ما هي المهارات الناعمة؟ وما أهميتها في سوق العمل؟

في سوق العمل شديد المنافسة اليوم، قد لا يكون امتلاك المهارات الفنية؛ أو التقنية وحده كافياً للتميز في سوق العمل. يبحث أرباب العمل بشكل متزايد عن أشخاص أصحاب مهارات تواصل قوية لانجاز أعمالهم، لذا فقد تزايد سماع مصطلح مهارات الشخصية؛ أو المهارات الناعمة في سوق العمل.

يشير مصطلح المهارات الشخصية إلى مجموعة من الصفات والسلوكيات الشخصية التي تمكن الأفراد من التواصل بشكل فعال مع الآخرين، والتي تمكن الشخص من العمل في مجموعات والتناغم مع فريق بشكل يرفع من كفاءة الشركات.

يمكن أن تشمل مهارات الشخصية الاتصال وحل المشكلات وإدارة الوقت والقيادة والقدرة على التكيف وغيرها الكثير. في هذه المقالة، سوف نستكشف أهمية مهارات الشخصية في بيئة العمل، وكيف يمكن أن يساعد تطوير هذه المهارات الأشخاص في النجاح في حياتهم المهنية.

ما هي أهمية مهارات الشخصية ولماذا يبحث عنها أرباب العمل؟
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، يعتمد 85٪ من النجاح الوظيفي على امتلاك مهارات الشخصية، بينما يعتمد 15٪ فقط على المهارات الفنية أو التقنية. تسلط هذه الدراسة المهمة الضوء على أن النجاح في مكان العمل يتطلب أكثر من مجرد الخبرة التقنية والمعرفة المتخصصة. عندما يتعلق الأمر بالعمل الجماعي والتواصل وإدارة الوقت وإدارة الموارد، تلعب مهارات الشخصية دورًا مهمًا في تحقيق النجاح.

في حين أن الخبرة الفنية مهمة بلا شك، إلا أنها ليست كل شيء لتحقيق النجاح في مكان العمل. لذلك، يجب أن يكون تطوير مهارات الشخصية جزءًا لا يتجزأ من أي خطة تطوير مهني للأفراد الذين يسعون إلى النجاح في حياتهم المهنية. من خلال تحسين مهارات الشخصية، يمكن للأفراد تعزيز قدرتهم على التفاعل بشكل فعال مع الآخرين، وقيادة الفرق، والتكيف مع المواقف المتغيرة، وحل المشكلات بكفاءة.

في هذه المقالة بعض النصائح والاستراتيجيات لتحسين المهارات الشخصية وتحقيق النجاح في مكان العمل.

ما هي أهم المهارات الناعمة؟

يمكن أن تقسم المهارات الناعمة لعدة مجموعات ومنها:

1. مهارات التواصل

وهي المهارات التي تمكن الشخص من التواصل بفاعلية مع فريق العمل ومع الجمهور.

• ومن أهم مهارات التواصل: مهارة التحدث بطلاقة، والاستماع الفعال، والقدرة على تحفيز الآخرين.
• الإستماع الفعال وهو القدرة على الإستماع بدون تحيز أو احكام لفهم الاحتياجات والمخاوف.
• التكيف مع الجمهور، وهي القدرة على تتغيير اسلوب التواصل واللغة لتتلائم مع الجمهور.
• تقديم الآراء والأفكار بشكل يحسن الاداء، والتفاعل الإيجابي.
• التواصل اللفظي وغير اللفظي:بالإضافة إلى التفاعل بكلمات، تشمل مهارات التواصل التواصل غير اللفظي مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد.

2. مهارات التنظيم والتخطيط

تلك المهارات تجعل المرء قادر على تخطيط وتنظيم العمل والوقت الذي يعد رأس المال الحقيقي لأي شركة.

ومن أهم مهارات التنظيم والتخطيط والتي تسعى الكثير من الشركات لضم الأفراد الذين يمتلكونها: مهارة ترتيب الأولويات،ومهارة إدراة الوقت، والالتزام بالمواعيد.

3. مهارات العمل الجماعي

لا أحد يحب أن يضم لفريق عمله شخص لا يقدر على العمل وسط مجموعة لأن هذا قد يضر بالفريق بالكامل وبإنتاجيته. تعد مهارة التعاون والقدرة على بناء فريق عمل من أهم مهارات العمل الجماعي.مهارة العمل الجماعي تجعل بيئة العمل ممتعة للجميع ويكون اداء الجميع في تلك البيئة مرتفع

4. مهارات التأقلم والمرونة

التأقلم مع بيئة العمل ومع ظروف العمل المختلفة وكذلك عدم التحجر والقدرة على المرونة من أهم المهارات الناعمة اللازمة لسوق العمل. ومن أهم مهاراتها: مهارة العمل تحت ضغط، وتقبل النقد، والعمل في بيئات مختلفة ثقافيا.

5. مهارات التفكير الناقد

وتلك المهارة تضمن قدرة الفرد على الحكم على الأعمال والبحث عن الحلول. من ضمن أشهر مهارتها: القدرة على توليد الأفكار، النقد البناء.

6. مهارات إدراة الأزمات

لا تخلو بيئة العمل من وجود بعض الأزمات، ولذلك فإن الموظفين القادرين على حل تلك الأزمات والبحث عن حلول تكن لهم أولوية في أي فرصة عمل. تعد القدرة على إيجاد الحلول أهم مهارات إدراة الأزمات.

7. مهارات التفاوض

من أهم المهارات حيث توضح قوة الفرد على عرض وتسويق الأفكار والمشاريع الموكلة إليه. وتعد مهارات الاقناع والعرض والتقديم من أهم مهاراتها.

كيف تكتسب المهارات الناعمة؟

بعد أن أوضحنا أهمية المهارات الناعمة لا بد أنك أيقنت أهمية أن تمتلكها لذا إليك بعض الطرق:

1. قم باختيار مهارة ناعمة واحدة لتحسينها، فلا يمكنك تحسين كل المهارات التي تنقصك معًا في وقت واحد.
2. ابدأ بمراقبة من يمتكلون تلك المهارة مثلًا إن كانت تنقصك مهارة الاستماع فراقب من يقومون بالاستماع جيدًا وراقب هل يقومون بتدوين ملاحظات في أثناء كلام الآخرين؟ هل لا ينشغلون بهواتفهم أثناء الاستماع؟ لتعرف الطرق العملية لتطبيق تلك المهارة.
3. اعرف هدفك من تحسين تلك المهارة وما يعود عليك من فائدة إن قمت بتحسينها.
4. ابحث عن طرق عديدة لتعلمها فيمكنك أن تختار بعض الكورسات أو أن تقرأ بعض المقالات أو الكتب عنها وعن طرق إتقانها.

وهكذا نكون أوضحنا لك أهمية المهارات الناعمة في سوق العمل وفي حياتك، لذا فأبدأ من الآن في تحسين وتطوير مهاراتك الناعمة.