عندما كنت طفلاً وكنت تحاول تعلم المشي وتسقط كنت تنهض مجددا لتكرر المحاولة دون كلل أو ملل، على الرغم من التأذي من السقوط والشعور بقليل من الألم، لم تستسلم ولم تتوقف لتخبر نفسك، أنك لست مؤهلا للمشي.
في الواقع أن الإستسلام وتعلم الخوف من الفشل، نكتسبه في مرحلة ما من مراحل الحياة، عندما نستسلم للخوف من الإحراج أمام الآخرين، ونتمسك بهذا الخوف ونظل مرتاحين ونفعل فقط ما نجيده بحثاً عن شعور بالامان، ولكن هذا يحرمنا من استغلال كافة امكانياتنا وتجربة أشياء جديدة، لأننا في الواقع بحاجة لارتكاب الأخطاء وتكرار المحاولة ولكي يصبح الإنسان متميزاً فيما يفعله عليه أن يكون أكثر استعداداً للتجربة والفشل.
كيف تتغلب على الخوف من الفشل
اذن فاننا لكي ننجح علينا تكرار المحاولة والفشل ولا نجاح بدون فشل، السؤال إذن كيف كيف نفعل ذلك؟ يمكن فعل ذلك بالتركيز على الأشياء التي لنا سيطرة عليها وترك الأشياء خارج السيطرة، عند التفكير على هذا الأساس نحصل على راحة البال اللازمة بعد التخلص من القلق الناتج عن الأشياء خارج سيطرتنا.
على سبيل المثال الأفكار الداخلية أو الصوت الداخلي الذي يخيفك من المحاولة والفشل، هو شيء خارج عن السيطرة يمكن تركه جانباً والتركيز على الأشياء التي لنا سيطرة عليها، مثل العمل أو المهمة التي نعمل عليها، يجب عليك فقط التركيز على المحاولة والتكرار والإستمرار.
نأتي بعد ذلك للجزء الأهم في الخوف من الفشل، وهو ردود الفعل من الناس والخوف من الإحراج. بالطبع من الجيد الحصول على ردود فعل جيدة وهو شيء محفز ورائع، ولكن على العكس منه ردود الفعل السيئة قد تكون مخيفة لنا أحياناً، للحد الذي يمحو فيه رد فعل سلبي واحد العشرات من ردود الأفعال الإيجابية، لكن ماذا تفعل مع رد الفعل السلبي؟
ردود فعل الآخرين مثل الأفكار السلبية؛ أشياء ليس لنا سيطرة عليها، لذا فهي أيضاً تحتاج لتركها جانباً والتعامل معها بلا مبالاه، لأن الحصول على رضا جميع الناس وموافقتهم شيء مستحيل.
كلما شعرت بالخوف من الفشل عند الإقدام على تجربة أو عمل شيء احرص على تحديد إذا ما كان يخيفك شيء خارج عن سيطرتك أو تحت سيطرتك، وتعلم تجاهل كل ما هو خارج عن سيطرتك والتعامل فقط مع الأشياء التي لك سيطرة عليها. وتعود على قياس نجاحك بالقدرة على فعل الأشياء بغض النظر عن ما بها من أخطاء