crossorigin="anonymous">

ما هي الصدمة النفسية؟ وكيف تؤثر على الأشخاص الذين يتعرضون لها

العصبية والتوتر، الغضب أو الهروب والتعرق والارتباك، كلها تصرفات تظهر على الكثير من الأشخاص الذين نتعامل معهم. لكن بصورة أو بأخرى قد نبدأ في توجيه اللوم عليهم أو القول أنهم غير قادرين على التعامل مع المواقف. وقد نتطرف ونقول أنهم أشخاص لهم “شخصية ضعيفة”. لكن في الحقيقة قد يكون هؤلاء الأشخاص قد تعرضوا لما يسمى الصدمة النفسية أو “التروما”.. وهي السبب في ردود أفعالهم التي تجعلنا غير مدركين وغاضبين منها. لذا تعالوا نقترب أكثر من هؤلاء الأشخاص لكي ندرك ما الذي يتعرضون له حقاً.

ما هي الصدمة النفسية وتعريفها؟

دعونا نبسط التعريف العلمي  الخاص بالصدمة النفسية أو التروما بأنه؛ تعرض الشخص لحادث استثنائي أو غير متوقع لا يستطيع أن يتعامل معه، هذا الحادث قد يكون له علاقة بالتعرض للموت أو الحوادث أو التهديد أو فقد أحد من الأحبة،.تتطبع الصدمات النفسية التجربة في العقل مع مشاعر من الخزي والشعور بالعار والعجز وتستدعى المشاعر المصاحبة للصدمة مع تكرار تذكرها.

ما هي أنواع الصدمات النفسية “التروما”؟

يصنف علماء النفس الصدمة النفسية إلى ثلاثة أنواع من الممكن أن يتعرض لها الأشخاص بمختلف الطرق. هذه الأنواع هي:-

  • الصدمة الحادة. هذه الصدمة تحدث نتيجة التعرض لشيء مفاجئ واحد. مثل التعرض لحادثة سرقة. أو التعرض لحادثة سيارة. دون أن يتكرر هذا الحدث. 
  • الصدمة المزمنة أو المتكررة. هذه تحدث عند تعرض الشخص لفعل مؤذي أكثر من مرة. مثل التحرش أو الاعتداء الجسدي المتكرر.
  • الصدمة المعقدة. وهذه تحدث نتيجة المرور بمواقف يكون لها طبيعة عدوانية أو شخصية. مثل الأشخاص الذين يتعرضون للحروب.

كيف يبدو الأشخاص المصابين بالتروما؟

يستجيب كل شخص للصدمة التي يتعرض لها بطريقة مختلفة. مثلاً لو افترضنا أن هناك مجموعة من الأشخاص تعرضوا لحادث سيارة دون وقوع إصابات، في هذه الحالة سوف نجد أن النتيجة واحدة ولكن في نفس الوقت رد الفعل مختلف. مثلاً سوف يقوم شخص بالبكاء الهستيري، أما الآخر ربما يعجز عن الحركة، بينما سوف نجد شخص آخر يستطيع التعامل مع الموقف بهدوء دون ظهور استجابات عاطفية أو جسدية عليه. أما آثر الصدمات على الأشخاص فهي تظهر في الأعراض التالية:-

الاستجابة العاطفية

وهي تظهر فيما يلي:

  • الغضب الشديد.
  • الارتباك وعدم الراحة وإظهار التوتر.
  • الإنكار.
  • الكآبة.
  • الشعور المستمر بالذنب.
  • الحزن.
  • الخوف غير المبرر.
  • الشعور بالعار.
  • عدم القدرة على المواجهة.
  • ردود فعل سلبية تجاه المواقف التي تحتاج إلى مواقف حاسمة.
  • الانسحاب.
  • التجمد وعدم أخذ أي رد فعل.

الاستجابات الجسدية  

  • الصداع المستمر.
  • وجود مشاكل في الجهاز الهضمي واضطرابات.
  • عدم القدرة على النوم.
  • فرط الحركة.

أكثر الأشياء المسببة للصدمات

هناك مواقف كثيرة يتعرض لها الأشخاص، لكن قد تمر بشكل طبيعي أو عادي، لكن هناك مواقف لابد أنها تحدث أثر في شخصية متلقيها، حتى لو لم يظهر أثر الصدمة في نفس الوقت، إلا أنها تتشكل في السلوكيات الخاصة به. وكذلك قد تظهر الصدمة عند المرور بموقف مشابه أو المرور في نفس المكان، لأن العقل اللاواعي في هذه الحالة يقوم بإخراجها من الذاكرة فيشعر الإنسان بالعجز تجاه التعامل معها. وهناك مجموعة من الأشياء التي تسبب الصدمة وهي:-

  • تعرض الأطفال وهم أجنة إلى التوتر. وذلك يحدث نتيجة تعرض الأم لأحداث عصيبة أو مرورها بضغوط أو تعرضها للعنف بأي طريقة. هذه التوترات تنتقل إلى الجنين وتشكل صدمة يطلق عليها صدمة ما قبل الميلاد.
  • التنمر يؤدي إلى التروما بشكل كبير خاصة لو كان مستمراً ولم يواجه بالعلاج اللازم. كذلك التنمر في مرحلة الطفولة له أثر سيء للغاية.
  • التعرض للعنف المجتمعي. مثل التعرض للإيذاء من أشخاص لا يوجد بينهم وبين الضحية أي روابط.
  • صدمة الحوادث الطبيعية التي تحدث نتيجة التعرض لزلازل أو براكين أو الأوبئة أو الفيضانات.
  • الصدمات الناتجة عن الحروب أو الصراعات الإقليمية والإرهاب.
  • العنف المنزلي سواء تعرض أحد أفراد الأسرة له أو رؤيتهم لهذا العنف دون قدرة على المساعدة في إيقافه.
  • التحرش الجنسي سواء في مرحلة الطفولة أو المراحل العمرية الأكبر.
  • التعرض لأحداث طبية مؤلمة.

الأمر لا يتوقف عند ذلك فقط، فكل شيء قاسي يتعرض له الإنسان قد يتحول بشكل ما إلى صدمة. لكن أهم ما يمكن الإشارة إليه في هذه الحالة أن هؤلاء الأشخاص يعتبرون من أكثر الأشخاص حاجة إلى التفهم والتعاطف من الآخرين. لأن المرور بصدمات وعجز العقل عن تحملها شيء خارج عن الإرادة تماماً. لذا فإنه من الصعب أن نوجه اللوم أو نوجه النصائح. كذلك أسوأ ما يمكن أن نقوم به هو التقليل من شأن الصدمة التي تعرضوا لها. لذا إذا لم نكن على دراية كافية بطبيعة الصدمة وكيف أنها تؤثر على الأشخاص فالنصيحة الأهم هي مساعدتهم في الحصول على دعم متخصص حتى يستطيعوا التخلص من الألم الذي تعرضوا له.

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->