على اختلاف المواقف والمراحل المختلفة في حياتنا بالتأكيد سوف نختبر مجموعة متنوعة من المشاعر، مثلاً شعور الغيرة من المشاعر التي لا يمكن لأي إنسان على وجه الأرض أن يعيش حياته دون أن يمر به ويختبره في الكثير من المواقف. لكن الغيرة تعتبر سلاح ذو حدين، إما أن تكون بمثابة طاقة تدفعنا إلى تغيير حياتنا للأفضل، أو تكون بمثابة عثرة تقف في طريقنا وتجعلنا نتراجع إلى الوراء ألف خطوة. إذا كيف نتعامل مع هذا الشعور ونحوله إلى شعور إيجابي؟
كيف نتعامل مع الغيرة بطريقة إيجابية؟
في البداية لابد أن نتفق أن شعورك بالغيرة لا يعني أنك إنسان سيء على الإطلاق، فهي في الأساس شعور إنساني موجود في طبيعتنا، لكن المشكلة تكمن عندما نثبت حياتنا عند حدود الغيرة ولا نحاول أن نفهم لماذا نشعر بها. ذلك لأن الغيرة بمثابة تنبيه من المخ يشير لنا ناحية شيء نحتاج أن نصل إليه، وهنا إذا كنا أسوياء بدرجة كبيرة سوف نأخذ هذا الشعور ونتعامل معه كدافع لتطوير أنفسنا، لكن إذا تعاملنا معه بصورة سلبية من خلال الشعور بالدونية وأن الحياة لا تعطينا ما نريد فهذه هي لحظة النهاية. لذلك عندما تشعر بالغيرة قم بما يلي:-
حدد سبب الغيرة
مثلاً إذا حصل زميلك في العمل على ترقية وكنت أنت على نفس الدرجة الوظيفية، بالتأكيد سوف تشعر بالغيرة. لكن بمجرد أن يعتريك هذا الشعور لا تتوقف عنده، قل لنفسك أنك لا تشعر بالغضب لأن هذا الشخص حصل على الترقية، حيث أن الغضب أو الألم غير متعلقين بالشخص، لكن بما تريد. إذاً عندما تعترف أنك كنت تريد الحصول على هذه الترقية سوف يأتي دور الخطوة الأخرى.
حدد مكانك وتحرك ناحية هدفك
ها أنت ذا في أول خطواتك بدأت تتعامل مع السبب الحقيقي للغيرة وهو أنك تريد الحصول على ترقية، لذا الخطوة التالية تكمن في سؤالين، الأول هو “ما هي الأشياء التي لم تجعلك كفؤ للحصول على الترقية؟”، أما الثاني فهو “ما هي الخطوات التي سوف تضعها لتطوير نفسك لكي تكون مؤهلاً لهذه الترقية؟”.. عندما تبدأ في وضع الخطوات الصحيحة فإنك بهذه الطريقة تكون قد حولت نار الغيرة إلى نور تبدأ به طريقك إلى الأمام. لكن هناك الكثير من الخطوات الأخرى.
حدد نقاط قوة الأطراف الأخرى
جزء مهم من مهمتك هو التركيز على نقاط قوة الأشخاص الذين حققوا الأشياء التي تريد الحصول عليها. مثلاً لو أخذنا المثال السابق حول الترقية في العمل، فعليك أن تبدأ تحديد نقاط القوة التي يتمتع بها زميلك مثلاً، هل يعمل لساعات إضافية؟ هل لديه لغة مختلفة؟ ما هي المهارات التي جعلتهم يختارونه بدلاً منك؟ هل مهاراته الاجتماعية أفضل؟ ما هي الطرق التي يسلكها من أجل تطوير ذاته؟ ما هي الأشياء التي يقوم بها وجعلته المميز والأفضل؟. وبهذه الطريقة سوف يكون لديك الكثير من الأهداف التي سوف تنهي شعور الغيرة تماماً وتحويله لطاقة شحن للحصول على ما تريد.
ابدأ في العمل على نفسك
إذا حددت لماذا تشعر بالغيرة وما هي الأشياء التي تريد أن تصل إليها والخطوات التي سوف تساعدك على ذلك ثم توقفت،سوف تبدأ مشاعر الغيرة في السيطرة عليك وسوف تطرد كل الخطوات الإيجابية التي قمت بوضعها. أما الحل هو أن تبدأ فوراً ولا تترك لعقلك فرصة لكي يشعر بالتراجع والتشتت، بعد أن تعرف ما هي أهدافك قم بوضع جدول لتنفيذها على الفور، إذا شعرت بالتراجع والاستسلام قل لنفسك أن هذا الزميل أخذ مكانك لأنه لم يستسلم أبداً ولم يشعر بالكسل من أجل تحقيق أهدافه.
كن فخوراً بما تقوم بإنجازه
أرض الواقع أحياناً تكون غير ممهدة، وهذا يجعل الأمر أحياناً أصعب، لكن أن تكون فخوراً بما تقوم به سوف يعطي لك دفعات قوية للأمام. دعونا نطرح الأمر بشكل أكثر واقعية. تخيل أنك تريد أن تحصل على نفس فرص زميلك في الترقية، وأنك بدأت فعلا تعمل على تحسين قدراتك وتطويرها، لكن قد تجد مثلاً أن زميلك يعمل في وظيفة واحدة لأنه ليس لديه أطفال، بينما أنت تعمل في وظيفتين لأنك مسؤول عن أسرتك، بالتأكيد هذا ليس سبب للتراجع عن أهدافك، لكن كن متصالحا مع نفسك فيما تحققه حتى لو كان يحدث على مدى أطول من المطلوب. طالما أنك تبذل المجهود المطلوب من أجل تحقيق حلمك فلا تجلد ذاتك على بعض الأشياء التي لا تحدث، سوف تحصد نتيجتها بشكل مختلف في يوم من الأيام.
اقترب من الأشخاص الذين تشعر بالغيرة تجاههم
تحويل الغيرة إلى صداقة هو أفضل طريقة للتخلص منها، لأن وجودنا في مساحة بعيدة عنهم سوف تسمح لنا ببناء بعض التصورات السلبية، مثلاً سوف نبرر أن نجاحهم حدث صدفة، أو أنهم يقومون بتملق أصحاب المناصب الأعلى من أجل الحصول على ترقية. لكن العكس سوف يحدث عندما نقترب منهم، سوف يكونوا مصدر إلهام لنا، وسوف نبدأ في التعرف على النقاط الإيجابية عندهم، وربما يكونوا هم أكثر
الأشخاص الذين يساعدوننا على التقدم للأمام، وليس من العيب إطلاقاً أن نطلب منهم مد يد العون في الأشياء التي نحتاجها من أجل تحقيق أهدافنا.