طور نفسك نطوير الذات
سواء كانت العلاقة شراكة رومانسية أو صداقة أو علاقة عائلية أو علاقة عمل، فإن جودة وقوة علاقاتنا تؤثر بلا شك على سعادتنا ورفاهيتنا. بينما نجد البعض ماهرون في علاقاتهم ويتعاملون بسهولة مع تعقيدات الاختلافات الشخصية، نجد البعض يعانون لأجل فهم الناس وعمل علاقات أفضل.
من أفضل طرق التعامل في العلاقات Assertiveness وهو مصطلح انجليزي تم ترجمته إلى الحزم أو الاعتداد بالذات، وهو يشير إلى امتلاك القدرة على التعبير عن الآراء والاحتياجات والحقوق الشخصية بشكل واضح وصريح دون التساهل فيها أو إستخدام العدوانية للحصول عليها.
الناس في علاقاتهم يتعاملون بواحدة من هذه الطرق الثلاثة
الحزم أيضا يساعد في التحكم في الضغوط النفسية، بعض الناس لديهم القدرة على أن يكونوا حازمين بشكل طبيعي والبعض قد يجد صعوبة في أن يكون حازما، لكن يمكن تعلمه.
لماذا التواصل بحزم هو الأفضل والأكثر منطقية
لأن التواصل بحزم يقوم على الاحترام المتبادل وتقدير الاحتياجات الشخصية واحتياجات الآخرين، لذا فإنه يبدو أكثر مصداقية ويعبر عن احترام الإنسان لنفسه والآخرين، وعلى العكس تكون السلبية والتي يكون فيها التواصل مبني على تقديم تنازلات، أو الانتقاص من حقوق الآخرين.
الحزم مقارنة بالسلبية
إذا كان اسلوبك سلبياً ويتسم بالخجل والموافقة على كل شيء والتغاضي عن رغباتك وإحتياجاتك الخاصة بدافع تجنب الصراع فأنت عندما تفعل ذلك تمنح الآخرين ترخيصاً بتجاهل رغباتك وإجتياجاتك، مثلاً عند الموافقة على شيء إرضاءاً للآخرين بالتأكيد سيكون الوقت الذي تقضيه في فعل هذا الشيء على حساب وقت عمل آخر أو وقت اسرتك مما قد يؤثر على علاقتك بأسرتك أو على أعمالك الأخرى التي تحتاج منك للوقت بالإضافه للصراع الداخلي الذي ينمو بداخلك نتيجة الرغبة في إرضاء الجميع، هذا الصراع الداخلي سيؤدي إلى
- الضغط العصبي
- والإستياء
- والغضب
- والشعور بأنك ضحية
- والرغبة في الإنتقام
الحزم مقارنة بالعدوانية
على عكس السلبية توجد العدوانية وهي الحصول على ما تريد بالترهيب وإذلال الآحرين إلا أنها تكلف الكثير من هدم الثقة والإحترام المتبادل وإثارة مشاعر الكره والإستياء لديهم، وتكون النهاية هي الاصطدام به أو تجنبهم.
الحزم مقارنة بالعدوانية السلبية
السلبية العدوانية هي التعبير عن الغضب والرفض بطريقة سلبية بدلاً من المواجهة، فقد تجد نفسك تقول نعم عندما ترغب أن تقول لا، أو أن تتحدث بسخرية عن الآخرين من خلف ظهورهم، قد تكون السلبية العدوانية بسبب عدم شعور الشخص بالراحة في التعبير عن احتياجاته ومشاعره، تضر السلبية العدوانية بمرور الوقت العلاقات وتدمر الاحترام المتبادل بين الناس.
