طور نفسك نطوير الذات
عندما كنت أدير بعض الأحاديث مع الأصدقاء تطرقنا إلى فكرة وكيف أنها يجب أن تصبح جزءاً رئيسياً من حياة الإنسان، وأنها لم تعد رفاهية، أو مجرد نشاط ثانوي لاضاعة الوقت.كان حماسي تجاه فكرتي يقابله حماس مضاد من اصدقائي لدحض فكرتي، معللين وجهة نظرهم بأن الحياة اصبحت ضاغطة وأن فكرة ممارسة رواية اصبحت شبه مستحيلة مع هذا الكم من الأعمال والمهام التي لا تنتهي. اما أنا فاستمريت في توضيح وجهة نظري، وهو ما سوف اشاركم اياه.
الهواية ليست رفاهية
في البداية دعونا نقول أن كل شخص في الحياة لديه هواية مهما كانت ثقافته أو طبقته الاجتماعية أو وضعه المادي، مثلاً التمشية بين الشوارع تعتبر هواية، كذلك الاستماع للأغنيات، رعاية النباتات، تنسيق الأدوات أو خياطة الملابس أو عمل بعض المشغولات اليدوية. كل هذه الأنشطة تندرج تحت بند الهوايات. لذا ليس من المهم أن تكون مثقفاً أو غنياً، لكن المهم أن يكون لديك شيء تحب القيام به. إذاً لنأتي إلى الجزء الأهم، أسمعك تقول لي كيف نمارس الهوايات وسط اليوم المشحون بالعمل! وأن هذا الوقت من الممكن الاستفادة به لإنجاز الكثير من المهمات. قد يكون لديك وجهة نظر صائبة لكن لو تعرفت معي على أهمية الهوايات فسوف تغير وجهة نظرك تماماً. يا صديقي كل تغيير في حياتك قد يبدأ من خمسة عشر دقيقة تمارس فيها شيء تحبه، إذا أردت أن تعرف كيف؟ دعني أقول لك.
الهواية تمنحك وقتك الخاص
وقتك الخاص هو الوقت الذي تنفصل فيه عن كل الضغوط التي تضعها عليك الحياة. إنها تدفعك إلى التمسك بعالمك بعيداً عن كل الصخب الذي يشغلك ويأخذ الكثير من وقتك. كذلك هي نوع من أنواع التحفيز الذاتي، فكلما استطعت إنجاز شيء مثل إنهاء فصل في كتاب أو رعاية نبات حتى يبدأ في النمو أو تجميع سلسلة من المعلومات مع كل لحظة تحقق فيها هدف صغير سوف تشعر بالإنجاز.
دعم حياتك العملية
تستطيع الهواية بطريق غير مباشر أن تدعم حياتك العملية بشكل كبير. ذلك لأنها تحفز لديك ملكات الإبداع والتفكير المختلف. إنها تخلق لك عوالم مختلفة بل وتأتي بالكثير من الأفكار الجديدة إلى عالمك، ومهما كانت هوايتك بسيطة سوف يكون لها تأثير كبير حتى لو كانت مهنتك متعلقة بإرسال صواريخ إلى الفضاء.
تأثير إيجابي على صحتك
إذا كان لديك شعور بالكسل الناتج عن روتين العمل فتخلص منه عن طريق هوايتك المفضلة. ذلك لأنه وبشكل ما فإن حالتنا العقلية تؤثر بشكل كبير على حالتنا الصحية والجسدية، وكلما شعر العقل بالإرهاق يشعر الجسد أيضاً بذلك، لذلك ممارسة الهواية تمنح العقل فسحة من ضغوط العمل وفيها مساحة للراحة البدنية والنفسية.
لكن مهلاً هذا عن التأثير غير المباشر، لكن ماذا لو كانت هوايتك تستطيع تقوية حالتك الصحية؟ هذا يحدث لو كانت الهواية متعلقة بأنشطة مثل المشي أو الجري أو ركوب الدراجات أو أي من الأنشطة الحركية.
الحصول على دخل إضافي
هذه واحدة من أهم فوائد الهوايات إذا استخدمتها وقمت بتحويلها إلى عمل إضافي. هناك الكثير من الأشخاص استطاعوا الكسب من هوايتهم. الأمر مرتبط بشكل كبير على رؤيتك المختلفة للأمور وقدرتك على تطوير هواياتك لكي تصبح عملاً تستطيع الحصول من خلاله على دخل كبير. مثلاً الكتابة والرسم وعزف الموسيقى، فكلها أصبحت مجالات إبداعية تحتاج إلى الكثير من الأشخاص للعمل فيها.
القضاء على الوحدة
في هذا الوقت بالذات أصبحت نسبة كبيرة من الأشخاص يعملون من المنزل، لذلك لم يعد من السهل تكوين صداقات أو إدارة أعمال مشتركة. لكن وجود هواية في حياتك قد يكون باب جيد للغاية لكي تجد أشخاص يشاركونك إياها. سوف يكون لديك الكثير من الأصدقاء في فترة قصيرة جداً بمجرد أن تبحث عن أشخاص يحبون الأشياء التي تحبها.
تخلصك من التوتر
تخيل أن عقلك عبارة عن بالونة صغيرة وكل دقيقة يتم ملئها بالهواء! هذا بالضبط ما يحدث لك في العمل أو الدراسة أو أثناء القيام بأي مهمة. لكن الهواية مثل صمام جديد يضاف إلى هذه البالونة لكي يخفف الضغط ولا يدفعها للانفجار. إنها تسحب من عالمك كل مسببات التوتر وتعمل على وقف الأفكار التي تزيد الضغط على أعصابك. إنها تساعد على ترتيب الفوضى الذهنية المثارة داخل عقلك.
عالم مختلف بعد التقاعد
عندما نقول أن الهواية هي قارب الإنقاذ الخاص بك في مرحلة التقاعد فلن نكون مبالغين. لأن الكثير من الأشخاص الذين فقدوا هواياتهم أثناء حياتهم العملية واجهوا الكثير من الصعاب لتقبل الحياة بعد انتهاء فترة العمل. أما هؤلاء أصحاب الهوايات فكان لديهم الكثير من الأشياء لكي يقوموا بها والكثير من الأصدقاء الذين يشاركونهم أوقاتهم المختلفة.