يقول آينشتين:”أخاف من اليوم الذي تتفوق فيه التكنولوجيا على التفاعل البشري.. حينها سيمتلك العالم جيلا من الحمقى”.والهواتف الذكية أحدث أشكال التكنولوجيا وأكثرها تأثيراً في حياتنا اليومية، وتتفاوت نسب إنتشار الهواتف الذكية في العالم بين دولة وأخرى لكنها لا تقل عن نصف عدد السكان في معظم دول العالم، الأجهزة الذكية من هواتف محموله وأجهزة تابلت تقدم لنا فوائد مدهشه حيث تبيقنا على إتصال مع بعض ومع العالم ويعتبر للكثيرين منا صديق مقرب.
يمكنك القول أن هاتفك المحمول يعرف عنك الكثير بل في الواقع يعرف أكثر بكثير من اصدقائك الحقيقيين، من خلال تتبع مكان وجودك، ورسائلك ،وتعليقاتك، وما تستمع له، وما تشاهده، بل انه ايضاً يعرف ما تأكل وأنماط ومواعيد نومك. تجمع الشركات ومحركات البحث والمواقع تجمع هذه المعلومات لترفيهك وتسهيل الحياة لك وجعل تجربتك ممتعة، لكن مع موجود كل هذه الفوائد للهوافت الذكية فإن الأمر لا يخلو من بعض السلبيات وسنتعرف عليها في هذه المقالة.
هل إدمان الهواتف الذكية إدمان حقيقي؟
بكل الأسف ستكون الإجابة نعم، لعلك سمعت أو قرأت عن “نوموفوبيا” وهو خوف مرضي من فقدان الهاتف، يقول الخبراء أن ادمعتنا تفرز الدوبامين والسيروتونين عند سماع أصوات الرسائل والرنات للهواتف الذكية، وهذه هي المواد نفسها التي مدمني المخدرات شعور السعادة عند تعاطيهم إياها. كما أن الحرمان من الهواتف الذكية مؤلم نفسياً وله أعراض انسحاب تشبه إلى حد كبير تلك الأعراض لدى مدمني المخدرات، مثل الذعر والإرتباك، والميل للعزلة.
يسبب إدمان الهواتف الذكية آلام الظهر
تقول جميعة العلاج بتقويم العمود الفقري البريطانية أن عدد مشاكل الظهر قد ارتفع في السنوات الأخيرة لدى الشباب، بسبب استخدام الهواتف الذكية. حيث تسبب وضعية الجلوس الخاطيء لفترات طويلة الضغط على الرقبة وعلى فقرات العمود الفقري، ونشرت دراسة في عام 2014 في الجراحين التقنيين الدولية Surgical technologist قالت هذه الدراسة أن وضع إمالة الرأس عند مطالعة الهاتف يسبب ضغط على العمود الفقري يعادل 25 كيلو جراماً وهو ما يعادل وزون طفل في السابعة من عمره. ونصحت هذه الدراسة بأتخاذ وضع سليم وهو استقامة الرأس مع العمود الفقري.
يسبب إدمان الهواتف الذكية القلق والإكتئاب
انتظار وتوقع قيام الأصدقاء بالتفاعل مع التعليقات والمنشورات يسبب القلق عندما لا نجد ما توقعناه، ونبدأ في التسائل عن السبب والتفكير المفرط، وكل دقيقة تقضيها في اللعب وتصفح الهواتف نخسر الوقت الهام للتفاعل مع البشر في محيطنا أو في ممارسة الرياضة، وهي أنشطة مفيدة للصحة النفسية والجسدية، أظهرت دراسة لجامعة نورث ويسترن أن الاشخاص الذين يقضون وقتاً أكثر من 58 دقيقة في استخدام الهواتف الذكية معرضون أكثر للإكتئاب.
التأخر في الدراسة والإهمال
الكثير من الناس مدمنين لدرجة عدم القدرة على إبعاد الهاتف أثناء الدراسة والمذاكرة وتناول الطعام، والقياة، أو التحدث إلى الناس، ويسبب كل ذلك عدم التركيز في الدراسة وعدم التواصل الجيد مع الناس وقد يسبب العزلة الإجتماعية.
اضطرابات في النوم
العديد من الدراسات والأبحاث وجدت ارتباط بين استخدام الهاتف الذكي ليلاً ووجوده اضطرابات في النوم، الضوء الصادر من الأجهزة الذكية يمنع افراز هرمون الميلاتونين الضروي لتنظيم الايقاع الحيوي في جسم الإنسان، حيث يفرز في الظلام، كما أن الاستخدام لتترفيه يجعلنا نرغب في الإستمرار مستيقظين لفترات أطول وهو ما يؤثر على اداء المهام في اليوم التالي بسبب عدم الحصول على النوم الكاف في الليلة السابقة.
مصدر للبكتريا
أظهرت الدراسات أن الهواتف الذكية يحتوي على 10 اضعاف كمية البكتريا الموجودة على مقعد المرحاض، وفي حين أننا ننظف المقعد بانتظام فإن الهاتف الذكي لا يحظى بتلك الفرصة في كثير من الأحيان، ومع اللمس بالأصابع تنتقل البكرتيا من اليد للوجه والفم والعينين وتدخل للجسم وتسبب الكثير من الأمراض والتلوث.
الآثار الإجتماعية الضارة
في حين أنه من المفترض أنها صنعت لتسهيل الاتصال والتواصل بين الناس إلا أنها زادت من عزلتهم، حيث صارت سبب للانعزال بين الناس، وصار الناس اقل قدرة على الإنخراط في الأنشطة الإجتماعية عن ذي قبل، وقد يتسبب في نهاية العلاقات الزوجية حيث ينتج عن استخدامه لفترات طويلة حالات من انعدام الثقة، أيضاً قد يسبب العدوانية، حيث تظهر اعراضه عند الحرمان من استخدام الهاتف، وتظهر اعراض تقلب المزاج والحزن والغضب لاتفه الأسباب.
قد تكون سبب مباشر للحوداث
أثبت الباحثون في جامعة كارنيجي أن التحدث في الهاتف أثناء القيادة يستحوذ على 37% من نشاط المخ. كما أن استخدام الهاتف أثناء المشي في الشوارع يسبب عدم الانتباه لحركة السير.
يسبب مشاكل في النظر
الإستخدام الزائد للهاتف يضر بالنظر حيث يؤدي لجفاف العينين ويؤدي التعرض للاضواء الزرقاء لتلف الشبكية، وتليفها، كما يسبب الصداع، وجميع من يقضون أوقات طويلة مع الهواتف الذكية يعانون من مشاكل في العين.
أخيراً فإن اختراع الهواتف الذكية كان لخدمتك ومرحلة من مراحل تطول الأنسانية، وعليك أن تتجنب آثاراها الضارة، وتستفيد منها وتتحكم بها بدلاً من أن تدعها تتحكم في حياتك، نتمنى لكم السلامة والنجاح.