crossorigin="anonymous">

عنان الجلالي اشهر غاسل صحون فى العالم

في هذه المقالة سوف أحكي لك قصة رجل بدأ حياته من تحت السلم بالمعني الحرفي للكلمة، إختار أن يعيش غريبا بعيدا عن وطنه وأهله وأصدقاءه بدلا من أن يجلب العار لهم بسبب فشله وعدم تحقيقه لأي شيء تمنوه له، كان دائما الأخير في فصله وفي دراسته حتي وصل للثانوية العامة وفشلت كل الطرق لنقاذه من الفشل، فقرر أن لا يرهق من حوله أكثر من ذلك ولا يحملهم وصمة عار فشله وتأخره، وعزم علي الخروج من وطنه باحثا عن فرصة جديدة وساعيا وراء حلم النجاح والشهرة .

بدأ حياته كغاسل للصحون في إحدي الفنادق حتي وصل الأن إلي الملياردير الذي يمتلك العديد من الفنادق الفخمة، وهذا هو سر تسميته ب”أشهر غاسل صحون في العالم” ….إنه الملياردير المصري “عنان الجلالي”.

من هو عنان الجلالي ….

ولد عنان الجلالي بإحدي ضواحي القاهرة لأسرة كان ربها يعمل ظابطا للقوات المسلحة المصرية وعلي علاقة وطيدة بقيادات ثورة  1952، وحاول عنان كثيراً، أن يكون متفوقا في الدراسة والتعليم كباقي أفراد عائلته، ولكن الفشل كان مصيره دوما، وكان دوماً الأخير في درجاته وتحصيله العلمي، و عندما وصل للثانوية العامة حاول  أهله مساعدته وإعطاءه مزيدا من الدرجات بإدخاله نشاطا رياضيا ولكنه فشل فيه أيضا ولم يؤدي الأداء المرجو منه  ….. وهذا الفشل كان الأخير بين أهله حيث قرر عنان السفر بعيدا جدا عنهم حتي يبدأ من جديد، ويطارد أحلامه ويبني نفسه مرة أخري بعيدا عن كل ما يقيده من مفاهيم وإعتبارات وجدها لا تناسبه ولا تتفهم عقليته وشخصيته، فقرر السفر بعيد عن وطنه ويتجه  إلي النمسا ليبدأ من هناك مستعينا ببعض الدولارات التي أخذها من والده لتكون عونا له في رحلته المجهولة.

الحياة وصعوبتها  في النمسا :

أبحر عنان من مصر علي ظهر مركب متجهة إلي إيطاليا ومنها أخذ القطار وأتجه إلي “فيينا ” عاصمة النمسا الساحرة والتي توقع أن تلقي عليه شيئا من سحرها وتحقق له ما جاء من أجله.

وصل عنان النمسا ولم يكن يعلم أي لغات سوي العربية، فنزل في بيوت الشباب حتي نفذت الأموال التي أخذها من مصر، فبدأ البحث عن ملجأ في فيينا يقصده كل من ليس له مأوي.

عمل عنان في عدة أعمال متواضعة في النمسا منها بائع جرائد، ودائما ما كان يشعر بالتفرقة والإضطهاد، وصل به الحال أنه كان يأكل البيض نيء لأنه لم يكن يجد المكان الذي يسلقه فيه وكانت البائعة دائما ما تسبه وتقول عليه كلب وخنزير.

كان والد عنان يعمل  سكرتير عام هيئة التحرير في ذلك الوقت، وكانت علاقته قوية برجال الثورة ومنهم اللواء / حسن التهامي سفير مصر بالنمسا أنذاك، والذي كان يرسل السيارة الخاصة بالسفارة فقط للبحث عن عنان ودعوته للغداء , وعندما حدثت النكسة كان عنان يبيع الجرائد التي تحمل صور القتلي المصريين مما جعله يشعر بأنه يبيع أهله ووطنه، ورغم أن السفير طلب منه العودة إلي مصر إلا أنه رفض بشدة العودة، كما أنه رفض أيضا الإستمرار في النمسا واعتبرها مسرحا للأحداث الأليمة بالنسبة له فقرر السفر عن النمسا والتوجه إلي الدنمارك.

بداية جديدة  في الدنمارك :

بعد أن ترك عنان النمسا طامحا في واقع أفضل في الدنمارك، اصطدم بالواقع المر هناك، فلم تكن الحياة في الدنمارك في البداية أفضل من حياته السابقة في النمسا، بل أنه في بداية تواجده هناك لم يجد أي فرصة عمل، وكان ينام في صناديق التليفونات ويبحث عن طعامه في صناديق القمامة، وفي فترة ما وصل به الحال أن ذهب إلي أحد الفنادق وطلب أن يعمل هنا مقابل إطعامه فقط حتي ولو كان هذا الطعام من بواقي الزبائن.

