هل سمعت عن قصة الحذاء الأحمر؟
إن لم تسمع عنها وهذا مستبعد فدعني أوضح لك نبذة عن هذه القصة الخيالية التي رواها المبدع “هانز كريستيان أندرسن” عن فتاة يملؤها الطموح أن تقدم رقصة بزوج أحذية حمراء.. جلبت الحذاء عبر احتيالها على تلك العجوز العمياء التي ترعاه، وذهبت للرقص. في البدء كانت السعادة تغمرها، لكنها في نهاية الأمسية كانت متعبة وأرادت العودة للبيت. لكن الحذاء الأحمر.. لم يكن متعباً. وفي الحقيقة فالأحذية الحمراء لا تتعب مطلقاً. أخرجها لترقص في الشوارع، وعلى الجبال وفي الوديان. وعبر الحقول والغابات، طوال الليل والنهار. الوقت يمضي، والحب يمضي، والحياة تمضي، ولكن الحذاء الأحمر يكمل رقصه حتى أصبحت الفتاة عالقة لهذا الحذاء قد وصلت لنقطة شارفت فيها على الموت من شدة الجوع والإرهاق.
لأول وهلة عند سماعنا لتلك القصة قد نسخر من تلك الفتاة التي ظلت حبيسة شغفها بالحذاء حتى خارت قواها! ولكننا إن قمنا بالتأمل سنجد أنفسنا نفعل ذلك حتما، نقوم بالسعي وراء الأشياء التي نظنها مصدر سعادة ولكننا في النهاية نتجه إلى مسار خطير لا ندركه.
هناك إحدى الدراسات التي وجدت أن الأشخاص الذين يعانون من الرضا الوظيفي في المؤسسات الناجحة الكبرى ليسوا موجودين بالفعل، بل أنهم قد يعتبرون عملهم كمعبر حتى يحصلون على الأعلى ويسعون للأكثر من ذلك.
كما وجدت دراسة أخرى أن الشعارات الرنانة المخصصة لتسويق الوجبات السريعة قد تؤثر على عقل الإنسان اللاوعي وتجعله دائما ما يبحث عن الوجبات السريعة لكسب الوقت متجاهلا الوجبات الصحية التي ستعود عليه بالنفع بحجة نفاد الصبر.
علينا أن نكون حذرين للغاية عندما نقوم بخلق عادات جديدة لأن عاداتك هي أنت. قم باختيارات صحيحة تمكنك من عيش حياة أكثر وضوحا وإيجابية لتكن متسقا مع نفسك ومع من حولك.
1- ابتعد عن الأشخاص ذوي التأثير السام.
إذا كانت شعارات التسويق للوجبات السريعة كفيلة بأن تجعلك لا تتحلى بالصبر عند شعورك بالجوع للقيام بالتوجه إليها فما بالك بالأشخاص ذوي التأثير السام. الأشخاص “ذوي التأثير السام” ليسوا بالضرورة أشخاص سيئين، بل هم يجدون أنفسهم عالقين في وضع لا يستطيعون الخروج منه، وليس لديهم البصيرة لرؤية ما وراء صراعاتهم الخاصة، وغالباً ما يجعلونك تشعرين بحالة أسوأ عند التحدث معهم، مهبطين مستوى الطاقة لديك، تاركين اياك محبط ومكتئب، لاحظ كيف يشعر جسمك بعد التحدث معهم، لا سيما صدرك والمعدة التي تعتبر المناطق التي تحمل التوتر والقلق لمعظمنا. هناك فرق بين شخص يشاركك مشاكله وتحدياته وشخص يشكو باستمرار. هؤلاء الأشخاص يعملون على إحباط أفكارك، ويتساءلون دائماً عما تفعله، قد يقولون شيئا مثل: “حسناً، ربما يجب ألا تغير وظيفتك فلديك الكثير من الأمن الوظيفي هنا، ماذا عن المنافع أو التقاعد الخاص بك؟ “هذا أمر شائع جداً في بعض الأحيان وينم عن دهاء صعب الاستشعار، على الرغم أن الامر قد يبدو وكأنهم يقدمون لك المشورة، ولكنهم في النهاية يقومون بوضع مزيد من الشكوك في رأسك لأن أفعالك قد تزيد مخاوفهم الخاصة وانعدام الأمن لديهم.
2- لا مزيد من الأجهزة الذكية عند ذهابك للفراش.
