crossorigin="anonymous">

قصة نجاح اغنى رجل فى الصين

لابد وأنك قد سمعت بتلك القصة التي تحكي عن “علي بابا” والأربعين حرامي، والجملة الشهيرة والتي تعد من أشهر جمل قصص “ألف ليلة وليلة” وهي جملة ” إفتح يا سمسم” لتنفتح بعدها أبواب المغارة علي الياقوت والمرجان والزمرد وغيرها من الأحجار الثمينة، هذا بالظبط ما خطر ببال بطل قصتنا اليوم “جاك ما” عندما كان يختار إسما لموقعه الجديد وكان يريد أن يجعله سهلاً ،وصعب النسيان ومتداول بين مختلف الشعوب والثقافات حيث يخدم هذا الإسم رؤيته العالمية للموقع الناشيء ويكسر به حواجز الجغرافيا واللغة بين البلاد المختلفة فوقع أختياره علي إسم ” علي بابا” لتبدأ من هنا قصته مع الشهرة والمليارات …. إني أحدثك في هذه المقالة عن ” جاك ما ”  أو “ما يون” مؤسس موقع ” علي بابا”.

طفل من الصين

ولد “جاك ما” في 15 أكتوبر عام 1964، في هانغتشو بمقاطعة تشيجيانغ الصينية جنوب شرقي الصين، ونشأ في أسرة فقيرة، وكان له أخ أكبر وأخت صغرى، نشأ هو وإخوته في وقت كانت فيه الصين الشيوعية معزولة تماما عن الغرب، وغير منفتحة علي العالم. كان “ما” طفلا  هزيل البنية، ورغم ذلك  وفي أحيان كثيرة كان يدخل في معارك مع زملائه، ويقول عن ذلك الأمر “لم أكن أبدا أخاف خصومي من المعارضين الذين كانوا أكبر مني سنا”، عاش طفولة عادية جدا ككل الأطفال الصينين في تلك الفترة، وكانت له هوايات عديدة   وغريبة في نفس الوقت، منها إنه  كان يحب أن يجمع الصراصير ويجعلها تتصارع فيما بينها، كما إنه كان قادر علي تمييز حجم ونوع الكريكيت فقط من خلال الصوت .

زيارة جاك نكسون لمدينة هانغتشو

في عام 1972 كان للرئيس الأمريكي جاك نيكسون زيارة إلي الصين وفي تلك الزيارة قام بالمرور علي مدينة هانغتشو مسقط رأس “ما” وتعتبر تلك الزيارة نقطة تحول في حياة هذا الطفل بحيث أصبحت مدينته وجهة سياحية لمختلف الزوار من مختلف أنحاء العالم وهو ما دفعه لركوب الدراجة يوميا لمدة 8 سنوات متتالية  لما يقرب الساعة  للوصول إلي الفندق القريب منه وذلك ليحتك بالسياح ويتمرن جيدا علي تحسين لغته الإنجليزية , ومن هنا بدأ يعرف بأسم “جاك ما” بسبب أحد السياح الذي اطلق عليه هذا الإسم.

إخفاقات متتالية

لم يكن مشوار “جاك ما ” في الحياة ممهدا بالورود فقد نشأ في بيئة منغلقة وأسرة فقيرة , كما أن سوء الحظ لازمه فترة طويلة من بعد تخرجه من المرحلة الثانوية. فقد حاول التقدم للهجرة إلي أمريكا حوالي 30 مرة ولكنه رفض، تقدم للجامعة مرتان ورفض وفي الثالثة تم قبوله بجامعة تعد من أسوء الجامعات في منطقته، حاول التطوع في الشرطة الصينية ولكن تم قبول كل دفعته إلا هو ، تمني أن يعمل بكنتاكي المشهورة ولكن تم قبول كل من معه في التقديم إلا إثنين كان هو واحد منهم . ولكن كل هذه الإخفاقات وسوء الحظ لم يمنعوه من المثابرة للوصول إلي ما يتمناه .

بداية جاك ما في سياتل

بعد إنهاء فترة الجامعة عمل ” جاك ما” بتدريس اللغة الإنجليزية لمدة خمس سنوات بمرتب متدني ما بين 12 إلي 15 دولار شهريا , وهو ما دفعه للإتجاه نحو الترجمة بتأسيس شركة خاصة بالترجمة بجانب عمله كمدرس بالجامعة، ومن خلال عمله كمترجم سافر مع شركة صينية إلي سياتل في رحلة عمل، وهنا كانت أول مقابلة حدثت بين “جاك ما” وبين الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” والذي تعرف إليها من خلال أحد أصدقاءه.

ولاحظ ” جاك ما”عدم توافر المعلومات عن بلده الصين وكذلك المنتجات الصينية المختلفة علي شبكة الإنترنت وهو ما جعله يفكر في طريقة يعالج بيها هذا النقص في المعلومات عن بلده ومنتجاتها .

بعد عودة جاك، استقال من وظيفته، واقترض من أقاربه ما يقارب ألفين دولار لتأسيس شركة لتصميم المواقع ليسد هذا النقص في المعلومات ، وسمى الموقع “صفحات الصين”. فى هذ الوقت لم يكن ل “جاك ” أي دراية بالإنترنت أو تصميم المواقع .

إفتح يا سمسم

كان  “جاك” يحلم  دائما أن يؤسس شركته الخاصة في مجال التجارة الإلكترونية ، ولذا وفي شهر فبراير من عام 1999، دعى 17 من أصدقائه إلى شقته، وتحدث معهم لمدة ساعتين عن فكرته وأقنعهم بالاستثمار معه في شركته والتي أطلق عليها إسم “علي بابا”، ليضع الجميع ثقتهم وأموالهم معه، حيث جمعوا حينها قرابة 60 ألف دولار لتأسيس موقع “”علي بابا”.

