crossorigin="anonymous">

هل يصعب عليك ممارسة التأمل.. إليك بعض التقنيات تمنحك فوائده.

 

 

“إن هدف التأمل ليس التخلص من التفكير أو القلق، بل هدفه أن يجعلنا أكثر وعياً بأفكارنا وعواطفنا، ويمكننا من أن نتجول بداخلهم دون أن نعلق بهم”

إنها حقيقية، ففى الوقت الأخير صار التأمل من أكثر الأشياء التى يبحث الناس عنها، وبدأ ينتشر الإيمان بأهميتها وفوائدها التى نحتاجها، ليس فقط لتصفية الذهن والتخلص من القلق لكن لمحاولة إكتشاف أفكارنا الحقيقية وبناء وجهة نظر للحياة حولنا، إنه وسيله جيدة لمنحنا السلام الداخلى بعيداً عن الصراع الذى يكتنف العالم أجمعه. لكن ماذا إن وجدت نفسك غير قادراً على التأمل؟ أظن أن الأمر يحتاج إلى كفاح مستمر ومحاولة لكى تحافظ على تلك الحالة.

لاشك أن التأمل صار من أكثر الأشياء المساعدة على إكتشاف الذات وتطويرها، ولكن ماذا إن وجدت نفسك غير قادر على التأمل؟ تحاول مرات ومرات الدخول إلى ذاتك والتنفس بعمق حتى تبدأ الرحلة معها لكنك لاتستطيع؟  فبينما تجلس وتربط ساقيك عكس اتجاهمها وتغلق عينك وتأخذ نفساً عميقاً وتحاول التركيز فإذا بالعكس يحدث لك تماماً، تبدأ فى التعرق وتنتابك رغبة قوية فى تحريك جسدك، وبالرغم أنك عازم على التأمل الا أن جسدك يرتجف ويصبح وكأنه آتى من الغرق.

فى البداية تقول أن ذلك يحدث نتيجة لبعض القلق والأفكار التى تحدث فى الحياة، ولكن حين تفتح عينك ستجد أن الرغبة فى ترك التأمل كبيرة عندك وانك تريد أن تنهى تلك اللحظة، وكلما حاولت إقناع نفسك بأهميته وانك فى حاجة لممارسته الا انك ستفشل فى التعمق فى حالته مرة اخرى.

لذا هناك بعض التقنيات الجديدة التى ستاعدك على التخلص من تلك الحالة ومعاودة ممارسة طقوس تأملك مرة أخرى، وهذه التقنيات كالآتى:-

أولاً:-  السير مع الألحان.

نحن جميعاً نسير لكل ننتقل من مكان إلى أخر، ولكننا قلما مانسير فقط بهدف السير، او بهدف تحقيق المتعة من ممارسته، والقصد هنا ليس ممارسة رياضة المشى، فعادة بعد غروب الشمس وعند إقتراب الظلام كنت أختار شوراع هادئة امشى فيها، بعد حوالى 10 او 12 دقيقة أشعر وكأنى دخلت إلى مكان منعزل، حيث عقلى الواعى يعطى الطريق للأفكار الأخرى وللذكاء العاطفى بداخلى. ثم يأتى دور الموسيقى فى ذلك الوقت، والمفتاح هنا أن تسمع إلى لحن ذو طنين مختلف وليس إلى أغنية ممتلئة بالكلمات، وأحرص على أن يكون إختيار اللحن عشوائى وليس اللحن الذى تفضله، فإن إختيار اللحن المفضل خاصة إذا كان مصحوب بكلمات لأغنية يجعل عقولنا الواعية  تبدأ بربط اللحن والكلمات بالعواطف والذكريات، لكن إختيار اللحن الذى لانعرفه يقوى من فكرة تركيزنا، فإننا نسمعه هو دون تأثيرات إنه بالظبط كالدخول فى عملية التنفس بعمق.

ونحن نسير بهذه الطريقة فإن الجسم يشعر بانه لا يكافح ويبذل مجهود من أجل التحرر، بل يشعر بانه حر، هذه التقنية مفيدة للناس الذين لديهم نشاط زائد ويجدون صعوبة فى حصر انفسهم فى مكان واحد.

ثانياً:- ألنظر إلى السماء كثيراً.

نحن هذا الكون وماعليه، بغض النظر عن أجسامنا وأحجامنا، فإن أروحنا قديمة ومرتبطة بهذا الكون، لذا فعندما ترغب فى البحث عن روحك وذاتك إتجه إلى هذا الكون البعيد، الذى سيفاجئك دائماً بانه يعكس دائماً اعماقك نفسك روحك.

ثالثاً:- إجعل الإستحمام طقساً من الطقوس.

الإستحمام ليس فقط لتطهير الجسد، بل هو طقس من طقوس تنشيط أرواحنا، فإن الماء يشغل ثلاث أرباع تكوين جسدنا، فالماء هو الحياة التى نشأنا منها، لذا فاجسادنا وأروحنا تعترف بمصدر الحياة هذا ومرور الماء خلال الجسد يمرر أيضا الحكمة والطمأنينة معه إلى خلايانا وأرواحنا.

رابعاً:- العبث.

نعم هو العبث، كلما أعطينا لانفسنا الحرية فى اللعب نعطى لعقلنا فرصة لأن يختبر أشياء بعيدة عن التفكير والمنطق، وفى هذه الحالة نحن نعطى لحدثنا قوة وطاقة اكبر، ومن خلال هذه العملية قد نستطيع الحصول على إجابات مختلفة عن حياتنا. لو عبثنا بالأوراق والقلم وبدأنا فى رسم أشياء غير منطقية، سنجد انه كلما كان لدينا رسومات تحتوى على حواف حادة فإن هذا إشارة الى أن عقولنا تحتاج إلى التحدى لكى تذهر.

انه الوقت المثالى لتحديد الهدف، وكلما كانت رسوماتنا تحتوى على موجات فهى علامة على الذهاب للتدفق والتأمل، اللعب يمكننا من تفريغ الضغط العصبى من داخل العقل ويعطيه الفرصة لإيجاد حلول للكثير من المشاكل.

وفى النهاية هذه التقنيات لاتعبر بديلاً للتأمل لكنى وجدت فيها أنها تساعدك على الوصول للفوائد التى يحتاجها الجميع منه.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->