يرى بعض الخبراء أن إبقاء المصابيح في وضع التشغيل في المساء يمكن أن يكون له تأثير في بيولوجية أجسامنا. وقد كشفت دراسة أجرتها جامعة هارفرد أن التعرض لضوء الغرفة الذي توفره مصابيح الفلورسنت حتى وقت متأخر من الليل قلل مستويات الميلاتونين وهذا قد يجعل الخلود للنوم صعباً.
والمصابيح العلوية “أو مصابيح السقف” ليست الوحيدة التي تخلق هذا التأثير. ففي أوائل هذه السنة، أشارت ورقة نشرت في “المجلة الأمريكية للطب الوقائي” لما يلي: “أظهرت الدراسات حالياً أن مستويات الإضاءة التي توجد عادة في المنزل في المساء، أو تنبعث من شاشات الكمبيوتر والحواسيب اللوحية يمكنها إخماد إفراز الميلاتونين”.
ونحن لسنا بحاجة حتى للتعرض الكثيف للضوء لكي نبلغ هذه المرحلة المؤذية لصحتنا. ففي العام 2011 ذكرت دراسة أن التعرض للضوء المنبعث من شاشات الكمبيوتر لمدة 5 ساعات قبل وعند النوم أثر سلباً في الساعة البيولوجية بتأخيرها لإفراز الميلاتونين.
وأشار الباحثون الذين أعدوا هذه الدراسة في جامعة بازل بسويسرا إلى حاجة هذه النتائج لتجارب بحثية أكبر لتدعيم نتائجها، لكنهم أكدوا أنها تثير بعض النقاط المقلقة. أما بخصوص التلفاز فإذا كان بعيدا عنك بما فيه الكفاية فلا بأس بتشغيله.
3- قم بتقدير ما تمتلك.
الامتنان هو أساس السلام والسعادة، فلا تختزل السعادة في الثروة والسحر والمغامرات أو السيارات أو مختلف سلع الرفاهية، كن قنوعا تكن أغنى وأسعد الناس. ليس معنى أنك لا تستطيع احتساء المشروبات الباهظة أو تناول الكافيار أنه لا يمكنك الاستمتاع بتناول الوجبات اللذيذة. قم بتناول المياه الغازية والهوت دوج مع رفقائك واستمتع بوقتك. لا تخدع نفسك بالتفكير بأنك في حاجة للكثير من الأشياء لتكون سعيدا، فالسعادة الحقيقية هي أن تكون قنوعا وراضيا بما تمتلكه بالفعل.
4- الأشياء ليست كما تبدو عليه دائما.
وما نراه نحن كحقيقة، ربما يكون في الواقع حقيقة أخرى، ولكن في خيالنا نحن فقط! … الأمر لا يتعلق فقط ب ” الخداع البصري “. ولكن الخداع البصري هو الوجه المرئي من الموضوع. كثير من الأشياء نجتهد جدا لنفعلها، ولكنها من زاوية اخرى تبدو مختلفة بطريقة عجيبة. كثير من الثوابت التي نأخذها كما هي. ستكون المفاجأة كبيرة لو بدا لنا ان الحقيقة ليست بالضرورة كذلك! … هذه دعوة. لإعادة التفكير في ” الحقائق”. فاذا لم يكن كل ما تراه عيناك ” اللتان تعتقد انهما لا تكذبان” صحيحا بالضرورة.. فكيف بما يأخذه قلبك ” بعاطفته ” … او عقلك ” بتحليلاته المبنية على حقائق مفترضة ”
5- ابدأ حتى لو كان اعتقادك أن الفشل هو مصيرك.
معظم الكاتبين يقومون بتقضيه الكثير من الوقت لتبادل الأفكار في الاجتماعات التي تقووم على المستوى الشخصي أو المؤتمرات، حتى أنهم قد يقومون بالكتابة وهم يعلمون أن تلك الوريقات لن يكون مصيرها النجاح. ولكنهم يفعلون ذلك بسبب إيمانهم أن الأفكار عندما تتوافد فلا شك إن مصيرها سيكون التطور ولكن فقط هي تأخذ وقتها. طبيعة النفس البشرية تميل إلى التوقف حتى يحين موعد البدء لأننا نعرف أن أفكارنا ليست مثالية ولكن هذا أعظم خطأ نقوم بارتكابه في حق أنفسنا. فكيف سيمكننا إنتاج شيئا عظيما إن لم نقوم بالبدء بالأساس لخص الكاتب “جودي بيكولت” على أهمية تجنب الكمال تماما: “يمكنك تحرير صفحة سيئة، ولكن لا يمكنك تحرير صفحة فارغة.”
