طور نفسك نطوير الذات
ذات مرة حدثني أبى عن أحد أصدقائه الذين استطاعوا أن يصبحوا من أنجح رجال الأعمال فى الفترة الحالية، فسألته فى لهفة الصغار عن كليته، ومؤهله الجامعى، فأجابني أجابة لن أنساها، فقد أخبرنى أبى أن النجاح فى عالم الأعمال ليس تلك الشهادة الجامعية التي نحصل عليها في نهاية تعليمنا الجامعى، بل النجاح في هذا العالم الاعمالي هو نتيجة التجربة، النجاح هو التعلم من أخطائنا الشخصية وأخطاء الأخرين.
وهذا يتفق مع أغنى شخصية فى الصين، الشخصية التى بدأت تحت الصفر كما يقولون، فهيا بنا فى هذا المقال الإبحار قليلاً فى حياة جاك ما.
جاك ما صاحب موقع علي بابا
يعد موقع على بابا من أشهر المواقع الخاصة بالتسوق الألكترونى، وأكثرها أستعمالاً عبر الكثير من دول العالم المختلفه، ويعد جاك ما رجل الأعمال الصينى هو صاحب هذا الموقع الألكترونى.
الحقيقة لم يكن جاك من الطلاب المتفوقين خلال رحلته التعليمية، وكثيرا ما أشتكي منه معلموه، فشل جاك ما فى الإلتحاق بالجامعه ليس مره واحدة بل مرتين، ولكن هذا الفشل لم يزيده إلا عزيمة وأصراراً على النجاح، فقد تعلم جاك ما اللغة الأنجليزية لأستخدامها فى التعامل مع السياح الأجانب.
توفق بعد محاولات كثيرة جاك ما فى الإلتحاق بالجامعه وتخرج منها مدرساً للغة الأنجليزية، ولذلك عمل مدرساً للغة الأنجليزية، ويقول جاك ما أن راتبه كان يعادل 12 دولار شهرياً.
محطات الفشل فى حياة جاك ما
لم يرغب فى الأستمرار كمدرس للغة الأنجليزية بعد تخرجه من الجامعه فقدم على الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليس مرة واحدة بل 16 مرة وكان الرفض يلازمه دائماً. ابتدأ يبحث عن عمل أخر ولكن دون جدوى، وذات مره رأى اعلاناً فى مطعم كنتاكي يطلب فيه عمالاً للنظافة فتقدم بطلبه ضمن ثلاثون شخصاً فتم قبول الـ 29 شخصاً وتم رفض طلبه.
لم يجد جاك ما مالاً يكفيه ووصل لمرحلة الأفلاس ووقتها قدم فى جهاز الشرطة الصينية ليصبح متطوعا ولكن كالعادة تم رفض طلبه وكأن الحياه أغلقت ابوابها امامه.
محاولات جاك ما بداية نجاحه
بعد أن مر جاك بتلك المحطات الفاشله ووصل إلى الأفلاس فلم يعد يملك أى شئ، ولكنه أصر أن هذه المرحلة ليست النهاية، أنها البداية. كان يسمع دائما بمواقع التسوق المشهورة مثل أمازون فقرر أن ينافس تلك المواقع، وكانت الفكرة بالنسبه لكثيرين من أهله وأصدقائه فكرة مجنونة ولكنه أصر أن يبدأ فى تحقيق حلمه.
أستطاع ذلك الشاب الصينى أن يقترض من أصدقائه وأهله القليل من الدولارات ليبدأ مشروعه “المجنون الفاشل” كما وصفه بعض معارفه. فى عام 1994م ومع دخول شبكة الأنترنت إلى الدولة الصينية سافر جاك إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك تعلم كيفية الدخول على تلك الشبكة العنكبوتية، وكان أول ما بحث عنه هو كلمة “بيرة” فلاحظ عدم وجود أى معلومات عن بحثه فى الصين، فقرر وقتها عمل موقع يتحدث عن الصين.
في عام 1995م أسس شركه للأنترنت ربح من خلالها حوالى 800 الف دولار وبعدها أستطاع تحقيق حلمه وأسس موقع على بابا الذى حقق أرباحاً خيالية، وأخذ شهرة غير عادية إلى وقتنا الحالى. الأن جاك ما من أغنى وأشهر الأشخاص فى العالم، حيث أنه يمتلك أكبر سوق الكترونى تجارى فى كل أنحاء العالم، جاك بدأ من الصغر أو تحت الصفر ولكنه أصبح أغنى أغنياء الصين، والسبب هو تمسكه بحلمه، فشلك فى أحد المجالات لا يعنى أنك شخص فاشل، فمازال لديك مئات المجالات، ويوماً ما ستصبح ما تريد.
