طور نفسك نطوير الذات
في البداية عليك أن تعرف أن العمر لا يحسب فعلياً بعدد السنوات التي طويتها في حقيبتك ولا بالوقت الذي قضيته، إنما بالتجارب التي خضتها وبإنفتاحك على الحياة وبإتساع عقلك وقلبك لإداراك ومراقبة المتغيرات التي تمر بك وحولك. ولأن العالم مليىء عليك ان تحذر، تحذر من هؤلاء الذين سيقنعونك أن عقلك صغيراً على الإدراك في العشرين، لأنهم سيقنعونك أيضاً أن قلبك سيكون غير قادراً على الحياة في الثلاثين، ووقتها يكون عقلك وقلبك قد ضاعا للأبد، فالعمر هبة من الله، والوقت درس يسلمك لآخر، لذا في العشرين احضر كل دروسك في الحياة وتعملها جيداً واجعلها قائمة أمامك في كل وقت. وهذه بعض الأشياء التي لو فعلتها جيدأ فستكون اخذت من الحياة نصيباً جيدأ للأتى في الثلاثين والأربعين وإلى أخر عمرك.
أولاً:- لا تعتنق نظرية واحدة فالأمور تتغير
الأمر أشبه بحديقة بها مجموعة خلابة من الورود وعليك أن تختار الباقة المناسبة لاصطحابها إلى منزلك، لاتتسرع بالأختيار من أول الأمر مهما كان المشهد والورد امامك خلاباً، تجول اكثر فى عمق الحديقة، إعرف فى أى الأماكن ومع اى الورود شعرت بالراحة وحينما تتأكد إختر باقتك.
كذلك نظرياتك فى الحياة، إستمع لكل الأراء حولك، جرب الطرق التى يفتحها لك الأخرون، ادخل فى عمق الصور، ولاتحكم على التجارب والأشخاص من الخارج، ستحاول أن تقول انا شخصية متفائلة لكن لاتحكم انك ستظل هكذا للابد الا حين تجد انك فى كل موقف مؤلم تمر به تقوم وتنهض وتبدأ من جديد، كذلك لاتقل انا شخصية متشائمة فلربما محاولاتك الدائمة للصعود ستصنع منك شخصاً متفائلاً للأبد.
ثانياً، قل نعم لكل شيء
دعنى هنا أقتبس مشاهد من فيلم yes man والعب دور الناصح، واقول لك ان هناك اوقاتاً عليك فيها ان تقول نعم، إذا طلب أحدهم ان تساعده فى عبور الشارع قل نعم حتى لو كنت متأخراً قد تمر وقتها بمشهد يغير كل شيء، إنفتح على الحياة ولاتقرر أنك تحب شىء دون شىء الا بعد تجربته، جرب الأنشطة التى لاتنسجم مع شخصيتك، ستكتشف في نفسك شيئاً مختلفاً، قل نعم للأشخاص المختلفين عنك، ستكتشف فيهم اشياء تفيدك، التجربة وحدها هى التى ستصنعك.
ثالثاً: إقرأ كثيراً
حتى لو كنت لا تحب القراءة إقرأ، لا مفر من ذلك.. عشر صفحات من اى كتاب يومياً تمنحك حياة موزاية لحياتك، ستفهم عقولاً وثقافات وافكاراً مختلفة، كل الكتب ماهى الا حصيلة لبشر فكروا قبلك ويفكرون معك ويفكرون بعدك فلاتضيع على نفسك فرصة الا تسمع لكل الأصوات، ففيها ماقد يغير عالمك فى لحظات.
رابعاً:- إبتهج
لن تعوض البهجة التى تفوتك فى العشرين من العمر، مازالت بكامل رونقك ياصديقى فلماذا تضيعها.. فى العشرين ندرس نتخرج من الجامعة نبحث عن عمل نجتهد كثيراً، نتعب نتألم لمحاولات فاشلة تمر بنا، وننسى أن نبتهج وننسى ان الوقت يمر.
لذا إعلم ان العلم والعمل والطموح هى أشياء ستظل تعمل من اجلها طيلة عمرك، لكن البهجة التى ستجدها فى العشرين لن تجدها الا فى العشرين، لذا لاتفوت دعوة للقاء الاصدقاء واجعل اللقاء دافئاً واسمعهم واحكى لهم ودعك من هموم المذاكرة والسياسة والعمل، لبى دعوات حفلات الموسيقى والمسرح والسينما وأملأ ذاكرتك بكثير من المشاهد الحلوة.. ارقص واضحك وغنى وابتهج فالفرصة لذلك لن تواتى كثيراً.
خامساً:- اعرف ان فى الحياة أشياء لاتشترى
مثل البهجة تماماً هناك أوقات لابد من التمتع بها، وقتك مع عائلتك، امنحهم الكثير من الوقت واغدق عليهم الكثير من حكاياتك واسمع حكاياتهم، حكايات الجدة شىء ستفتقده كثير فى الكبر، صوت امك ونصائح ابيك قد تبدو لوهلة ضدك وفى معظم الوقت لن تقتنع بها وليس عليك الإقتناع أبداً، لكن قيمة كل ذلك يمكن أنهم برغم كل شىء يحملون فى داخلهم لك حب خالص لن تجد مثله عند أحد من البشر خد قبساً من هذا الحب واكمل به طريقك فى الحياة فهو وقودك الذى لن ينتهى.
سادساً: إفشل..إفشل كثيراً
تقول الحكمة انك ان لم تفشل فى شىء فإنت أصلاً لم تجرب اى شىء، لذا الوقوف فى المناطق المريحة والآمنة ليس من الحياة فى شىء. عليك أن تجرب حتى إن لم تمتلك الخبرة الكافية، حتى ان كانت نسبة الفشل عالية.
عليك ان تعلم ان كل ألم تسببه لك الخسارة هو منحة من الحياة ودرس ستتعلم به كيف تكسب فى نهاية المطاف، لو استسلمت لأول سقطة حدثت لك وانت تتعلم المشى مانت لتسير أبدأ. لكن سقطت الاولى هى التى جعلتك تحاول وتحاول حتى قويت ساقيك وصرت تركض بهما إلى الآن.
هذه بعض الأشياء وليس كل شىء، لكن فى النهاية الحياة هى تجربتك وحدك وليست تجارب الآخرين. فإصنع تلك التجربة بقلب مفتوح وعقل واعى ستجد أن الحياة بها مايستحق.
