طور نفسك نطوير الذات
قبل أن أبدأ كتابة هذه السطور اتخذت قرارًا بأن أعد لنفسي كوبًا من الشاي، ثم تصفحت الفيسبوك في أثناء إعداده، صببت الشاي وأكملت تصفح على الهاتف، انهيت كوب الشاي وأنا أتصفح الهاتف بينما كنت أعددته أصلًا لأحتسيه حيث أبدأ البحث لإعداد المقال، هذا هو التسويف الذي أقصده، أعلم أن علي تسليم المقال في وقت محدد ومع هذا لم أبدأ إلا بعد أن أوشك الوقت على النفاذ.
يعد التسويف من الأمور التي يمكن أن يمر بها كل البشر في بعض الأوقات، فأحيانًا يشعر الشخص بالملل أو الإرهاق وهنا عليه أن يعرف السبب وأن يعالجه، ولكن ما أود الكلام عنه تحديدًا في السطور القادمة هو عندما يصبح التسويف أسلوبًا للحياة، عندما يؤجل المرء كل أعماله مهما كانت هامة وعاجلة.
يعد التسويف أحد أكبر العقبات التي تحول بين الشخص وتحقيق أهدافه، كما أنه يتحول لما يشبه “أسلوب حياة” فيمتد لحياة الإنسان العملية، ولعلاقاته ويؤثر على حياة الإنسان العملية، وعلى علاقاته.
الخطوات الأولى للتغلب على التسويف
-
الاعتراف بالمشكلة
أول خطوة لحل أي مشكلة، هو الإعتراف بوجودها، قد يقع الشخص في فخ إيهام نفسه بأسباب غير عقلانية لتسويفه، مثل أن تأجيله لتلك المهمة راجع لانتظاره الوقت الصحيح، أو أن هناك بعض الأدوات التي تنقصه لفعله، كل المبررات التي تجعلك تفكر بأن التسويف لأسباب خارجة عن ارادتك سوف تقف في طريقك لحل المشكلة.
-
افهم السبب
ها أنت قد اعترفت أنك بالفعل تعاني من التسويف، فما هي الأسباب؟ لا تعرف كيف تبدأ أو تعرف كيف تنفذ المهمة، أو أنك لا تدير وقتك بطريقة صحيحة وتضيعه في التسلية واللعب، أو انك لست لديك الدافع الكافي ليجعلك تبدأ، أم تتوقع الفشل وتخشى البدء. بمعنى أن تتفحص لتكتشف السبب الحقيقي وراء عزوفك عن القيام بالمهمة. معرفة السبب سيجعلك تنتقل للخطوة التالية.
-
قم بوضع خطة للتغلب على التسويف
إن كان التسويف سببه الخوف من الفشل، ضع خطة واضحة للاستعداد الجيد ودراسة الموقف جيداً. وإذا كان تسويفك راجع لعدم وجود وقت، قم بإدارة وقت بشكل جيد وتخلص من الأشياء التي تضيع وقتك.
خطوات عملية للتغلب على التسويف
بعد أن اعترفت بالمشكلة وعرفت سببها وقمت بوضع خطة لتتجنبها، إليك بعض النصائح البسيطة العملية التي يمكنك القيام بها حتى يبتعد شبح التسويف عن حياتك مطلقاً :
-
لا تفكر في الماضي
سامح نفسك على التسويف في الماضي، فبأي حال أنت لم تعد تملك حياله شيء، كما أن عدم التفكير في الماضي يخفف عنك مشاعرك السلبية ويشعرك بالإيجابية تجاه نفسك، وابدأ بقولك نحن أبناء تلك اللحظة الراهنة ومنها نبدأ.
-
تذكر إيجابيات المهمة
تذكر دائمًا الجزء الإيجابي في أي عمل تقوم به وما ينتج عنه من إيجابيات على حياتك الشخصية، مثلًا تذكر عن البدء في عملك أنك بالنهاية ستحصل على قدر من المال هام جدًا ليعينك على حاجات الحياة، أو أنك ستحصل على الكثير من الخبرة بعد الانتهاء من هذا العمل، تلك الأمور الإيجابية تساعدك وتحفزك على القيام بعملك فورًا بدون تأجيل ومماطلة.
-
تعلم إدارة الوقت
التسويف يعني خسارة الوقت بشكل كبير، فالمهمة التي يجب أن تقضى في ساعة فإنها بعد التسويف يمكن أن تقضى في يوم كامل، لأن عندما تبدأها تسوف بأنك بعد الانتهاء من كذا وبعد فعل كذا وهكذا حتى يضيع الكثير من وقتك.
-
قسم المهمة
لا تبدأ في المهمة ككل لأن ذلك الأمر يجعلها صعبة كما أنه يؤدي إلى تضييع الكثير من الوقت، دعني أسرد لك أمر شخصي، عندما بدأت في كتابة تلك المقالة قسمت الوقت إلى ساعة للبحث عن المعلومات بعد النتهاء تمامًا منها، سأبدا في الكتابة لو كنت بدأت الكتابة والبحث في أن واحد كنت أضعت الكثير من الوقت.
-
انجز المهام الصغيرة
انجاز المهام الصغيرة يخفف الكثير من الأعباء من فوق كاهلك ن كما أن من شأنه أن يشعرك بالإنجاز بأنك قمت بالانتهاء من بعض الأمور الموكل إليك.
-
استخدم خداع العقل
اخدع عقلك بأن المهمة التي تود القيام بها يمكن تأديتها بسهولة وانها ليست بكل التعقيد الذي تعتقده.
كان لدي صديقة عندما تزوجت كان أكثر ما يكدرها في الأعمال المنزلية هو تنظيم الملابس في الدولايب بعد غسلها، تقول أنها كانت تتجنب غسل الملابس بسبب تلك المهمة، تقول بعدها أنها تجنبت ذلك الشعور بأن تختار مقطوعة موسيقية تسمعها في أثناء تأدية المهمة التي قالت بعد ذلك أنها لم تتجاوز العشر دقائق فقط.
-
ابعد عن المشتتات
ما أكثر وسائل التشتت التي تحيط بنا اليوم!
تخلص من كل وسائل التشتت من حولك عندما تبدأ بأداء مهمة، إن كنت تعمل من المنزل ابعد هاتفك عنك، وأغلق الإشعارات، وحدد وقت محدد لتصفح البريد الإلكتروني، وابعد عن التفاز، ابعد عن كل ما ياخذ من وقتك بعيدًا عن المهمة التي عليك تأديتها.
-
كافئ نفسك
تشجيع النفس له أثر طيب في النفس ويحفز الشخص على استكمال طريقه، اختر ما تحب ليكون مكافأة لك عند الانتهاء من مهمتك.
-
احذف المهام غير المهمة
هناك الكثير من الأمور التي يقوم بها الشخص كي يتجنب القيام بمهمته الأساسية العاجلة ، عليك أن تعرف تلك المهام وتحذفها تمامًا من قائمة يومك.
-
التفويض
أحيانًا كثرة المهام تضع الفرد في ضغط فلا يقوم بأي منها، لذا لا بأس بتفويض بعض المهام لغيرك من الأشخاص، يمكنك أن تفوض لأحد مهمة شراء الخضراوات أو مهمة توصيل الأبناء إلى النادي .
بالنهاية، تذكر دائمًا أن الوقت هو الحياة وأن التسويف وتأجيل المهام يعني أنك تضيع الكثير من حياتك دون جدوى.