فائدة أن تكون حازماً
أن تكون حازما هو الأسلوب الأفضل للتواصل مع الآخرين لأنه يمنع الآخرين من استغلالك ويمكنك من تجاوز العقبات ويمكن أن يساعدك في:-
- اكتساب الثقة بنفسك واحترامك لذاتك
- فهم مشاعرك والتعرف عليها
- كسب إحترام الآحرين
- تحسين اتصالك بالآخرين
- الوصول لحل يرضي جميع الاطراف عند الإختلاف
- تحسين قدرتك على إتخاذ القرارات
- إنشاء علاقات قائمة على الصدق
- كسب المزيد من الرضا عن عملك
- يساعدك في التعبير عن مشاعرك عند التعامل مع المشاكل العاطفية
كيف تكون أكثر حزما
يطور الناس اساليبهم في التواصل مع الآخرين بفعل خبراتهم وتجاربهم في الحياة، ومع الوقت تتأصل هذه الأساليب حتي تكون جزءا من الشخصية ولا يدرك الشخص المشكلة في اسلوبه في التواصل ويتصرف وكأنه مسلوب الإرادة.
اليك بعض النصائح لتكون أكثر حزماً واعتداداً بنفسك
أولاً : قيم طريقتك في التواصل
افهم اسلوبك في التواصل بالاجابة على هذه الاسئلة هل تعبر عن أرائك أم تفضل الصمت؟ هل تقول نعم لأعمال إضافية حتى لو كانتك أجندتك ممتلئة؟ على أنت تتسرع في الحكم ولوم الآخرين؟ هل يخشى الناس التحدث معك؟
ثانياً: عبر عن نفسك بطريقة صحيحة
على سبيل المثال يطلب من زميل عمل أو صديق مساعدته في أداء مهمة ما،
عندما تتعارض رغباتك مع رغبات الآخرين استخدم عبارات مثل “أنا اعترض” بدلاً من “أنت مخطىء”، وعندما ترغب في طلب شيء استخدم عبارات مهذبة بعيداً عن إصدار الأوامر.
ثالثاً: درب نفسك على قول “لا”
ارفض بدون بتردد إذا كنت لا تود فعل الشيء وإذا كنت تجد صعوبة في الرفض في البداية حاول أن ترفض فعل الشيء في الوقت الحالي بقول “لا استطيع فعل ذلك الآن” على سبيل المثال.
رابعا: تدرب على ما تود قوله
إذا كنت تجد صعوبة في قول ما تود قوله، فدرب نفسك على قول ما تريد في سيناريوهات مختلفة بصوت مسموع، قد يساعدك كتابتها أولاً للوصول للأفضل
خامساً: اجعل لغة جسدك معبرة
التواصل ليس فقط مجرد الكلام، احرص على الظهور بمظهر الواثق من نفسه، حتى لو كنت تشعر بالتوتر. يمكن التدرب على ذلك بالتدرب على تقنيات لغة الجسد الواثقة، مثل التواصل بالعين، واستخدم تعبيرات وجه محايدة.
سادساً: حافظ على مشاعرك تحت السيطرة
لكي تكون حازما يجب أن تعلم أنه سيكون هناك القليل من التصادم مع عواطفك، ولأن الخلاف صعب على كل الناس فربما تشعر بالغضب أو الإحباط، وعلى الرغم من هذه المشاعر أمر عادي إلا أنها يمكن أن تعيق حل المشكلة، لذا انتظر قليلا حتى تهدأ قبل العمل على حل أي نزاع.
سابعاً: ابدأ بمواقف صغيرة
مارس ما تعلمته لتكون حازما في البداية على مواقف صغيرة، ثم انتقل للتعامل مع مواقف أكبر، وقيم نفسك حتى تجيد مهارة الحزم.
تذكر أن تعلمك أن تكون حازما قد يحتاج للوقت والممارسة بعد سنوات من الصمت والسلبية أو العدوانية في التعبير عن رفضك وتأكد أنك بعد أن تتقن مهارة الحزم في التواصل مع الآخرين ستكون قادرا على التعبير عن مشاعرك واحتياجاتك بسهولة.
