crossorigin="anonymous">

كيف تتأقلم مع اختلاف الآخرين

في الوقت الراهن زادت حدة النقاشات و الاختلافات في امور متعددة تخص كل حدث يمر علينا، و انفتحت ابواب النقاشات على مصراعيها لسهولة وسائل التواصل التكنولوجية المختلفة. أحياناً يكون الأمر صعب لدى الكثيرون منا مع عدم تقبل حقيقة إختلاف الآخرين عنا، والإعتقاد بأن الطرف الآخر مخطىء ما دام لا يشبهنا ولا يرى الواقع او يتعامل مع الحياة من نفس منظورنا.

فقط تأمل قليلاً في حال الطرف الاخر  وانه ايضاً من الممكن ان يكون يراك من نفس المنظور أي انك المخطئ وانك لا تفعل ما يجب. ولا تنس قول الله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” [سورة الحجرات:13]

العالم من حولك مليئ بالأفكار والمعتقدات والديانات والاعراق المختلفة، لذلك ليس من المنطقي رؤية أن اختلاف الآخرين عنك شيء مزعج أو خطأ، وإذا كان الأمر يزعجك يجب أن تقف قليلاً مع نفسك وتفكر في هذا الإختلاف.

وقفة مع نفسك للتفكير في اختلاف الآخرين

تخيل أن هناك مجموعة و لتكن فريق عمل يجتمع لمناقشة امر ما او حل مشكلة في العمل، وكل هذه المجموعة متشابهون في كل شىء من طريقة التفكير ورؤيتهم للحياة للطباع والثقافة وغيرها، كيف ستنتج هذه المجموعة أفكاراً وحلولة مبتكرة إذا كانت على هذا الحال؟

قد يحدث عندما يكونوا مختلفين عن بعضهم البعض، ستجد احدهم ينظر للمشكلة بمنظور اخر جديد و يضع طريقة للحل، تجعل الاخرون يتفاعلون معه و تبدأ تتوالى الافكار و الحلول المختلفة ثم ينتهي الامر بلا شك الى افضل حل على الاطلاق.

كيف تتأقلم مع الاختلاف؟

  • ان تكون مستمعاً جيداً للحوار مع من تراه مختلفاً و فكر فيما وراء الكلمات و تأمل حديثه بوجهة نظر حيادية تسمح لعقلك ان يتقبل ما تسمعه مهما كان مختلفاً.
  • احتواء الموقف او النقاش او الشخص المختلف عنك سينشئ جسراً قوياً للاندماج بمنتهى السلام و التحضر.
  • ضع احتمال حتى لو ضعيف ان الطرف الاخر على صواب ايضاً و اجعلها فرصة لتعلم الجديد.
  • عندما تجد نفسك في مواجهة من يختلف عنك فربما تفكر في ان تسلك طريق الهجوم او على العكس تماماً بأن تسلك طريق الاستسلام ظناً منك ان الاستسلام هو التأقلم. و هذان الطريقتان خطأ. فالصواب هو تقبل الاخر دون الهجوم ولكن لا تفقد بصمة شخصيتك و افضل الحلول هو اثبات ذاتك و اعطي للاخر حرية الرأي و اثبات ذاته هو الاخر، فنحن لا نريد ان التأقلم يأخذنا لدائرة مغلقة و يجعلنا نسعى للتطابق و التشابه. كلُ منا مختلف و كُل منا غير مخطئ لإختلافه.

نصائح للشخص الذي قد يتعرض للتنمر بسبب اختلافه

  • عليك ان تتقبل نفسك و شكلك و معتقداتك قبل ان تفكر في كيفية جعل الاخرين ان يتقبلونك و فكر ملياً في صفاتك المختلفة التي بلا شك تجعلك مميزاً وليس سيئاً، انت اكثر شخص يعرف ان الاختلاف اساس بناء الحضارات و الثقافات.
  • فكرفيما تتشابه فيه مع الاخرين، لانك اذا كنت تشعر انك منبوذاً فذلك سيجعلك تفكر فقط في السبب الذي جعلك منبوذا و ستنسى باقي الصفات التي لا تختلف عن الاخرين، إفعل ذلك لكي تتخلص تدريجياً من احساس انك منبوذا و غير مُرحب بك لتنتقل للمرحلة التالية التي ستضعك على طريق النهوض و الاندماج مع المجتمع.
  • المرحلة التالية هي الثقة، ستحفز ثقتك بنفسك عندما تشعر بالاعتزاز بأصلك و مرجعيتك و كل ماوجدت نفسك عليه و من المؤكد ان اصلك و ثقافتك هي موضع اهتمام بعض الناس.
  • إبدأ في بناء علاقات ناجحة و عرٌف الجميع بثقافتك و عرقك و كن فخوراً بذلك و حاول ان تتواجد مع من يشبهونك في البداية لان ذلك الذي سيعزز قدرتك على الاندماج مع الاخرون مستقبلاً.
  • كن صادقاً وحقيقياً فذلك يجعلك سهل التقبل و يصدقك الاخرون و ذلك ايسر الطرق للتواصل.
  • مع الحفاظ على هدوئك و ثباتك يجب ان تكون حازماً مع المستهزئون و المتنمرون. فا بكل وضوح و حزم عبر عن رفضك طريقتهم و كلماتهم السيئة.

لن يكون هناك شغف للعيش  بدون اختلاف، إذا تشابهنا جميعاً سيعُم الملل. نحن متواجدون على هذا الكوكب لنعيش بسلام و اختلافنا يخلق مجالاً للإبداع.

 

!-- Google Tag Manager (noscript) -->