وهنا قرر عنان ألا يستمر هكذا مواطنا من الدرجة العاشرة في الدنمارك حيث أنه لا يملك التعليم المطلوب للحصول علي عمل مناسب، ولكنه إعتمد في البداية علي المباديء والتقاليد التي خرج به من وطنه الأصلي مصر , وقرر أن يطور نفسه بعيدا عن الدراسة.

وكان كل ما يرغب به عنان في تلك الفترة هو الحصول علي وجبة طعام وسرير لينام عليه فقط. ولكن بداخله هدف أكبر كان يسعي له من خلال العمل وهو الحصول علي الخبرة والإحترام.

وجاءته الفرصة ليعمل في غسيل الصحون بأحد الفنادق مقابل راتب ضئيل وغرفة خاصة به، وكان يعمل بمعدل مضاعف مقارنة بزملائه الأخرين حتي وصله إلي وظيفة نائب مدير سنة 1971 في أكبر فنادق الدنمارك، وبعد أربع سنوات فقط من بداية عمله كغاسل للصحون بالفندق.

إذا… كيف من غاسل صحون لنائب مدير فندق ؟

لعل السؤال المنطقي  الذي تفكر فيه الأن هو ما السر الذي حول عنان الجلالي من مجرد غاسل للصحون ليشغل منصب نائب مدير أكبر فندق في الدنمارك ؟ لقد سؤل عنان الجلالي هذا السؤال مرارا وتكرارا، وكان يجيب بأننا نحن من نصنع الفرص. لقد كان في وقت فراغه يعمل بالوظيفة التي يريد أن يرتقي إليها وذلك حتي يطلبها بدافع الممارسة والخبرة وليس الرغبة فقط ، وكان يرفض أن ينزل لوظيفة أقل , وبالنسبة لقصته مع الشهرة والأضواء فقد بدأت عندما لفت نظر أحد الصحفيين الكبار في الدنمارك وجود شاب وعربي يشغل منصب مدير نائب عام فندق، وبدأ في الحديث وسؤال عنان عن ذلك، وقال أنه سمع أن والد عنان يمتلك سلسلة فنادق أو أن شيوخ من الخليج يساعدونه أو حتي أنه قد تزوج من إبنة صاحب الفندق نفسه , ولكن عنان نفي كل ذلك، وقاله للصحفي أنه بدأ حياته من تحت السلم، وغسل الأطباق من أجل الحصول علي وجبة طعام ولكننه صمم علي الإستمرار والترقي. وكتب عنه الصحفي في إحدي مقالته كيف أنه بدأ حياته في غسيل الصحون حتي أصبح نائبا لمدير أكبر فنادق الدنمارك. ومن هنا بدأت العديد من الصحف تتحدث وتكتب عن عنان الجلالي وبدأت شهرته تتسع في الدنمارك.

وفي إحدي المناسبات كان مدير الفندق مريضا وكان هناك زيارة مهمة لرئيس روسيا، فتولي عنان كل شيء، وقابل العديد والعديد من الملوك والرؤساء، وبدأت الصحف تتحدث عنه أكثر وأكثر وأصبح من الشخصيات المشهورة في الدنمارك، وحصل عنان علي 5 دكتوراة فخرية في دول مختلفة حول العالم، وأطلقت عليه الصحيفة الرسمية الأمريكية “أشهر غاسل صحون في العالم ” ، وحصل علي لقب “فارس دانبروغ” وهو أعلي لقب في الدنمارك، وذلك بجانب حصوله علي لقب سفير العلاقات التاريخية بالشرق الأوسط، والعديد من المناصب الشرفية والمرموقة في عالم البيزنس والسياحة.

في النهاية أود أن أقول لك أن قصة عنان الجلالي رجل الأعمال المصري الشهير تعتبر أكبر مثال لي أن النجاح لا يأتي إلا لما يسعي إليه حقا ويقاتل من أجل الحصول علي الفرصة، بل ويقدر علي صنعها لنفسه أيضا في حالة عدم توافرها أمامه ….وفي حالة أنك تعمقت في البحث ستجد أن مصر تفخر بالعديد من الأمثلة التي حققت نجاحات داخل وخارج الوطن مثل “أشهر غاسل صحون في العالم ” الملياردير عنان الجلالي.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->