وكما قولنا في بداية المقالة كان إختيار “جاك ” لهذا الإسم نابع من رغبته في أن يكون اسم موقعه سهل التذكر ومرتبط بجميع الثقافات واللغات ومرتبط كذلك بقصص ألف ليلة وليلة عن الكنوز والثروة والتي تفتح بجملة واحدة “إفتح يا سمسم”.

كان مقر الشركة الناشئة في شقة  جاك الخاصة، ولم ينتقل منها إلا بعد حصوله على تمويل مالي قدره 5 ملايين دولار من مجموعة “جولدمان ساشس” الاستثمارية في نهاية عام 1999، ثم جاء  التوسع التالي بعد حصولهم على تمويل يبلغ 20 مليون دولار في عام 2000.

كان  جاك يؤمن بشيء ثابت وراسخ وهو : “رؤية عالمية، ربح محلي و العميل أولا” و كان تركيز الشركة منصبا على مساعدة قطاع الأعمال الناشئة والصغيرة والمتوسطة على الربح. ويري  جاك أن هذه الرؤية هي التي ضمنت لموقعه الإستمرار حتى الأن ، في الوقت الذي  ركزت فيه المواقع المماثلة الأخرى على الشركات الكبرى لكسب المال بسرعة ، كما ركزت “علي بابا” على جودة الخدمة، وعلى تحقيق هدف بسيط، وهو “اضغط لتحصل على الخدمة”.

جاء انفجار فقاعة مواقع الانترنت في عامي 2000 و 2001، لتضطر شركة “علي بابا” أن تسرح بعض العاملين لديها، حتى أنه في عام 2002 كان المال المتبقي في أرصدة الشركة يكفيها فقط لتستمر في العمل لمدة لا تتجاوز عام ونصف، وكان العديد من المشتركين في الموقع يستعملون خدماته مجانا بدون أي  مقابل مالي، وبذلك لم يعرف فريق العمل كيف يحصلون على المال.

هذا الأمر دفع “جاك” للإتيان  بمنتج جديد يستطيع مصدرو الصين تقديمه بشكل يلبي احتياجات المشترين، ألا وهو موقع “تاو باو” الصيني الشهير والذي جاء لينافس موقع ” إي باي” في السوق الصينية  ، الذي كان يدخل السوق الصينية بهدوء وقتها.

ومع مرور الوقت تحسن دخل الشركة  كثيرا، حتى أصبح “علي بابا” اليوم من الشركات عالية الربح، فأصبحت الشركة تقدم  العديد من الخدمات مثل خدمة البريد الإلكتروني، ونظام الدفع الإلكتروني (علي باي)، ونظام مزايدة (تاو باو)، وسوق عالمي يجمع البائع والمشتري (علي بابا)، وموقع لتبادل إعلانات (علي ماما)، وغير ذلك من الخدمات الإلكترونية المختلفة .

” علي بابا” في سباق العالمية

جاء منتصف عام 2005 ليشهد القفزة الكبيرة  للشركة، حيث دخلت ياهو في شراكة مع “علي بابا”، في صفقة قدرها 1 مليار دولار وبذلك وصلت القيمة الإجمالية لشركة علي بابا 4 مليار دولار.

,واتفق مع ياهو علىحصول ياهو على 40% من أسهم علي بابا، في مقابل استحواذ على بابا على النسخة الصينية من موقع ياهو ، هذه الملكية قدرت قيمتها بمقدار 700 مليون دولار.

“جاك ما” الملهم

يعتبر”جاك” شخص ملهم للكثير من الشباب هذه الأيام، ويستمع طلاب الجامعات لمحاضراته بكل اهتمام وشغف، وهو دائما  ما يقوم بنصح الشباب بأخذ زمام الأمور بأيديهم، والتحرك لإطلاق مشاريعهم الخاصة للتعامل مع الظروف الإقتصادية السيئة، بدلا من انتظار الوظائف الحكومية أو الخاصة.

وذكر في أحد أحاديثه بأن أكبر الثروات في العالم حققها أشخاص إستغلوا الفرص المتاحة، وأكد ان العالم فى فترة مابعد الازمة الاقتصادية العالمية يكون ارضا خصبة لاطلاق المشارع الجديدة.

“جاك ما ” والتنحي عن الإدارة

تنحّى جاك عن منصبه كمدير تنفيذي لمجموعة علي بابا في بداية العام 2013 وذلك للتركيز بشكل أكبر على قضايا البيئة والتعليم في الصين، فرغم أنه مايزال أحد أكبر مساهمي الشركة إلا أنه قرر الاهتمام بشكل خاص بمجال مكافحة التلوّث المنتشر بشكل كبير في الصين والذي يتعتبره السبب الحقيقي في وفاة وخسارة العديد من الأشخاص من حوله فصب إهتمامه نحو التوعية ومكافحة كل أشكال التلوث في الصين .

لك أن تعرف  أن ثروة جاك وصلت إلى ما يقارب21.9 مليار دولار، حيث  أنه تم تصنيفه كأغنى شخص في الصين، وكذلك يحتل المرتبة 34 بين أغنى أغنياء العالم، وذلك وفقاً لمجلة بلومبيرغ، والمؤكد هو أن مؤسس “علي بابا” عرف صعودا صاروخيا إذ كان لايملك قبل عشرين عاما تقريبا  إلا 60 ألف دولار فقط.

ويخبرنا  جاك أن أهم شيء في حياته هو فعل شيء يؤثر إيجابيا في حياة العديد من البشر، وفي تطور بلده “الصين”.

 

 

 

 

 

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: