طور نفسك نطوير الذات
للتنمر تأثير مدمر، من شعور بالعجز أو الإذلال أو الغضب أو الإكتئاب أو قد تصل لإيذاء الذات والتفكير في للانتحار. في زمن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لم يعد التنمر يقتصر على فناء المدرسة والشوارع الجانبية فقط، واصبح تعرضك انت أو طفلك أو أي فرد من أفراد العائلة وارد الحدوث في كل مكان وزمان.
تأثير التنمر المؤذي نفسياً وسجدياً في بعض الحالات؛ يجعل من الواجب على كل شخص عدم التهاون معه وعدم التردد في طلب الدعم والمساعدة والحماية سواء لنفسك أو لطفلك أو أي شخص تراه يتعرض للتنمر مع عدم الاستهانة بأفعال المتنمرين.
ما هو التنمر؟
التنمر هو سلوكيات عدوانية متكررة، يتعرض لها الشخص، قد تكون جسدية أو لفظية في شكله التهديد أو نشر الشائعات، قد يكون في صورة ايماءات أو إشارات مؤذية او في صورة استبعاد من مجموعات أو تجاهل.
يحدث التنمر وجهاً لوجه في الشارع أو المدرسة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت، وقد يحدث أيضاً في العلاقات… ويغلب على شخصية المتنمر القسوة وعدم الشفقه وعدم وجود أي إدراك او شعور بمدى الاذي الذي يلحقه بضحيته. يجعل المتنمر ضحيته في حالة من الخوف والترقب الدائم لضربتهم القادمة.
أشكال التنمر
التنمر بالأفعال بالتعرض بالضرب والإيذاء البدني أو التهديد به، وكذلك سرقة ممتلكاتك أو إخفائها أو اتلافها، والتحرش والمضايقة والرغبة في الإذلال.
التنمر بالألفاظ بإطلاق الأسماء المهينة والتشهير والتهديد والإغاظة والسخرية أو السب.
التنمر في العلاقات بالاستبعاد من المجموعات والانشطة، ورفض التحدث، ونشر الأكاذيب والإشاعات، مما قد يدفعك لفعل أشياء لا تود القيام بها.
التنمر الإلكتروني يحدث عندما يستخدم شخص ما الانترنت ومواقع التواصل الإجتماعي أو البريد الالكتروني أو الرسائل النصية للتهديد أو الابتزاز أو أو سرقة الحسابات. وتكمن خطورة هذا النوع من التنمر في أنه ممارسته سهله بالنسبة للمتنمر، كما يسهل انتشاره وتأثيره وأيضا يظن المتنمر صعوبة تتبعه أو الوصول إليه.
أخطار وآثار التنمر بالأفعال والتنمر الإلكتروني
- الشعور بالغضب والخوف والعجز واليأس، والوحدة، والخزي، والذنب، وقد تصل للتفكير في الانتحار.
- تدني الصحة البدنية والعقلية والشعور بالاكتئاب وتدني تقدير الذات والقلق، وقد تصل لتأثير اضطراب ما بعد الصدمة عند الكبار.
- قد يحدث كره للمكان الذي تتعرض فيه للتنمر، سواء كانت مدرسة أو عمل.
- التنمر الإلكتروني: أصبح شديد الانتشار بعد انتشار الانترنت وانتشار مواقع التواصل الإجتماعي وتكم خطورته في أنه يحدث في أي وقت، ومع ظن المتنمر أنه يمكنه اخفاء هويته فإنه يصل لأقصى درجات الايذاء، مع سهولة وصول ما ينشره لأكبر عدد من الناس وفي اسرع وقت.
لماذا يتنمر المتنمرين
على الرغم من وجود العديد من الأسباب خلف التنمر إلا أن المتنمرون غالباً يميلون لأختيار أشخاص مختلفون أو لا يسايرون الإتجاه السائد، تتنوع هذه الاختلافات من ارتداء الملابس والتصرف بطريقة مختلفه عنهم للاختلافات العرقية أو الدينية.
تذكر دائماً أن تعرضك للتنمر لا يعني ابداً وجود أي عيب أو شيء خطأ بك، على العكس فهو يدل على اختلافك وتميزك وأيضاً وجود مشاكل عند الشخص المتنمر منها:
- تعرضه للتنمر من قبل.
- الرغبة في تجنب التنمر بالوجود في مجموعة تمارسه.
- تعلم واكتساب سلوكيات التنمر من شخص آخر أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الميديا.
- الشعور بالغيرة من الشخص والرغبة في جذب الانتباه.
- عدم الوعي بتأثير سلوكياته على الآخرين.
ماذا تفعل عندما تتعرض للتنمر
بغض النظر عن ظروفك ووضعك وعن شخصية المتنمر وعلاقتك به؛ يجب عليك أن ترفض سلوكيات التنمر وتعمل على تجنب تأثيرها على شخصيتك وحياتك وعلى كرامتك وهويتك وثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك. وهنالك الكثير من الأفكار والحلول للتعامل معه.
1- التنمر ليس مشكلتك فلا تلم نفسك
بغض النظر عن فعل المتنمر أو قوله، فالتنمر كفعل نابع من شخصية المتنمر وليس له علاقة بادائك أو كفاءتك وليس لديه أي أسباب لتقييمك. أحيانا يتنمرون فقط لمجرد الاختلاف وأحياناً بنوايا ودوافع خبيثة لابعادك أو شعورهم بالغيرة من تفوقك عليهم. فلا تلم نفسك فيما أنت عليه ولا تخجل من نفسك.
2- المتنمر شخص محبط وغير سعيد
كل المتنمرين الذين قابلتهم في حياتي كانوا عبارة عن مهرجين واراجوزات، يفعلون ذلك بدافع اضحاك شخص آخر أو مجموعة أشخاص لنيل تقديرهم أو إعجابهم… وهذه حقيقة المتنمر فلا تنس دائماً هذه الحقيقة.
حاول دائماً أن تنظر للموضوع من منظور مختلف، وتأكد أن المتنمر شخص محبط وغير سعيد وحاقد، يريد أن يقلل من تقديرك لذاتك، لأنه يشعر أنك أفضل منه ويرغب في تحسين شعوره تجاه نفسه بالتقليل من الآخرين، فلا تمنحه الرضا ولا تجعله يشعر أنه قد حقق هدفه.
3- لا تهزم نفسك بنفسك
بدلاً من التفكير والتركيز على أقوال المتنمر وأفعاله، ركز على الأشياء الجميلة والرائعة في شخصيتك وحياتك، وطورها ونميها، وكن فخوراً بنفسك وتميزك دائماً.
4- طور طريقتك للتعامل مع الضغوط النفسية
بلا شك فإن التعرض للتنمر ينتج عنه ضغوط نفسية مع كثرة التفكير فيما حدث وتكرار تذكر المواقف. عليك أن تركز على الأنشطة والأشياء التي تجلب لك السعادة والبهجة. والتي تلهيك عن الانخراط في التفكير السلبي عن كلام المتنمر وأفعاله… مثل ممارسة الرياضة أو مشاهدة فيلم أو عمل أي شيء تحبه.
5- افعل المزيد من الأشياء التي تجعلك سعيداً
كلما زاد انشغالك بنفسك وبسعادتك بعمل كل شيء تحبه ويجلب لك السعادة كلما قل تأثير التنمر بشكل خاص وكل شيء سلبي في حياتك عليك. ايضاً من شأن فعل هذه الأشياء أن تزيد من حبك لنفسك وترفع تقديرك لذاتك، والتي مع فعلها لن يكون للتنمر تأثير على حياتك.
6- ابحث عن أشخاص داعمين
مشاركة تجربتك مع شخص أكبر منك وخبراته في الحياه أكبر، من شأنه أن يقلل من تأثير تجربة التعرض للتنمر عليك ويخفف من التوتر ويحسن ثقتك بنفسك، قد يكون هذا الشخص معلمك أو الوالدين أو أحد أقربائك.
7- لا تفكر في الرد او الإنتقام
في مدرسة على سبيل المثال قد يهدف شخص متنمر لجعل شخص متفوق يبدو بمظهر المشاغب أو يفسد في صورته الجيدة في عين المدرسين وزملائه. لذا فهم يجدون متعة في استفزازك لدرجة اغضابك وجعلك ترد، لأنهم في هذه الحالة يشعرون أنهم قد نالوا منك وعدم الرد عليهم أو الاستجابة لاستفزازهم تحرمهم من هذا الشعور.
ماذا تفعل إذا كنت أنت تمارس التنمر؟
بعض الأشخاص يقومون بالتنمر للتنفيس عن شعورهم بالاحباط أو الغضب، او الهروب من مشاكل نفسيه يتعرض لها، أو للظهور بمظهر المرح واضحاك الآخرين، أو عدم قدرته على استيعاب اختلاف شخص ما عنه.
أيضاً ربما يكون المتنمر قد تعرض للتنمر والآن يرغب في تحسين شعوره تجاه ذاته واستعادة قوته بالتنمر على شخص آخر. حاول التحدث مع شخص موثوق وأساله عن بعض النصائح للتوقف عن ذلك الفعل المؤذي، واسأل نفسك عن شعور الشخص الذي يتعرض للتنمر والأذى الذي يلحق به نتيجة تعرضه لتنمرك، وتذكر أن جميع البشر من حقهم أن يعُاملوا باحترام.
أخيرا عليك أن تتذكر دائماً أن التنمر ليس مشكلتك أنت، ولا يجب أن يعني لك أي شيء، وأيضاً ليس عليك أن تقبله أبداً وارفضه دائماً بدون كلل أو ملل مع تجربة أي من هذه النصائح أو تجربتها كلها حتى تجد ما تعمل معك.
