طور نفسك نطوير الذات
انت لديك الكثير من المهام التي أنت بالفعل قادر على القيام بها، وهذه المهام ضرورية، ولكنك بدلاً من إنهائها تفضل أن تتركها وتفعل أي شيء آخر غيرها، هذا هو التسويف أو المماطلة. آجلا أو عاجلاً تطاردك تلك المهام إما بسبب ضروريتها الملحة وتأثيرها على إنتاجيتك، أو قد تكون في صورة أفكار تغذي مشاعر الإحباط وانعدام الكفاءة وتدني تقدير الذات وقد تصل للاكتئاب.
بالرغم من أن النتيجة واحدة لكل من التسويف والكسل إلا انهما مختلفان، فبينما يكون الكسل هو حالة من الخمول وعدم المبالاة، فان التسويف هو عبارة عن ترك أداء مهام ضرورية من أجل القيام بأنشطة نبحث فيها عن المتعة ووالإثارة.
كيف تتخلص من التسويف؟
طبيعة العقل البشري يميل للقيام بالأنشطة التي تمنح الشعور بالمتعة والتي يحصل على دفقات من الدوبامين عند القيام يها. لذا فإننا نميل للقيام بالأنشطة ذات الإثارة والمتعة مع تسويف الأنشطة التي قد نشعر بأنها مملة ومواصلة الابتعاد.
اعرف السبب الأساسي الذي يدفعك لترك المهمة
كأي مشكلة فإن إدراك أن هناك مشكلة فيه نصف حل المشكلة، لذا حاول أن تعرف لماذا تحظى بعض أجزاء العمل بالكثير من وقتك وحماسك، لكن على جانب آخر فإن هناك بعض الأشياء تشعر بعدم رغبة في القيام بها؟ مثلاً قد تجد أن تنظيم الوقت السيء هو الذي يجعلك تلجأ للتسويف، لذلك حاول أن تجد خطة بديلة. أما إذا كنت تجد أن هناك مهام مملة لذا تلجأ لتأجيلها سوف يكون أنسب حل هو إيجاد وسيلة مختلفة للقيام بها، وربما يكون التركيز على الجوانب الأكثر إمتاعاً في عملك هو أهم دافع للتخلص من الأشياء المملة بسرعة. أما إذا كنت تقوم بالتأجيل نظراً للشعور بالإرهاق فمن الممكن أن تحصل على استراحة قصيرة من أجل استعادة نشاطك بعد ذلك تقوم بأداء ما قمت بتأجيله.
تأكد من فحص اولوية المهام بالنسبة لك
لأسباب كثيرة يرفض الناس الإعتراف بوجود مشاكل في حياتهم أو يختلقون تبريرات لإقناع أنفسهم بعدم وجود مشكلة. والتسويف كأي مشكلة فإن إدراك والاعتراف بأن هناك مشكلة فيه نصف حلها.
لكن كيف تعرف ان التسويف اصبح بالنسبة لك مشكلة كبيرة؟ إذا كانت اجابتك بنعم على أي من الاسئلة التالية فهذا يعني أنك تعاني من التسويف.
- يومك يحتوي على الكثير من المهمات الصغيرة المؤجلة.
- هناك الكثير من المهام الموجودة في الجدول ولا تتطرق إليها عمداً.
- بمجرد أن تبدأ في تنفيذ المهمة تقوم بالانشغال بأي شيء، مثل ترتيب المكتب أو عمل القهوة.
- القيام بأشياء غير أساسية حتى لا تقترب من الأشياء المؤجلة.
- البحث عن طريقة لتحسين مزاجك من أجل القيام بالمهمة.
إذاً هذه أكثر علامات تسويف المهام الواضحة جداً، وبمجرد أن تعترف أنك تقوم بها ابدأ في تنفيذ الخطوة التالية.
قم بالمهام الأصعب في بداية يومك
نتخيل مثلاً أن الرد على البريد الإلكتروني هو أكثر شيء تجده مملاً في عملك، ويتبع ذلك أنك تحاول تأجيل القيام بذلك لآخر يوم العمل أو لأيام متتالية، إذا وجدت نفسك تقوم بهذا الأمر فأول خطوة للتخلص منه هو القيام به أولاً. لذلك ابدأ بالرد على رسائل البريد الإلكتروني وتخلص من هذه المهمة الثقيلة ولا تجعلها تنتظرك وتطل بشبحها عليك. مهلاً لم ينتهي الأمر هنا، عليك أن تدرب نفسك أن تكون هذه أول مهمة تقوم بها في صباح كل يوم وسوف تتخلص من تأجيلها للأبد.
مشاركة المهام الصعبة مع صديق تجلعها أقل مللاً
مثلاً إذا كنت تجد أن الذهاب إلى الجيم من أكثر الأشياء المرهقة وتقوم بتأجيل تلك الخطوة فأفضل ما يمكنك القيام به هو أن تطلب من أحد أصدقائك أن يكون معك. حيث أننا نستمتع بالكثير من الأشياء عندما نجد أن هناك أشخاص يشاركونها معنا، لذلك سوف تقلل من شعورك السلبي تجاه الأشياء الثقيلة بمجرد أن تتشاركها مع شخص تحبه.
استراتيجيات لمواجهة التسويف مواجهة التسويف
توكد الكثير من الاستراتيجيات الفعالة لمواجهة التسويف والتخلص منه، لكن من المهم أن تعلم أن هذه الاستراتيجيات تحتاج إلى الممارسة بصبر، حتى إن لم تستطع أن تنجح في عملها بالكامل في فترة قصيرة، فمع الوقت سوف تتحول إلى عادات يومية. لذلك احرص على القيام بما يلي:-
- التزم بأداء المهمة بمجرد أن تظهر، لا تتركها لوقت آخر، لكن قم بها في الحال واستمر في ذلك لأطول فترة ممكنة.
- ركز على القيام بالمهمة وليس على تجنبها، لذلك لا تسمح لنفسك بكلمات مثل “سأقوم بها في الوقت المناسب، لابد من التحضير قبل تنفيذها..إلخ” بل عليك أن تدفع نفسك للقيام بها وإنهاء كل الحجج بسرعة.
- كافئ نفسك عندما تنجح في القيام بالعمل المطلوب في الوقت المطلوب، هذا من أفضل الأساليب التحفيزية لتنفيذ الأشياء التي نهرب دائماً من تنفيذها.
- قلل من الأمور التي تؤدي إلى تشتيت التركيز، مثل الهواتف أو مواقع التواصل أو الأصوات الصاخبة من حولك، كل هذه الأمور تجعل المهمة صعبة وثقيلة، لكن بمجرد التخلص منها سوف تحتاج إلى وقت أقل لإنهائها.
