crossorigin="anonymous">

علاقة الأرق بالأكتئاب … وكيف نعالج ذلك؟

قديما كان يعتقد أن الأرق عرض ثانوي للاكتئاب وعدة عوامل مختلفة، بمعني أن الشخص المصاب بالاكتئاب يعاني من الأرق. ويحدث الأرق أما نتيجة لعدم النوم حتي وقت متأخر من الليل أو الاستيقاظ مبكرا دون الحصول علي قدر كافي من النوم.

قد يكون من الطبيعي الشعور بالأرق والمعاناة عند الذهاب إلى السرير، عند التعرض لأوقات عصيبة مثل تجارب نهاية العلاقات أو الانفصال، أو التعرض للفشل والتعرض لأحداث مؤسفة بشكل عام، الانخراط في التفكير بسبب قوة قوة المشاعر الناتجة عنها غالباً ينتج عنه الارق وعدم القدرة على الحصول على نوم جيد.

ساد الاعتقاد سابقاً أن الأرق واضطرابات النوم ناتج عن التعرض لظروف صعبة في الحياة، لكن حديثاً ثبت أن العكس يمكن أن يحدث، فقد يؤدي الأرق وعدم انتظام النوم لفترات طويلة لحدوث الاكتئاب. ولعلك لاحظت بنفسك حساسيتك المفرطة وتوترك المبالغ فيها تجاه أمور عادية في حياتك بعد ليلة عانيت فيها من الأرق.

لماذا تؤدي قلة النوم إلي الاكتئاب!

دعني اشرح لك الأمر من خلال طرح تلك الأسئلة:

هل قمت بالغاء لقاء مع اصدقائك بسبب عدم حصولك على قسط كاف من النوم فى الليلة السابقة؟

هل قمت بالغاء نشاطك بممارسة الرياضة بسبب عدم النوم؟

هل قمت بالتصرف بشكل غير لائق فى اى من مواقف يومك العاديه بسبب الاجهاد الناتج عن عدم قلة النوم؟

الإجابة علي تلك الأسئلة تتلخص في إنه عندما تحرم  نفسك من النوم الطبيعي  فانت ايضا تحرم نفسك من التاثير الايجابى لهذه الأنشطة  فى حياتك وهى بكل تأكيد تساعدك على التغلب عن صعوبات حياتك وتمنحك المزيد من الطاقة فى مواجهة الضغوط التي تتعرض لها، وايضا قد تضيف الى حياتك اسباب لمزيد من التوتر ومزيد من المشاكل أنت في غني عنها .

ماذا يحدث للمخ عند التعرض للحرمان من النوم؟

توجد في المخ منطقة تسمى باللوزة الدماغية وهي مسؤلة عن الاستجابة السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق، وإدراك وتقييم العواطف، وأيضا تعمل كنظام انذار مبكر في حالة الشعور بتهديد أو خطر.

أجريت دراسة حيث حرم المشتركون من النوم لمدة ٣٥ ساعة متواصلة، وكانت نتائج الدراسة أن من حرموا من النوم كانوا اكثر استجابة للعواطف السلبية من غيرهم، كما كانوا أقل قدرة على التحكم في انفعالاتهم، مما يعني سهولة وصول الأشخاص للاكتئاب في حالة طول فترة الأرق، وعدم التعامل مع المشكلة وأخذها بجدية، بينت الدراسة أيضا أن اللوزة الدماغية نفسها كانت أقل اتصالا بباقي أجزاء المخ.

 

العوامل الوراثية والأرق

في نفس الدراسة عند بحث العلاقة بين العوامل الوراثية وقلة النوم والاكتئاب وجدت علاقة بين بين الاكتئاب والأرق، وهذا يعني أن الإنسان قد يصبح أكثر عرضة للاكتئاب والارق بسبب وراثة بعض الجينات الوارثية.

وعند محاولة بحث تأثير قلة النوم والأرق، وجد أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من الاكتئاب لديهم أعراض مثل الشعور بآلام في أجسامهم وأن جهازهم المناعي كان يبدو كأنه في حالة دفاع عن خطر أو في حالة التعامل مع اصابه، أيضا في حالات الحرمان من النوم يكون الجسم في حالة مشابه.

إذا كيف نعالج الارق؟

اظهرت دراسة اجرتها جامعة اكسفورد بالتعاون مع مركز مانشستر للعلاج الذاتي أن علاج الارق يقلل من اعراض القلق والاكتئاب ونصحت الدراسة الناس بخطوات فعالة عند مواجهة الارق:

  1. تبيت مواعيد النوم والاستيقاظ يساعد هذا في ضبط الساعة البيولوجية، وتهيئة الجسم للنوم ومقاومة الأرق.
  2. عند وجود صعوبة في النوم ينصح بترك الفراش وممارسة نشاط آخر يساعد في استرخاء الجسد وصفاء الذهن، مثل التمشي أو الحركة إن أمكن، أو القراءة أو ممارسة التأمل.
  3. جعل السرير فقط للنوم، وعدم البقاء لاوقات طويلة في تصفح الهاتف أو ممارسة أي نشاط غير النوم فس السرير.
  4. عدم تناول المنبهات والكافيين قبل فترة من الذهاب للنوم، وعدم تناول وجبات كبيرة قبل النوم.
  5. جعل مكان النوم هادىء ومظلم.
  6. التخلص من الافكار السلبية عن النوم، والتعامل مع التفكير المفرط ومشاكل التفكير السلبي المسببه للارق.

اكتشفت الدراسة ايضا انه يمكن علاج الاكتئاب والقلق اصبح ممكنا بعد علاج الارق, وتقوم مجموعات اخرى من العلماء والباحثين بالعمل على امكانية علاج امراض نفسية اخرى بتحسين النوم. لذا عليك البدء من الان في  الاهتمام بالنوم وتحسين طريقة  النوم لديك حتي تحمي نفسك من التعرض للأرق والاكتئاب والعديد من الأمراض النفسية والجسدية الأخري والتي تؤثر علي كافة الأمور في حياتك  والتي يسببها عدم الحصول علي القدر الكافي من النوم…

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->