crossorigin="anonymous">

“شركة مُحبى الكآبة” كيف تتعامل مع الشخصيات التى تنتمى اليها؟

 

بالتأكيد لاتخلو أى مجموعة من عدد لابأس به من هؤلاء، تلك الشخصيات المُرهقة حقاً، شخصيات لاتعرف شيئاً سوى الحزن، لاتتكلم عن شىء سوى المشاكل، تجد معظم أحاديثم شكوى من الحياة وظروفها ومشاكلها، لامكان للنور أو البهجة فى حديثهم حتى إن حاولت إقناعهم بذلك، الشكوى لاتغادر السنتهم انهم يشكون من كل شىء ويظهرون الجوانب السلبية فى حياتهم لاسواها.

حتى إن كنت واسع الصدر وترحب دائماً بالحديث مع الأصدقاء ومشاركتهم مشاعرهم، لكنك بالتأكيد ستصل إلى درجة من التعب والإرهاق من كم الطاقة السلبية التى يبثونها داخلك حتى انك ساعتها قد تندم على الخروج معهم او مقابلتهم.

قد تجد انه من السهل أن تبتعد عنهم وتوفر طاقتك المستنزفة. أن تُخرج هذه الصداقات المرهقة خارج دائرة حياتك، قد ينجح هذا مع البعض، لكن ماذا لو كان هؤلاء الأشخاص فى المحيط القريب منك، فى العائلة، فى العمل، او جيرانك أو زملائك فى مجال ما، من الصعب الإبتعاد كلية عنهم، وفى نفس الوقت الإندماج الكامل معهم مدمر لك ولحالتك النفسية.

لذا اليك بعض الخطوات التى إن اتبعتها قد تساعدك على تخفيف وطأة وجودهم ضمن دوائرك الإجتماعية ،

أولا:- لاتتعامل مع شكاواهم على أنها ذات قيمة مطلقة او ربما حقيقية.

أول الأشياء وأنت تتعامل معهم لابد أن تضع فى ذهنك أن هذه هى طبيعتهم، وأن الأمر ليس بهذه الجدية المطلوبة وليس بهذا السوء، بمعنى انهم لديهم الرغبة الكاملة لجذب الإنتباه اليهم ولكن  من خلال الشكوى والتعبير على أن كل شىء يذهب إلى منحدر سىء، هذه هى طريقتهم لكى يجدوا الأهتمام من الغير، لذا لاتعبأ كثيراً ولأتأخذ الأمر على عاتقك، فإن كانت امورهم على مايرام ستظل الشكوى هى موهبتهم المفضلة لاسواها، انهم لايرون سوى الجوانب المظلمة فى الامور ولانية لديهم لرؤية غير ذلك.

ثانياً:- لاتاخذ الأمور على محمل شخصى.

قد تجد نفسك فجأة أنك محل شكوتهم، قد يتهموك بسوء المعاملة أو أنك قمت بإيذائهم بشكل ما، أو انك تتسبب فى المشاكل دائماً لهم، ربما تجد نفسك السبب المباشر للحرب العالمية الثالثة، لذا لاعليك، أنت غير مقصود لكنك حظك الغير سعيد هو الذى جعلك الوحيد الموجود فى محيطهم فى ذلك الوقت، لذا فانت الشىء الذى لابد ان يتم تنفيث غضبهم فيه، فلتهدأ ولتعرف انك أبعد مايكون عن هدفهم الحقيقى، لكن هى وسيلتهم لإطلاق طاقة الشكوى داخلهم.. وقتها إرجع الى علاقاتك الأخرى وتسائل ” هل هذه الشكوى متكررة من باقى الأصدقاء أم انها تخصهم وحدهم” وان اكتشفت انك برىء من كل الشكاوى التى توجه ضدك فخذ الأمور ببساطة واجعلها تمر.

ثالثاً:- كن حريصاً جداً وانت تتفاعل مع شكواهم.

راقب نفسك جيداً وأنت تتفاعل مع طريقتهم فى بث الغضب أو سماع شكاواهم المتكررة، فلو وجدت نفسك بدأت تتفاعل جدأ من المشكلة، بدأت تشعر بالحزن أو بالغضب، أو ربما بدأت تشعر بالغضب من نفسك، أو ان الطاقة السلبية بدأت بالتسرب إلى أعماقك عليك إذا بالإنسحاب، حرصاً على الا تتورط  جداُ داخل هذا الكم من العواطف السلبية والغاضبة التى ستؤثر عليك سلباً، أبقى مساحة مناسبة بين بؤسهم وبين تفاعلك معهم لكى تبقى فى أمان.

رابعاً:- كن مستمعاً جيداً.

بالرغم أن ميلك الداخلى لابد أن يذهب فى إتجاه اللامبالاة وعدم التأثر  بما يقولون. لكن حذارى أن تظهر لهم ذلك، فلا تعتقد انهم حين يشعرون أنك مستمع غير جيد أو أنك لا تنصت لهم أن ذلك سيجعلهم يذهبوا ويتركوك فى سلام، بل على العكس إحساسهم بأنك غير مهتم سيزيد من شعورهم الداخلى بالإضطهاد وستتحول الدفة ضدك وسيبصح نقاشهم أكثر ميلاً للعنف والغضب.

خامساً:- فكر جيداً فى ردك قبل أن تنطق بكلمة.

لاشك انهم يحبون دائماً أن توافقهم الرأى، ولكن فى نفسك الوقت لاتحاول أن تبدى موافقتك على مايقولون من خلال الإيماء بالرأس او الهمس ببعض الكلمات الموافقة، فإن هذا الأمر سيجعلهم يتمادون ولن يتوقفوا ويبتعدوا أبداً، لذا إن وجدت أن فى شكواهم خيطاً منطقياً تستطيع أن تفتح من خلاله نقاشاً، فقم مثلاً بتغيير طبقة صوتك وامنحها الجدية وابدى رأيك، مثلا إن كانت الشكوى من بعض المسائل العامة تستطيع ان تقول ” ولكنى اخشى أن الأمور قد تصبح اكثر سوءاً من ذلك”.

سادساً:- أطلب منهم بعض الحلول وقدم البعض بنفسك.

أخر شىء يبحث عنه الأشخاص كثيرون الشكوى هو ان تقدم لهم حل، فهم لايبحثون عن الحل لكن يبحثون عن وسيلة لتفريغ طاقتهم السلبية، لكن إن وجدت طريقة ما لتقدم بها بعض النصائح اليهم فلاتتردد وربما لتهدم لهم أساس شكواهم وتخلع عنهم الحجج، فأنت بذلك تبعثر بخار إحتراقهم فى الهواء، فهم دائمى البحث عن شخص يجاريهم فى شكواهم وفى رؤية سلبيات كل الامور، ولكن ما إن تقدم لهم حلاً سيؤمنون انك لست المناسب لهذه العمليات وسيبحثون عن ضحية اخرى.

سابعاً:- إبحث عن الفكاهة او بعض الجوانب المضيئة فى مشاكلهم.

ليس معنى ذلك ان تسخر منهم، لكن حاول ان تشير لهم على الجوانب الإيجابية وإقناعهم أن الامور قد تسير إلى الأفضل لو انهم قاموا بتغيير وجهة نظرهم أو بحثوا عن حل مناسب.

 

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->