crossorigin="anonymous">

7 دروس من كتاب كيف تفشل في كل شيء تقريبا ثم تحقق النجاح الكبير

هل من الممكن أن يكون مفتاح النجاح هو في الواقع القدرة على المرونة في مواجهة الفشل؟ سكوت آدمز، مبتكر سلسلة الرسوم الهزلية الشهيرة ديلبرت، يستعرض هذه الفكرة غير التقليدية في كتابه كيف تفشل في كل شيء تقريبًا ولا تزال تفوز بشكل كبير: نوعًا ما قصة حياتي. يمزج هذا الكتاب بين السيرة الذاتية، دليل تطوير الذات، وفلسفة الحياة، ليصبح مرشدًا ملهمًا لأي شخص يبحث عن طريق أكثر وضوحًا وسط فوضى الحياة وتقلباتها.

“إذا لم تفشل أبدًا، فإنك لم تعش أبدًا.” حقيقة أن الفشل أمر مر به الجميع لا مفر منها. الجميع قد فشل، والجميع سيفشل مجددًا. إنه جزء طبيعي من كوننا بشرًا. إن تحقيق أي شيء ذو قيمة في الحياة لا يخلو من الصعوبات. ليس كل جهد يؤدي إلى النجاح، ولكن عندما تقبل الفشل كجزء من الرحلة، فإنك تمنح نفسك القوة للاستمرار. استمر في المحاولة—مرة تلو الأخرى—حتى تصل إلى وجهتك.

رسالة آدمز تبدو بسيطة لكنها ثاقبة: النجاح لا يتعارض مع الفشل، بل قد ينبثق منه. لنلقِ نظرة على أبرز دروس هذا الكتاب وكيف يمكن أن تغير طريقة فهمنا للفشل والنجاح.

1. الأهداف مقابل الأنظمة: التركيز على العملية

أحد الأفكار الأكثر تميزًا في كتاب آدمز هو نقده لمفهوم الأهداف. نحن غالبًا ما نحدد أهدافًا محددة باعتبارها مفتاح الإنجاز، لكن آدمز يعتقد أن التركيز على الأنظمة—وهي العمليات اليومية المستدامة—أكثر فعالية.

الأهداف محدودة بطبيعتها، وعند تحقيقها غالبًا ما نشعر بالفراغ أو الضغط لتحديد هدف آخر. في المقابل، تتيح الأنظمة فرصة للتحسين المستمر. على سبيل المثال، بدلًا من تحديد هدف لخسارة وزن معين، يمكنك بناء نظام يركز على ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الطعام الصحي.

الأنظمة تمنحك الشعور بالنجاح بغض النظر عن النتيجة النهائية. فهي تحول حياتك للأفضل من خلال بناء عادات إيجابية، حتى لو لم تصل إلى الهدف الأصلي. عندما تبني نظامًا، تصبح عملية الإنجاز ذاتها جزءًا من حياتك اليومية، مما يجعلك تشعر بالتقدم والإنجاز المستمر.

2. قوة تكديس المهارات

يقترح آدمز مفهوم “تكديس المهارات”، وهو مزيج من عدة مهارات جيدة، قد لا تكون استثنائية بمفردها، لكنها معًا تخلق قيمة مميزة. ليس عليك أن تكون الأفضل في مهارة واحدة، بل يمكنك أن تصبح مميزًا بجمع مهارات مكملة.

بالنسبة لآدمز، لم يكن رسامًا أو كوميديًا من الدرجة الأولى، لكن مزيج الفكاهة، الرسم، والمعرفة التجارية مكّنه من ابتكار ديلبرت. وبالمثل، يمكن مثلًا لمزيج من البرمجة والتسويق أن يجعلك لاعبًا بارزًا في عالم التكنولوجيا.

الفكرة هنا ليست فقط النجاح المهني، بل أيضًا تبني عقلية التعلم المستمر. كل مهارة جديدة تضيفها إلى مجموعتك تقوي أدواتك للتكيف مع صعوبات الحياة. عندما تجمع بين المهارات، تصبح قادرًا على الاستفادة بالترابط بين المجالات المختلفة، وهو ما يفتح أمامك أبوابًا كثيرة للفرص والابتكار.

3. الطاقة تتفوق على الشغف

عادةً ما نسمع نصيحة “اتبع شغفك”، لكن آدمز يرى أن الطاقة هي المحرك الحقيقي للإنجاز. يشير إلى أن الشغف غالبًا ما يظهر بعد تحقيق النجاح، وليس قبله.