6- كن منظما.
كن منظما يتوفر لك الكثير من الوقت. هل تأملت كم مرة تلمس الأشياء قبل استخدامها بسبب ارتباكك وعدم تنظيم أفكارك وتنظيمك للأشياء من حولك؟ نحن نقوم بلمس الأشياء من مرتين إلى ثلاث مرات قبيل استخدامها فعلى سبيل المثال نقوم بتلقي رسائل البريد ثم نضعها على منضدة الطعام ومن ثم نقوم بأخذها من أعلى المنضدة لنقوم بوضع الطعام للعشاء، وقد نستغرق الكثير من الوقت لنتمكن من البحث عنهم مجددا. كن منظما وأترك أشياءك في مكانها أو حدد مكان للأشياء الصغيرة حتى تكون مرجع لك عند بحثك عنها، وإلا ستفقد الكثير من الوقت والكثير من المجهود في لا شيء.
7- قم بتجميع الأشياء التي تحدث أثرا داخليا.
هل قرأت اقتباس ما تردد صداه داخل قلبك وأردت الاحتفاظ به إلى الأبد؟ هل هناك سترة محببة إليك تعلم متى قمت بارتدائها في فصل الشتاء؟ هل تكتب الخواطر التي تتبادر بالمجيئ إلى ذهنك؟ قم بجمع جميع الاشياء ذات الصدى المحبب إلى نفسك وقم بتوثيق كتاباتك المحببة في كتيب واجمع المقتنيات المحببة لك في مكان يمكنك الرجوع إليه بانتظام.
8- افعل شيئا يُذكّرك بمن تكون.
انه ليس سرا أننا نميل إلى نبذل قصارى جهدنا على الأشياء التي نحب القيام به. استغرق بعض الوقت من اليوم وافعل شيئا حقا تحبه. وترك كل الشكوك. وقم بالحصول على بعض المتعة.
9- ببساطة قل لا.
تظهر الأبحاث التي قد أجريت في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو بأنه كلما كان صعبا عليك أن تقول لا، كلما زاد الضغط النفسي والإرهاق والاكتئاب.
لقد حان الوقت لنتوقف عن ترددنا ونكون حاسمين لتنفيذ من قوة ” لا ” لقد تعودنا على أن نجيب بـ ” نعم ” أمام أي شخص وتجاه أي شيء، فانتهى بنا الأمر إلى فقدان أنفسنا ووقتنا وفي بعض الحالات نتائجنا ومستقبلنا، نحن نمثل العدو الأول لأنفسنا عندما نجيب بـ ” نعم ” على كل طلب أو اقتراح، ونقع ضحية قراراتنا النمطية عندما نجيب بنعم، فعندما نفشل في أن نقول للآخرين ” لا ” فإننا نقع تحت التأثير السلبي للموافقة الدائمة، وندعو الآخرين لاتخاذ قرارات والقيام بأعمال والتصريح بقول لا توافق رغباتنا.
10- كن واقعيا في تحديد أهدافك.
كم من الناس في شهر يناير يقولون بأنهم سيفقدون 30 رطلا من وزنهم بحلول شهر مارس! اجعلها قابلة للتحقيقِ، الأهدافُ وإنْ كان فيها تحد؛ إلا أن فيها واقعيةً، فإذا كانت أهدافُك لا يمكن تحقيقها، فإنّ ذلك يعني الإحباطَ واليأسَ، والأهدافُ التي هي بعيدةٌ عن متناولك؛ من المحتمل أن تحققها إذا استخدمت التدرج التصاعدي، وقد يمتد معك الهدف قليلاً، وقد يتطلب مزيداً من العزيمة والإصرارِ، ولكنْ مع مضي الوقتِ، ستحقق الهدف.
قم بتطبيق الخطوات السابقة لتغيير حياتك
شخصيتك هي نتاج اختياراتك ومواقفك الحياتية، وكذلك السعادة. توقف عن ملاحقة الأشياء التي تظنها ستجلب لك السعادة وابدأ في تحقيق السلام النفسي والسعادة الخاصة بك عبر تصالحك مع نفسك، كن قنوعا تكن أغنى الناس.