف الكبيرة لمراحل صغيرة، وحدد مواعيد نهائية للإنتهاء من كل مرحلة.