شريك الحياة هو شخص قادر على طرد الوحدة منها، لذلك عندما يكون لدينا شريك فإننا نشعر أن كل شيء يدور معه وفي فلكه. لكن الصدمة تحدث عندما يحدث الانفصال، في هذه الحالة تحتل الوحدة كل ركن في الحياة. لا نجد من يشاركنا الحديث، أو الألم، أو الحلم. كل الأماكن التي اعتدنا الذهاب لها سوياً تتحول إلى أماكن باردة، بل تكون مؤلمة لأنها تذكرنا بما ضاع منا. لكن هل نهرب من الوحدة؟ أم نواجهها بشجاعة. تعالوا نناقش هذا الأمر سويًا عبر مقال اليوم.
لا مفر من المواجهة
لا يمكن لشخص ما في الحياة أن يهرب من الوحدة بعد ابتعاد شريكه عنه، لأن الوحدة لها القدرة على المطاردة والانتصار إذا لم نتعامل معها بشكل صحيح. لذلك فبدلاً من البحث عن طرق لإضاعة الوقت لابد من إيجاد طريقة لإضفاء قيمة مختلفة للوقت.
سوف تسألني ما الذي أقصده بذلك؟ دعني أشرحه بموقف بسيط، مثلاً تخيل أنك قمت بقضاء ساعات طويلة مع العديد من الأشخاص لمجرد الحديث وإلهاء نفسك عن التفكير في شريكك السابق، قد ينجح الأمر للحظات، لكن ما إن تعود لمنزلك سوف تحاوطك الوحدة ولن تشعر بالراحة أبداً. إذاً الحل هو البحث عن أشياء تعطي للوقت قيمة وتساعدك على العودة لمنزلك بالكثير من الأفكار والأحلام التي تطرد ذكرياتك وتحل محلها آمال للغد. فكيف تفعل ذلك؟ إليك أفضل الحلول.
كيف تطرد الوحدة من عالمك؟
البحث عن نشاط مختلف
قم بإدخال هواء جديد إلى حياتك بنشاط جديد. هناك الكثير من الأشياء التي من الممكن القيام بها في أوقات الفراغ، فإذا لم تعتاد ممارسة الرياضة فابحث عن واحدة تحبها ويكون بها الكثير من التحديات. إذا كنت جيداً في لغة واحدة ابحث عن دروس لتعلم واحدة أخرى. من الممكن اختيار لغة جديدة أو غريبة. سوف يساعدك الأمر على جعل عقلك منشغلاً في تحقيق شيء كبير. هناك آلاف من الأنشطة التي تستطيع أن تجعلك تودع الوحدة في أقصر وقت ممكن.
امنح الخير لغيرك فيعود إليك
لا تبحث عن طريقة لكي تهدر وقتك فقط، لكن اجعل وقتك قيماً من خلال منحه لشخص يحتاجه. بالتأكيد سمعت عن الكثير من الأنشطة التطوعية، لو تصفحت الإنترنت سوف تجد الكثير من المراكز التي تحتاج إلى متطوعين. تستطيع أن تشترك في أنشطة تعليم الأطفال، أو جمع التبرعات، أو تقديم خدمات لكبار السن. ليس ذلك فقط بل من الممكن أن تتطوع لخدمة مريض قريب لك أو تقديم عمل مهم للأشخاص القريبين منك. سوف يتحول وقتك إلى قيمة في حياة الآخرين وستحمل أنت لحياتك قيمة سوف تغيرها للأبد.
العائلة ركن أساسي
للأسف في عالمنا الحالي نبحث عن الحلول البعيدة بينما الحلول الأسهل قريبة جداً. كل شخص فينا لديه عائلة سواء أقارب من الدرجة الأولى أو أبعد بعض الشيء. لذا قضاء الوقت مع العائلة أو الزيارات وصلة الرحم كلها وسيلة للتخلص من الوحدة. التحدث مع الأجداد أو أخذ رحلة إلى عالم الذكريات مع أبناء العم أو أبناء الخالة، زيارة فروع العائلة البعيدة خارج مدينتك سوف تحدث فارقاً كبيراً.
تحدث مع الغرباء
هناك الكثير من الأشخاص الوحيدون مثلك. إنهم غرباء يبحثون عن أشخاص يشاركونهم وحدتهم. لو كانوا هؤلاء في دائرتك فمن الممكن البحث عنهم وتشجيع بعضكم البعض على الحديث. لكن لا تتحدثوا عن الماضي، ساعدوا أنفسكم من خلال البحث عن المستقبل وفتح أبواب مختلفة له. أو اشتركوا معاً في الأنشطة التي ذكرناها. تذكر أن القيام بالأمور بشكل جماعي يجعلها أفضل.
بعض التغييرات على المنزل
لا تحاوط نفسك بأي مصدر من مصادر الذكريات. لذلك قم بعمل تغيير في كل أرجاء منزلك. اختر أركان جديدة، فكر في توزيع النباتات المختلفة، تخلص من اللوحات القديمة، إذا كان لديك ركن مفضل مع شريكك أو أي شيء متعلق بذكرى معه فمن الأفضل أن تتخلص منه. لا تنسى أيضاً أن التخلص من الأشياء من الممكن أن يتم بشكل أفضل عن طريق التبرع بها، سوف يكون لهذا الأمر أثر إيجابي على الكثير من الأشخاص، وسوف تلعب الكرما لعبتها ويعود إليك الخير مرة أخرى.
في النهاية
تذكر دائماً أن الحياة لا تسير في كل الأوقات بالطريقة التي نريدها. الحياة تجبرنا على اختبار الألم والحزن والفراق. لكنها أيضاً تعطينا طوق نجاة اسمه المحاولة. كلما حاولت أن تتخلص من آلامك كلما أهدتك الحياة فرصة جديدة. والوحدة اختبار كبير فلا تقع تحت أنيابه وقاوم وحاول ولا تتوقف عن المحاولة.