تأتي أهمية إتخاذ القرارات عندما نطمح لعيش حياة أكثر ٍعادة ورفاهية، فكثيراً من الاوقات كنا على وشك إتخاذ القرار المناسب و تراجعنا فيه لعدة اسباب اهمها عدم فهم ما بداخلنا بشكل جيد او ان ثمة اشياء داخلنا تحتاج لتطوير لكي تخدم قراراتنا أهدافنا وتطلعاتنا في الحياة.
إذا كنت تتطلع ان تكون شخصاً قوياً في إتخاذ القرارات المختلفة فلا مفر من العمل على تنيمة شخصيتك و تطويرها، و هذا النمو سيأخذك بشكل او بآخر نحو التغيير و إكتساب مهارات جديدة و ربما يضعك ذلك في مكان غير مالوف بالنسبة لك و تشعر أنك غير مؤهل للانتقال لهذه المنطقة. وفي بعض الاحيان سينتابك الضيق و الضجر .. فلا تتراجع أبداً.
إعلم جيداً إنك عندما تكون في مفترق الطرق ستجد هناك لحظة محورية قد تشعر فيها باليأس أو الإحباط من كثرة الضغوط والصعوبات التي تؤثر على قراراتك. في هذه اللحظة عليك التركيز على مسارك وهدفك النهائي.
1. إفهم الدور الذي تلعبه عواطفك في دوافع صنع القرار
اللاوعى داخل عقولنا يلعب دوراً كبيراً يعمل بمثابة ضوء توجيه غريزي نحو ابقائنا آمنين و سعداء داخل منطقة الراحة و يبعدك تماماً عن اي قرار يهدد هذا الشعور بالإرتياح. ايضاً عاطفتنا كثيراً ماتقودنا بالحكم على الاشياء بناء على التعلق بالاشياء و الاشخاص و الاحداث اعتمادا على تجارب خُضناها سابقاً.
سنأخذ مثالاً حيوياً وهو المال و انفاقه او إدخاره. بعض الاشخاص يفضلون الإدخار و لا يأخذون قرار السفر لمكان تمنوا كثيراً الذهاب إليه، هؤلاء يعتمدون دائما فقط على الحسابات و دراسات الجدوى لإبقاء مالاً للإدخار و بذلك تحولت عاطفتهم نحو المال نفسه و حب تواجده معهم. و تناسوا تماماً شعور السعادة الذي سيغمرهم عند اخذ قرار السفر و حجز هذه الرحلة التي حلموا بها كثيراً. إن قرارهم لإبقاء المال يتعارض تماماً مع سعادتهم الحقيقية التي ستحققها لهم الرحلة.
عندما تجد نفسك في مفترق الطرق قم بتدوين فقط ما تمليه عليك مشاعرك حتى و إن وجدت نفسك تشعر بالقلق حيال ذلك ، فهذا الشعور يأتي فقط من الاحساس بالتغيير وخروج من دائرة المألوف لديك.
2. إستحضر وعيك و إدراكك في فهمك للتوقعات الكامنة بك.
قد نعتقد إننا نأخذ القرارات التي تخصنا تماماً، و لكن إذا لم تتحرى الدقة فيما تريده انت فقط اثناء إتخاذ القرار ستجد نفسك بكل أسف تفعل السائد لدى من حولك و تنساق لتوقعاتهم الروتينية و الاعتيادية التى بالتأكيد يرفضون عكسها.
نحن نحتاج أن نتعلم كيف نحدد أن ما نقوم به بعيداً عن الانسياق نحو ما يريده المجتمع الذي يحيط بك و ثقافته و نتدرب على فصل أنفسنا عن كل ذلك عندما نقوم بإتخاذ قرارتنا.
3. قُم بإتخاذ القرارات التي ترضي مبادئك و أولوياتك على المدى البعيد.
عندما تفعل ذلك ستشعر دائماً إنك على النحو الصحيح حتى و إن كانت هذه الاختيارات غير مناسبة تماماً للوضع الحالي. لإنك عند الحصول على غايتك مستقبلاً سوف تستطيع النوم بإرتياح و النظر الى المرآة بمنتهى الرضا عن ذاتك.
يجب ان تسأل نفسك هذه الاسئلة إذا وجدت نفسك مقبلاً على إتخاذ قرار تتحقق نتائجه على المدى البعيد:
هل الاختيار الذي قررت أن تفعله يحترم ما تؤمن به و معتقداتك و عادل بالنسبة لك ؟
هل تعتقد أن هذا القرار حقيقي و صحيح و يتسق مع ما تشعر به و مشاعرك تميل نحوه ؟
هل هناك سؤالاً لم تستطع الاجابة عليه اثناء تحديدك لهذا القرار ؟ فلا يجب ان تترك ركناً من أركان القرار لم تقم بفهمه و استيعابه جيداً.
فكر جيداً في ان هذا الاختيار هو الذي ستيتقظ كل يوم لتقضي معظم وقتك فيه، هل تستطيع التكيف معه و تكديس وقتك في العيش فيه و الاستمتاع به أم لا. و إحذر كل الحذر من الصوت الذي يريد ابقائك في منطقة الراحة و يقول لك ان العكس هو المناسب لك الآن. يجب أن تعلم جيداً أن القرار الصائب لا يأتي ربحه و ثماره الآن.
4. لا تتخذ قرارات في حالة صحية أو عاطفية أو عقلية غير متوازنة.
ستكون على النحو الصحيح عندما تؤجل كل قراراتك المصيرية عندما تكون في حالة صحية او عاطفية او عقلية غير مستقرة. فستكون مفتقراً جداً للقدرة على تقييم الأمور و ستكون حتماً متحيزاً لأمر ما ليس هو الأمر الصحيح.
فتأكد أن في الوقت او الوضع الذي يسمح برؤية جميع الجوانب على حقيقتها لكي تستطيع تحديد قراراتك.
5. اطرح الأسئلة التي لا يسألها أحد بما فيهم أنت.
أبحث عن منظورات خارج وجهة نظرك و عندما تقرر و تجد أن كل شئ على ما يرام قُم بوضع إحتمالات للإنهيار.
إطرح الاسئلة التى ترى ان الجميع يتجنبها، و قم بتزويد نفسك ببصيرة أكثر شمولية و ثقة أكثر لتستفيد من نتائج القرار الصحيح.
تأكد دائماً أنك أخترت جميع الموارد و الامدادات المادية و المعنوية وانت تتخذ هذا القرار الآن لكي تتجنب الشعور بالندم مستقبلاً.