بدلًا من البحث عن شغفك، ركز على الأنشطة التي تعطيك طاقة إيجابية. سواء كانت وظيفة، هواية، أو وقتًا مع أشخاص تحبهم، استثمر في ما يعزز طاقتك. الطاقة تمنحك القدرة على المثابرة والاستمرار حتى في الأوقات الصعبة.

إدارة الطاقة تشمل أيضًا الاهتمام بصحتك. يركز آدمز على أهمية الغذاء، الرياضة، والنوم كعوامل رئيسية لدعم الطاقة الجسدية والعقلية. فبدون طاقة، حتى أفضل الخطط تفشل. بناء حياة متوازنة مليئة بالطاقة يعني أيضًا تعلم كيفية التعامل مع التوتر والضغوط اليومية بطريقة صحية.

4. احتضان الفشل كفرصة للتعلم

الفشل في كتاب آدمز ليس عقبة بل أداة تعليمية. يسرد قصصًا عن مشاريعه التي فشلت وأحلامه التي لم تتحقق. لكن كل فشل كان خطوة نحو تعلم شيء جديد أو اكتشاف فرصة أخرى.

يشجع آدمز على رؤية الفشل كجزء من عملية النمو. بدلاً من الخوف منه، تعامل معه كمصدر للتعلم وتحسين الاستراتيجيات. كل إخفاق يقربك خطوة من النجاح. عندما تقبل الفشل، تتحرر من خوفك من المحاولة، مما يفتح أمامك المجال لتجربة أشياء جديدة وتوسيع آفاقك.

5. الأنانية الإيجابية

يدعو آدمز إلى نوع من الأنانية البناءة، حيث تضع نفسك في المقام الأول لتعزيز قدراتك وصحتك وأهدافك. هذه الأنانية ليست إهمالًا للآخرين، بل وسيلة لتكون في وضع يسمح لك بمساعدة الآخرين لاحقًا.

كما يقول المثل، “لا يمكنك أن تصب من كوب فارغ”. العناية بنفسك تضمن أن تكون في أفضل حالاتك لتقديم الدعم لمن حولك. هذه الفكرة تسلط الضوء على أهمية التوازن بين الاهتمام بالذات والاهتمام بالآخرين.رج

عندما تهتم بصحتك الجسدية والعقلية، تبني أساسًا قويًا يمكنك الاعتماد عليه لمواجهة تحديات الحياة وتقديم العون لمن حولك بطريقة أكثر فعالية واستدامة.

6. دور الحظ واستعدادك له

رغم اعترافه بدور الحظ في تحقيق النجاح، يؤكد آدمز أنه يمكنك تحسين فرصك من خلال العمل المستمر واتخاذ القرارات الذكية. بناء الأنظمة، تعلم مهارات جديدة، والحفاظ على طاقتك يعزز احتمالات أن تكون جاهزًا للفرص عندما تظهر.

التحضير الجيد يعني أنك عندما تظهر فرصة غير متوقعة، تكون في وضع يمكنّك من الاستفادة منها. في النهاية، النجاح هو نتيجة مزيج من الحظ والاستعداد.

7. الفكاهة كأداة للتعامل مع الحياة

يرى آدمز أن الفكاهة ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل هي أداة للتعامل مع تحديات الحياة. الضحك يساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة ويذكرك بأن الحياة فيها ما يستحق الابتسام.

استخدام الفكاهة يعيد التوازن لعقلك،بما يمنحك القدرة على مواجهة مشاكل الحياة بروح أخف وأكثر إيجابية. كما أنها تتيح لك رؤية الأمور من منظور جديد، مما يساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة بمرونة أكبر.

الخاتمة

كيف تفشل في كل شيء تقريبًا ولا تزال تفوز بشكل كبير ليس مجرد كتاب عن المساعدة الذاتية أو السيرة الذاتية، بل هو دعوة لإعادة التفكير في الطريقة التي نرى بها النجاح والفشل. من خلال التركيز على الأنظمة، اكتساب مهارات متنوعة، وإعادة صياغة مفهوم الفشل، يمكننا جميعًا بناء حياة أكثر مرونة وإبداعًا.

في المرة القادمة التي تواجه فيها إخفاقًا، تذكر أنه ليس نهاية الطريق. وأن فشلك يعني أنك خطوت خطوة جديدة في طريقك للنجاح. عندما تحتضن الفشل كجزء من رحلتك، ستكتشف أنه ليس فقط ضروريًا للنجاح، بل يمكن أن يكون مصدرًا للتطور  والإلهام. فالنجاح، في النهاية، هو مزيج من المثابرة، المرونة، والاستفادة من الفرص التي تأتي في طريقك.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->