عادة ما يبدو رواد الأعمال الكبار أمام الجمهور بصورة رائعة. فنحن نتصور أنهم قادرون على إدارة أعمالهم دون الضغط على موظفيهم أو أخذ قرارات صارمة، لكن في الحقيقة قد يبدو الأمر مختلفاً. وهذا ما تم الكشف عنه من خلال واحد من الرسائل الإلكترونية التي أرسلها إيلون ماسك لموظفي تسلا. فما هي هذه الرسالة وما الذي احتوت عليه.
رسالة تهديد لموظفي تسلا
ماذا تفعل إذا كنت صاحب واحدة من أكبر الشركات إن لم تكن أكبر الشركات بالفعل عندما يرفض أحد المديرين الرد على البريد الإلكتروني الذي قمت بإرساله؟ بالتأكيد سوف تغضب، ربما تهدد الجميع بالرفد إذا لم يكن هناك حل واضح أو حجة واضحة. إذا كان هذا هو تفكيرك فأنت لم تبعد كثيراً عن ما قام به إيلون ماسك، حيث قام بإرسال بريد إلكتروني لموظفي تسلا أعطاهم فيها 3 من الاختيارات لكي تبرر عدم ردهم على رسائله وتنفيذ أوامره. ربما قد تستغرب من نص الرسالة التي تم نشرها، لكن هذا ما جاء فيها:-
“إذا تم إرسال بريد إلكتروني مني بتوجيهات صريحة ، فهناك ثلاثة إجراءات فقط يسمح بها المديرون:-
- إرسل لي بريداً إلكترونيا يوضح عدم صحة ما قلته. فأحياناً كثيرة أكون مخطئاً.
- اطلب المزيد من الإيضاحات إذا كان ما قلته غامضاً.
- قم بتنفيذ التوجيهات.
إذا لم يتم تنفيذ أي من الأمور الثلاثة سوف يطلب من المدير أن يتقدم باستقالته”.
شركة تسلا
قد يستغرب البعض من أن هذه هي الطريقة التي يعتبر بها إيلون ماسك عن غضبه من عدم تنفيذ أوامره، وقد نظن أن رجل يحاول السيطرة على الفضاء يقوم بحل مشاكله بهذه الطريقة التي نعرفها جميعاً. لكن قد يكون ذلك أكبر دليل على أن هناك الكثير من المشاكل الكبيرة لا يمكن حلها إلا بطرق بسيطة جداً. لذا لا تحاول دائماً ابتكار وسائل خارقة من أجل حل المشكلات، فتلك الحلول الكامنة داخل الصندوق قد يكون لها تأثيراً كبيراً وقد يستغلها الكثير من المبدعين. وفي كل الأحوال طالما مررنا على شركة تسلا، دعنا نتعرف على بعض المعلومات المتعلقة بها.
متى تم إنشاء شركة تسلا؟
شركة تسلا تعتبر أكبر شركة عالمية متخصصة في صناعة السيارات الكهربائية فائقة التكنولوجيا. وقد تم تأسيسها عام 2003 على يد كل من مارتن إبرهارد ومارك ترينينغ. وفي عام 2004 أصبح إيلون ماسك رئيس مجلس الإدارة الخاص بالشركة بعد مساهمته بما يقرب من 6 مليون دولار في تأسيسها.
ما هي القيمة السوقية الحالية للشركة؟
إذاً لعلك تتساءل الآن حول قيمة هذه الشركة في سوق صناعة السيارات الكهربائية، والحقيقة أنه في شهر أكتوبر هذا العام تجاوزت القيمة السوقية للشركة تريليون دولار وبالتالي أصبحت خامس شركة على مستوى العالم في هذا المجال. وقد عقدت تسلا صفقة مع شركة هرتز لتأجير السيارات مفادها بيع 1000 سيارة من إنتاجها وقد ساعد ذلك على زيادة أسهمها إلى ما يقرب من 12.6 %.
هل يحب إيلون ماسك منصبه؟
نأتي هنا إلى واحد من المشاهد الغريبة المتعلقة بإيلون ماسك، فهو رجل يكره الدعاية إلى حد كبير، لذلك فإن شركة تسلا والتي تعتبر من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم لا تمتلك حتى الآن مكتباً إعلامياً. أما مصدر الأخبار المتعلقة بها فهو الحساب الرسمي الخاص بإيلون ماسك على موقع تويتر. فمن خلال هذا الحساب ينشر مجموعة من التغريدات المتعلقة بشركته إو إنجازاتها أو الأخبار المتعلقة بها أو رأيه الشخصي في حدث ما. لكن بالنسبة للدعاية فهو يقول أنها لا تفيد المنتج والأفضل هو توفير الأموال المتعلقة بها وإنفاقها لتحسين شركته.
على جانب آخر في واحدة من تصريحاته أعلن إيلون ماسك أنه لا يحب أن يكون مديراً تنفيذياً لاي شيء، لكنه يفضل أن يكون مهندساً ومصمماً.
في النهاية
إذاً نحن أمام نوع فريد من رواد الأعمال، هذا الرجل الذي يبعث برسائل تهديد ولا يحب الإدارة ولا يملك مكتب إعلامي لشركته، لكنه في نفس الوقت يخطط لمشاريع لغزو الفضاء ويفكر في أول قاعدة سوف يتم إنشاؤها على القمر، ويعيب على شركة ناسا أنها لا تبذل الأموال والطاقة المطلوبة من أجل إنشاء حياة على المريخ. كل هذا يجعلنا نتساءل حول الطريقة التي يدير بها ماسك أعماله، لكن أيضاً الطريقة التي تفكر أنت بها إذا أردت أن تكون واحد من رواد الأعمال في عالمنا الحالي.