مع وفرة المعلومات المتاحة عبر الانترنت، أصبحت المواد التعليمية عالية الجودة متوفرة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية. وبالرغم من ذلك فإن الاستفادة من هذا الكم الهائل من المعرفة اصبح تحدياً مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي والمواد الترفيهية بشكل غير مسبوق ايضاً.
تعليم نفسك بنفسك والقدرة على اختيار ما يناسبك يحتاج لبعض الحكمة بحيث انه اصبح مهارة في حد ذاته كلما تمكنت منها، زادت قدرتك على تطوير كافة نواحي حياتك.
ما هو التعلم الذاتي وما هي فوائدة
التعلم الذاتي هو ممارسة للحصول على معرفة جديدة أو مهارة خارج الدراسة المدرسة أو الأكاديمية. وفيما يلي بعض فوائده:
- يساعد في تطوير المعرفة والمهارات خارج نطاق التعلم الرسمي، ويسمح للشخص في التعمق في المجالات التي تهمهم، وتساعده في تطوير خبراته بالشكل الذي يمكنه من ايجاد فر أفضل في سوق العمل.
- يوفر القدرة على تجربة تعلم فريدة باختيار المادة العلمية واختيار اسلوب التعلم والتقنيات المناسبة للتعلم بما يتناسب مع القدرات الشخصية.
- هام للتقدم الوظيفي، حيث يوفر القدرة على الاطلاع على كل ما هو جديد في مجال الصناعه، والتكيف على المتطلبات الجديدة في سوق العمل، ويبقي الشخص في حالة تحديث دائم لمهاراته وقدراته.
- يعزز الشعور بالجدارة والاعتماد على الذات، حينما يصبح الشخص قادرًا على تحسين نفسه، والشعور بالتقدم والانجاز مما يساعد في زيادة الحافز والثقة في النفس.
5 استراتيجيات لاحتراف التعلم الذاتي التعلم الذاتي
1- ضع أهداف تعلم واضحة
مع وجود كم هائل من الكورسات والمواد التعليمية من السهل أن تجد نفسك تتشتت وتنتقل من كورس لآخر لمجرد أنك شعرت بالملل، أو ظهر لك كورس أو مادة تعليمية أفضل في “في رأيك”. لذا قبل البدء في رحلة الذاتي الخاصة بك، خذ الوقت الكافي للتفكير في الأهداف والأسباب التي تدفعك لتعلم هذا الشيء، ومدى تأثيره عليك واستفادتك المرجوه منه. يساعدك ذلك في التركيز على هدفك ويبقي الحافز لديك قائمًا أثناء عملية التعلم.
من الهام أيضًا تقسيم عملية التعلم لمراحل صغيرة مع تحديد موعد للانتهاء من كل مرحلة. سوف يسمح لك ذلك بتنظيم وقتك، ومتابعة ادائك وتسهيل عملية التعلم، كما يبقيك على الطريق وينمي لديك الشعور بالانجاز الذي ستشعر به بعد الانتهاء من كل مرحلة، هذا الشعور سيكون له أثر تحفيزي كبير عليك.
2- ابحث عن مصادر ذات جودة عالية
قبل البدء في عملية التعلم يجب عليك أن تبحث عن مصادر تعليم ذات جودة عالية. للحصول على مصادر تعلم جيدة:
- استخدم المنصات التعليمية على الإنترنت مثل Coursera أو Udemy أو Khan Academy أو edX. تقدم هذه المنصات مجموعة واسعة من الدورات التي يدرسها خبراء في مختلف المجالات.
- اسأل الأصدقاء والزملاء أو الخبراء في المجال الذين يمكنهم اقتراح مواد تعليمية ذات قيمة عالية.
- راجع المراجعات والتقييمات من متعلمين سابقين، للتأكد من جودة المادة التعليمية ومدى توافقها مع اسلوبك المفضل في التعلم.
3- ادر وقتك بفاعلية
تلعب إدارة الوقت دورًا حاسمًا في التعلم الذاتي. قم بإنشاء جدول زمني يتيح وقتًا مخصصًا لأنشطة التعلم. قم بتحديد أهداف التعلم الخاصة بك وتخصيص فترات زمنية محددة للدراسة والبحث والممارسة. تجنب التشتت وأنشئ بيئة تعلمية مناسبة تعزز التركيز والتركيز.
4- اعرف طريقة التعلم التي تناسبك
لكل شخص اسلوبه الخاص في اكتساب المعلومات. يتعلم بعض الأفراد بشكل أفضل من خلال المساعدات المرئية، بينما يفضل البعض الآخر النهج السمعي أو الحركي. قم بتجربة تقنيات التعلم المختلفة وابحث عن ما يناسبك بشكل أفضل. ادمج الرسوم البيانية والمخططات والبودكاست والأنشطة التطبيقية والمناقشات الجماعية في عملية التعلم الخاصة بك. الاستفادة من أنماط التعلم المختلفة سيحسن استيعابك وفهمك واحتفاظك بالمعلومات..
5- استخدم الانترنت
استفد من توافر مجموعة واسعة من التكنولوجيا والموارد عبر الإنترنت للتعلم الذاتي. قم بالوصول إلى الكتب الإلكترونية والدورات عبر الإنترنت والبرامج التعليمية المرئية والمنصات التفاعلية التي تتناسب مع اهتماماتك وأهدافك. انضم إلى المجتمعات عبر الإنترنت والمنتديات أو مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي ذات الصلة بمجال دراستك للتواصل مع الأفراد الذين يشاركونك نفس الاهتمامات والتعلم من تجاربهم واكتساب الحماس بفعل التواجد في محيط أشخاص يشاركونك نفس اهتامامتك في التعلم.
في النهاية، فإن في التعلم الذاتي العديد من الفوائد التي تمكن الشخص من تحقيق نموه الشخصي والمهني، من خلال بالمرونة التي يوفرها في التعلم، وباستراتيجيات تعلم بسيطة يمكن للشخص أن يحقق الكثير من التقدم ويستغل كل موارده لاحداث أفضل تغيير في حياته.