crossorigin="anonymous">

كوداك.. الشركة التى اطلقت الرصاص على نفسها

إذا لخصنا قصة نجاح وفشل شركة كوداك فلربما يصبح المثل الدارج “على نفسها جنت براقش هو الوصف الاقرب لما فعلته شركة كوداك بنفسها”.

فالجدير بالذكر أن الأفلام الضوئية التى كانت تنتجها شركة كوداك شهدت تراجعاً ثم إختفت من الساحة بمجرد بداية ظهور الكاميرات الرقمية، لكن الشىء الاكثر إثارة أن فكرة الكاميرا الرقمية بدأت داخل الشركة نفسها، لكن للأمر ابعاداً سنفهمها كالآتى:-

تاريخ شركة كوداك

فى البداية لابد أن تعرف انه السهل ان تكون عملاقاً، وليس من المستحيل ان تعتلى القمة لأطول فترة ممكنة، لكن سيكون من الصعب ان تظل عملاقاً يعتلى القمة دون أن تدرك حجم التغييرات الصغيرة والمتناهية فى الدقة التى تمر أمامك و دون ان ينحنى انف غرورك كعملاق لكى تفهمها.

هذا هى شركة كوداك، كانت عملاق يعتلى عرش صناعة الافلام الضوئية ومعدات التصوير والطباعة خلال القرن العشرين ولكنها تبدأ فى الخسارة شيئاً فشيئاً الى ان تصبح مهددة بالإفلاس عام 2012.

كيف بدأت كوداك نجاحها؟

بدأت قصة كوداك علم 1888فى الولايات المتحدة الأمريكية بمدينة نيويورك، حيث تأسست الشركة على يد كل من جورج ايستمان وهنرى سترونج، كانت الشركة متخصصة فى إنتاج أفلام التصورير الفوتغرافى وكل المعدات المتعلقة بأدوات التصوير والتحميض والطباعة.

وخلال القرن العشرين لم تكن تذهب فى أى مكان فى العالم إلا وتجد إعلانات شركة كوداك تحاوطك فى كل الإتجاهات، أما حصتها فى السوق الأمركية فلقد وصلت إلى 90% من اجمالى حصة السوق ككل، فما الذى حدث؟

عام 1975 قام المهندس ستيف ساسو الذي يعمل فى معامل الأبحاث الخاصة بشركة جوجل بعرض نموذج لأول كاميرا رقمية على إدارة الشركة، يقترب حجم الكاميرا من حجم الفرن الكهربائى وتستغرق حوالى 20 ثانية لإلتقاط الصورة، وبذلك كانت النواة الأولى للكاميرا الرقمية تنمو داخل أحشاء معامل كوداك، لكن المفاجأة أن المدير التنفيذى للشركة سخر من ستيف ساسو على اختراعه جملة واحدة “انها شىء لطيف ..لكن حاول ألا تخبر به احد”. ربما تلك الجملة كانت هى بداية السقوط للشركة.

نقطة التحول في في تاريخ كوداك

وحان دور إدارة شركة كوداك لدفع ثمن تلك الجملة بداية من عام 1981 حيث أعلنت شركة سونى انها ستقوم بطرح أول كاميرا رقمية فى الأسواق، تجاهلت شركة كوداك الأمر وراهنت على أن تأثير الكاميرا الرقمية لن يشكل خطراً على حجم مبيعاتها فى السوق الأمريكية.

ولكن التحدى لم يتوقف عند شركة سونى، ففى عام 1984 دخل العملاق اليابانى فوجى فيلم الى السوق الأمريكى، واعلنت شركة فوجي عن طرح الأفلام الضوئية بجودة أفضل وبسعر أقل، فى البداية راهنت كوداك على المستهلك الامريكى الذى لن يترك منتجه الذي إعتاد عليه منذ مائة عام لصالح المنتج الأخر، لكن يبدو أن رهانهم لم يكن فى مكانه الصحيح، فلقد بدأت شركة فوجي فيلم بحملة التسويق العدائى والذى يعنى أنها ستقوم بطرح منتجاتها بأقل سعر، وخلال الفترة من 1990 للفترة 1997 وصل حجم حصة شركة فوجى فيلم فى السوق الامريكية إلى مايقرب من 17%.

التحول إلى الكاميرات الرقمية

هنا كان على كوداك محاولة مسايرة المتغيرات، لكنهم حاولوا مسايرة التغيير بنفس الفكر القديم الذى إنتهجوه، فى عام 1986 قامت شركة كوداك بإنتاج الكاميرا الرقمية بيكسل، لكنها كاميرا رقمية تعتمد على الأفلام وقد زودت بميزة مكنت المستهلك من استعراض الصور قبل طباعتها ، لكن فى هذا الوقت كان العالم يتجه فعلاً الى الصور الرقمية، ولم يعد هدف السوق والستهلك طباعة الصورة من اجل الإحتفاظ بها، بل كان هدف الجميع مشاركة الصور والاحتفاظ بها على حواسيبهم الشخصية،

وقد بدأ الأمر يأخذ منحنيات ليست فى صالح العملاق الامريكى كوداك بعد تعدد المنافسين فى السوق، مثل سونى ونيكون وفوجو وزاد الامر سوءاً بعد بداية ظهور الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات.

المشهد الأخير في قصة كوداك

وفى عام 2012 بعد الخسائر المتعددة التى واجهتها شركة كوداك خضعت لقانون حماية الشركات من الإفلاس الأمريكى، وبموجب هذا القانون أعلنت الشركة انها ستتوقف نهائياً عن صناعة الكاميرات الرقمية وكاميرات فيديو الجيب وانها ستوجه انتاجها نحو عالم التصوير الضوئى للشركات. وبدأت بطرح الافلام القديمة للبيع.

وفى عام 2013 باعت شركة كوداك العديد من براءات الإختراع الخاصة بها لشركات مثل فسيبوك وابل ومايكرسوفت وسامسونج بمبلغ يصل إلى 000،000،525 دولار أمريكى.

هذا ببساطة مافعلته كوداك بنفسها، كانت نقطة التحول مزروعة ضمن مختبر ابحاثها وكانت بداية التغيير نابعة من احد موظفيها، لكن العقلية التى لم تقتنع بالسرعة التى أصبح عليها العالم فى تكنولوجيا التطور هى التى اوصلت الشركة لذلك الوضع. وهذا حال السوق دائماً إما أن تكون مدرك بحجم التغيير الذى يحدث أو تجرب مصير كوداك.

وقد ظلت كوداك طوال مائة عام تحمل شعار Kodak moment وهو مرادف للحظات القيمة التي تسجلها افلام كوداك ولكنها للأسف لم تستطع الحفاظ عليه ونزلت من على القمة بجملة قالها المدير التنفيذى للمهندس ستيف ساسو ولم يكن يدرك ماسيحدث بعدها.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: